بعد أن كثف الاحتلال الإسرائيلي ضرباته في مدينة رفح الفلسطينية، وإرساله تهديدات لمئات الآلاف من الأسر بالخروج من المدينة، بدأ اللاجئون الذين تركوا من الأساس شمال قطاع غزة بسبب الوحشية الإسرائيلية، في النزوح مرة أخرى إلى المجهول.
وتمت الموافقة على العملية في رفح الفلسطينية، بالإجماع من قِبل مجلس الوزراء الإسرائيلي، وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه فور الشروع في إخلاء السكان، فمن المتوقع أن تبدأ العملية في غضون أيام قليلة، وهو الأمر الذي حذرت منه العديد من الدول والمنظمات الإنسانية والإغاثية، كونها تضيف مأساة كبيرة أخرى على الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية الجديدة التي التقطتها شركة "بلانيت لابز"، ونشرتها شبكة سي إن إن الإخبارية، أن الفلسطينيين يفرون من مدن الخيام في رفح الفلسطينية بأعداد كبيرة مع ظهور تهديد بهجوم إسرائيلي كبير محتمل في جنوب مدينة غزة.
وذكرت وكالة "رويترز" أن دبابات جيش الدفاع الإسرائيلي استولت على محور مركزي في رفح الفلسطينية، والذي يمر عبر المدينة من الشمال إلى الجنوب وقسمتها إلى نصفين، وقامت الدبابات الإسرائيلية بذلك بتطويق مزارع رفح، وهي المنطقة التي أمرت إسرائيل مواطنيها بها للإخلاء إلى الشمال.
وتبين من الصور الملتقطة أن العديد من المخيمات التي تؤوي الأعداد الكبيرة من اللاجئين في غزة، بما في ذلك المخيم الرئيسي في وسط رفح الذي يضم آلاف الخيام، قد انخفض حجمها بشكل كبير على مدار الأيام الثلاثة الماضية.
وفر ما لا يقل عن 110 آلاف فلسطيني من رفح جنوبي غزة منذ يوم الاثنين، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وكانت بعض مخيمات الخيام موجودة في مدارس الأمم المتحدة، والبعض الآخر في الحقول المفتوحة، أو على طول الطرق لعدة أشهر.
وكشف آخر تقييم شامل للأمم المتحدة، عن دمار هائل في القطاع، حيث تم تدمير 31.198 مبنى و16.908 مبانٍ متضررة بشدة و40.762 مبنى متضررًا بشكل متوسط، ليصبح المجموع 88868 مبنى مدمرًا، ويمثل ذلك نحو 35% من إجمالي المباني في قطاع غزة، وما يقدر بنحو 121.400 وحدة سكنية متضررة.
وفي تقريرها الجديد، كشف التحليل الإحصائي للأمم المتحدة، أن الاحتلال الإسرائيلي من أجل إنشاء منطقة عازلة جديدة على طول الحدود مع قطاع غزة، استولى على ما يقرب من كيلو متر من أراضي القطاع، وبحسب "الجارديان" البريطانية، فقد دمّر الاحتلال أكثر من 3000 مبنى من أجل القيام بذلك.
يذكر أن تقرير البنك الدولي كشف أن تأثير الدمار الهائل في القطاع امتد إلى شبكات الطاقة وكذلك أنظمة توليد الطاقة الشمسية، مشيرين إلى أنه مع تدمير وإتلاف 92% من الطرق الرئيسية والتدهور الشديد في البنية التحتية للاتصالات، أصبح إيصال المساعدات الإنسانية الأساسية للناس صعبًا للغاية.