من المقرر أن يجتمع أطراف وقف إطلاق النار في غزة، الخميس المقبل، إما في الدوحة أو القاهرة، وفق ما قال متحدث مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي.
وذكر كيربي، في مؤتمر صحفي، أمس الجمعة، عبر دائرة اتصال مغلقة، أنه بعد البيان المشترك من الولايات المتحدة ومصر وقطر، أظهر الطرفان إرادة للاجتماع لإجراء محادثات في أقرب وقت ممكن.
وأمس الأول الخميس، دعا قادة مصر وقطر والولايات المتحدة، إسرائيل وحركة حماس إلى استئناف محادثات وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين بالأسرى، الأربعاء أو الخميس المقبلين، بالدوحة أو القاهرة، وذلك في بيان مشترك وقعه قادة الدول الثلاث.
وأشار كيربي، إلى أن إسرائيل أعلنت أنها سترسل وفدًا إلى المحادثات، ونقل عن الجانب القطري تعهده بأن حركة حماس سترسل أيضًا وفدًا، مضيفًا: "نأمل أن يؤدي هذا إلى نتائج مفيدة.. ولا نريد أن يحدث أي شيء من شأنه أن يعطل الخطط التي ستجمع الجانبين معًا على الطاولة الخميس المقبل".
وأكد كيربي، على أن الولايات المتحدة ستشارك في الاجتماع. وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أقرب وقت.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، غير أنها لم تسفر عن بلورة اتفاق بسبب رفض إسرائيل مطلب حماس بإنهاء الحرب وسحب قواتها من قطاع غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
ونهاية مايو الماضي، طرح الرئيس الأمريكي جو بايدن، بنود صفقة عرضتها عليه إسرائيل "لوقف القتال والإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين بغزة"، وقبلتها حماس وقتها، وفق إعلام عبري.
لكن نتنياهو أضاف شروطًا جديدة منها بقاء جيش الاحتلال بمحور فيلادلفيا، الذي أعلن السيطرة عليه في 29 مايو الماضي، وتحفظ على تلك الشروط كل من وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، باعتبار أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.
مطالب إسرائيل
وخلال مفاوضات الخميس المقبل، تعتزم إسرائيل طرح عدة مطالب؛ تنص على السيطرة على محور "فيلادلفيا" وضمان عدم بقاء حماس في معبر رفح من الجانب الفلسطيني، فيما أن كلمة "آلية الإشراف" لم تكن ضمن نص مطالبها، بينما ورد فيها أن منع انتقال المسلحين إلى شمال قطاع غزة سيتم ضمانه بشكل متفق عليه بين الطرفين، حسبما أوردت هيئة البث الإسرائيلية، مساء أمس الجمعة.
كما ستطالب إسرائيل بزيادة عدد الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم، على أن يعود القرار إليها في تحديد وتعريف من منهم ضمن الإفراج الإنساني.
إلى ذلك، تطالب إسرائيل بترحيل الأسرى الفلسطينيين ممن يقضون أحكامًا عالية في السجون الإسرائيلية، والذين ستشملهم الصفقة إلى خارج قطاع غزة.
مطالب السنوار
في المقابل، يتمسك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، بانسحاب جيش الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة، إلى جانب إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين البارزين، وأصحاب الأحكام الكبيرة في سجون الاحتلال، وفق ما أفادت به تقارير صحفية.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عما وصفته بمصدر مطلع على مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، أن المحادثات المرتقبة "فرصة أخيرة"، وحذر من أنه "لن تكون صفقة إذا لم يُبد نتنياهو والسنوار مرونة.. نتعامل مع جولة المفاوضات هذه على أنها الأخيرة لأن المحتجزين يموتون".
ونقلت هيئة البث عن مسؤولين آخرين مطلعين قولهم، إن "البيت الأبيض هو من حدد موعد المحادثات في يوم الخميس، على أمل أن تكون هناك مرونة كبيرة من الجانبين حتى ذلك اليوم"، مضيفين "من الممكن أيضًا أن يكون رد حزب الله المحتمل قد أثر على تحديد الموعد".
وذكرت التقارير أن "السنوار" يعارض وجود قوات متعددة الجنسيات في غزة بعد الحرب، كما يرفض إدارة السلطة للقطاع.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.