الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الخوف والتفاؤل.. رهانا ترامب وهاريس للتحكم في مزاج الأمريكيين

  • مشاركة :
post-title
الأمريكيون متقلبون بين ترامب وهاريس

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

"الخوف من المستقبل أو استنفاد الصراع".. وسط هذين التوجهين المختلفين تمامًا، يتقلّب مزاج الناخبين الأمريكيين بين مرشح الحزب الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب ونظيرته الديمقراطية كامالا هاريس.

مزاجَان مختلفان

ومع طبيعة وتوجهات مرشحي الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة الأمريكية، أصبحت الانتخابات الرئاسية لا تتعلق بإيديولوجيتين مختلفتين بل تتعلق بمزاجَيْن مختلفين تمامًا، هما الفرح مقابل الغضب، وفق تقرير "أكسيوس" الأمريكي.

وتعكس الخطابات الانتخابية حسابات متضاربة أيضًا بين كلا المرشحين، حول كيفية الفوز بالاستحقاق الرئاسي عام 2024، وكيف يشعر الأمريكيون بشأن حالة ومستقبل بلادهم.

ويرى الرئيس السابق "ترامب" أن الخوف هو الدافع الأساسي في تبرير ترشحه للرئاسة، مصورًا ذلك في الهجرة غير الشرعية، والجريمة، والتضخم، والتدهور، ويراهن على أن الناخبين المترددين سوف يتبنون وجهة نظره الأكثر قتامة ويطالبون بالحماية، حتى لو لم يعجبهم أسلوبه، حسب الموقع الأمريكي.

فيما ترى نائبة الرئيس الأمريكي "هاريس" أن الأمل أو استنفاد الصراع هو الدافع الأساسي لترشحها للرئاسة، مروّجة للأمل في تجاوز ترامب، والأمل في صعود أمريكا وانتعاشها، حيث تعتقد أن الناخبين سئموا من الكآبة واليأس.

الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما

نظرية باراك أوباما

وأثبتت الاستراتيجيتان فعاليتهما في الانتخابات على مدى العقدين الماضيين، لكن سوء فهم المزاج الوطني قد يؤدي إلى تدمير الحملة، فاستراتيجية هاريس تشبه إلى حد كبير نظرية باراك أوباما في الانتخابات، وهو ما يُستمد من تقديم أوباما المشورة لهاريس بشكل خاص، وفق "أكسيوس".

وركّز الرئيس الأسبق "أوباما" في حملته الانتخابية على الأمل والتغيير، وقد نجح في ذلك، وهذا يساعد في تفسير سبب تخلي هاريس عن الهوس المركزي للرئيس جو بايدن بالتهديدات التي تتعرض لها الديمقراطية، وتبني رسائل أكثر تفاؤلًا وتركيزًا على المستقبل، بما في ذلك صرخة حاشدة جديدة تحت شعار "لن نعود إلى الوراء".

استراتيجية ترامب

وظلت استراتيجية ترامب ورؤيته لمستقبل بائس تحت الحكم الديمقراطي ثابتة منذ أن ركب موجة الغضب الشعبوي إلى البيت الأبيض في عام 2016، لكن في عام 2020، سئم الناخبون من الفوضى اليومية التي أحدثتها رئاسة ترامب وجائحة كوفيد-19، وراهنوا على أن بايدن سيقود البلاد إلى الوضع الطبيعي مرة أخرى.

وبعد أربع سنوات، أظهر استطلاع رأي أعده "جالوب" أن 18% فقط من الأمريكيين راضون عن الاتجاه الذي تسير فيه البلاد، وهو ما يوفر أرضًا خصبة لترامب لإحياء وتحسين سياساته القائمة على التظلمات.

في رسالة إلكترونية لجمع التبرعات هذا الأسبوع، صاحت حملة ترامب: "لقد ساءت الأمور في العالم خلال الأسبوعين الماضيين، فقد انهارت سوق الأوراق المالية، وارتفعت معدلات البطالة! وخرجت الحروب في الشرق الأوسط عن نطاق السيطرة!".

دونالد ترامب

الأمريكيون سئموا الصراخ

وقال فرانك لونتز، الخبير المخضرم في استطلاعات الرأي في الحزب الجمهوري: "هناك شريحة كبيرة من أمريكا تعترف بأن الأمور أصبحت صعبة، لكنهم سئموا من التعرض للصراخ.. وسئموا من الكآبة واليأس.. وهم يريدون الأمل بدلاً من اللوم"، مضيفًا "ترامب ليس مرشحًا جيدًا، إنه مرشح سيئ، وسيكون سلبيًا مهما حدث".

وعلى النقيض، قال الموقع الأمريكي إن من يشاهد الأحداث المبكرة التي جمعت هاريس مع حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، سوف يرى ويسمع هوسهما المشترك بالبهجة والمرح والتفاؤل، حيث قال والز في تجمع جماهيري: "الشيء الوحيد الذي لن أسامح الجمهوريين عليه هو محاولتهم سرقة البهجة من هذا البلد".

إحباطات الحزب الجمهوري

على الجانب الآخر، التقط السيناتور الجمهوري جيه دي فانس، زميل ترامب في الترشح، إحباطات الحزب الجمهوري تجاه رواية "المحارب البهيج" عندما سئل هذا الأسبوع: "ما الذي يجعلك سعيدًا؟"، فرد فانس: "أبتسم للعديد من الأشياء، بما في ذلك الأسئلة الزائفة من وسائل الإعلام".

وأضاف فانس: "أعتقد أن معظم الناس في بلدنا، يمكنهم أن يكونوا سعداء في بعض الأحيان ويستمتعون بالأشياء في أحيان أخرى، ويفتحون الأخبار ويعرفون أن ما يحدث في هذا البلد هو عار".

بينما تستفيد هاريس بشكل هائل من كونها وجهًا جديدًا لا يلومه العديد من الناخبين، على الأقل حتى الآن، على الإخفاقات الملحوظة لإدارة بايدن، حيث يقول "لونتز" الخبير المخضرم في استطلاعات الرأي: "لقد تمكنت من إعادة تشكيل نفسها بطريقة لم أرها من قبل في السياسة الأمريكية".