بينما من المقرر توجه عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية إلى الشرق الأوسط؛ لحضور ما يوصف بأنه "أسبوع دراماتيكي من الدبلوماسية عالية المخاطر" لمحاولة منع الحرب في المنطقة، لا تزال الولايات المتحدة وإسرائيل لا تملكان فكرة واضحة عن موعد وقوع الهجوم من إيران أو أي من حلفائها في المنطقة.
ووفق موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن التقييم العام يشير إلى أن "حزب الله اللبناني من المرجّح أن يهاجم أولًا، وربما في نهاية هذا الأسبوع"، حسبما قال مسؤولان أمريكيان وآخر إسرائيلي.
وتسعى الإدارة الأمريكية، بالتعاون مع الوسطاء في مصر وقطر، لتأمين اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة، حيث "يقضي الوسطاء والمسؤولون الأمريكيون والمصريون والقطريون الأيام القليلة المقبلة في محاولة سد الفجوات بين إسرائيل وحماس قبل الجولة النهائية من المفاوضات بين الطرفين، والمقرر عقدها في 15 أغسطس".
وفي الوقت نفسه، تمارس الولايات المتحدة وحلفاؤها ضغوطًا على إيران وحزب الله؛ لحثهما على عدم الرد على إسرائيل بسبب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وفؤاد شكر القائد الكبير لحزب الله في بيروت.
كما تقوم الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة المتحدة وفرنسا بوضع اللمسات الأخيرة على استعداداتها للدفاع عن إسرائيل ضد هذه الهجمات المحتملة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية، إذ زار قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، إسرائيل لإجراء محادثات لتنسيق الدفاع للمرة الثانية في أقل من أسبوع.
مساعٍ أمريكية
وفق "أكسيوس"، عقد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، اجتماعًا عبر تطبيق "زووم"، أمس الجمعة، مع عائلات ثمانية أمريكيين محتجزين في قطاع غزة، وأطلعهم على الجولة الحاسمة من المفاوضات التي ستجرى إما في القاهرة أو الدوحة، وفقًا لمصدرين على دراية مباشرة بالاجتماع.
وقال "سوليفان" للعائلات إن بايدن وفريقه يدفعون نحو الاتفاق من أجل إعادة المحتجزين إلى ديارهم، والتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وأيضًا لأنهم يعتقدون أن الاتفاق يمكن أن يمنع الحرب الإقليمية، بحسب المصادر.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، للصحفيين، إنه من الضروري التوصل إلى اتفاق "لأن كل يوم يمر تصبح حياة الرهائن في خطر أكبر وتستمر المعاناة في غزة"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل وحماس غيرتا تفاصيل في الصفقة المقترحة، وأضافتا مطالب تستلزم تنازلات من الجانبين".
ومن المتوقع أن يقود مدير وكالة المخابرات المركزية الفريق الأمريكي في المفاوضات، وأن يسافر إلى المنطقة الأسبوع المقبل؛ بينما يتوجه مستشار بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكجورك، إلى القاهرة مطلع لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين وإسرائيليين، في محاولة لوضع اللمسات الأخيرة على سلسلة من الترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وغزة، بحسب مسؤولين أمريكيين.
الخوف من إيران
يشير تقرير "أكسيوس"، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين إلى أن زيارة ماكجورك "مشروطة بما إذا كان حزب الله وإيران سيهاجمان إسرائيل، وما إذا كان هذا سيؤدي إلى تصعيد أوسع نطاقًا".
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن وزير الخارجية الأمريكي أتوني بلينكن، أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أمس الجمعة، أنه يفكر في السفر إلى المنطقة الأسبوع المقبل للانضمام إلى جهود التوصل لاتفاق ومنع التصعيد.
ويلفت التقرير إلى أن "رحلة بلينكن تعتمد، أيضًا، على الوضع في المنطقة خلال الأيام القليلة المقبلة"، مؤكدًا أنه "في حال حدوث تصعيد كبير، فمن غير المرجح أن يذهب".
ويشير التقييم العام في واشنطن وتل أبيب إلى أن "حزب الله اللبناني من المرجح أن يهاجم أولًا، وربما في نهاية هذا الأسبوع"، حسبما قال مسؤولان أمريكيان ومسؤول إسرائيلي.
في الوقت نفسه، أشارت إيران، الجمعة، إلى أن الجهود المتجددة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة ستدخل في الاعتبار في أي هجوم قد تفكر في تنفيذه ضد إسرائيل.
وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، في بيان: "أولويتنا هي إرساء وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وأي اتفاق تقبله حماس سوف نعترف به أيضا"، لافتة إلى أن طهران لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد إسرائيل بعد اغتيال هنية في طهران.
وأضاف البيان "ومع ذلك، فإننا نأمل أن يكون ردنا محدد التوقيت وأن يتم تنفيذه بطريقة لا تكون على حساب وقف إطلاق النار المحتمل".