تشهد الانتخابات الأمريكية، التي من المقرر عقدها في نوفمبر 2024، تحولات سريعة تحمل المزيد من التقلبات، إذ بات الخطر المتزايد المتمثل في الكارثتين المزدوجتين الركود والحرب، يلوح في الأفق مع اقتراب عقد الاستحقاق الديمقراطي.
كارثتا الركود والحرب
وذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي، في تقرير له، أنه "لا شك أن أيًا من كارثتي الركود والحرب المؤثرتين في حياة أي من المرشحين في الانتخابات لا مفر منه، لكن كل منهما قد يعرّض الحملة الانتخابية المزدهرة لنائبة الرئيس كامالا هاريس للخطر في لحظة حرجة".
ويعتزم الجمهوريون، على مدى الأيام التسعين المقبلة، التعامل مع هاريس باعتبارها الرئيسة الحالية، وتحميلها مسؤولية كل أزمة تتصدر عناوين الأخبار، حتى وإن كان دورها كنائبة للرئيس غامضًا أو ضئيلًا.
أول اختبار لهاريس
وواجه شهر العسل السياسي غير المسبوق لهاريس أول اختبار كبير له، أمس الاثنين، عندما عانت سوق الأسهم من أسوأ خسائرها منذ عام 2022، مدفوعة بشكل رئيسي بتوقعات اقتصادية أمريكية ضعيفة.
ويشير الخبراء إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي باعتباره المسؤول الرئيسي عن إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة حتى مع انخفاض التضخم، وهو ما يعكس الاستقلال السياسي للبنك المركزي والخوف من ارتفاع الأسعار من جديد.
لوم البيت الأبيض
ومع ذلك، كان الجمهوريون حريصين على تحويل اللوم إلى البيت الأبيض، حيث غمر كبار حلفاء الرئيس السابق ترامب وسائل التواصل الاجتماعي بعبارة "حادث كامالا" ومقاطع فيديو لهاريس وهي تروّج للسياسات الاقتصادية للرئيس بايدن.
"أسواق الأسهم تنهار.. لقد أخبرتكم بذلك!!! كامالا ليس لديها أي فكرة"، هكذا صاح ترامب في واحدة من ثماني منشورات على الأقل على موقع "Truth Social" يلقي فيها باللوم على هاريس في عمليات البيع.
واتهم السيناتور الجمهوري جيه دي فانس، نائب ترامب في حملته الرئاسية، هاريس بأنها "خائفة للغاية من الإجابة على أسئلة وسائل الإعلام"، ودعا إلى نوع "القيادة الثابتة" التي قال إن ترامب قدمها في ولايته الأولى.
عهد ترامب الاقتصادي
وحاول ترامب أن ينسب لنفسه الفضل في ارتفاعات السوق القياسية، مدعيًا أن المستثمرين كانوا يضعون في الحسبان استطلاعات الرأي التي توقعت أنه سيهزم بايدن في نوفمبر المقبل، رغم أن عهده شهد العديد من أشد الانخفاضات في السوق على الإطلاق خلال رئاسته في الأيام الأولى من الوباء، وفق "أكسيوس".
ولم تعلّق هاريس على الاضطرابات التي تشهدها الأسواق ويبدو أنها تركز على المستقبل، بدءًا بجولة سريعة في الولايات المتأرجحة مع نائبها الجديد في الترشح.
حرب واسعة النطاق
على النقيض من سوق الأوراق المالية، فإن حربًا واسعة النطاق في الشرق الأوسط من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر على وظيفة هاريس اليومية كنائبة للرئيس، وقد تؤدي إلى سحبها من مسار الحملة الانتخابية.
واجتمعت هاريس وبايدن مع مسؤولي الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض أمس الاثنين بينما تستعد الولايات المتحدة وإسرائيل لهجوم كبير من قبل إيران وحزب الله ردًا على سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة.
هاريس تهاجم ترامب
وأصيب عدد من أفراد القوات الأمريكية في هجوم صاروخي، أمس الاثنين، على قاعدة الأسد الجوية في العراق، التي استُهدِفت مرارًا وتكرارًا من قِبل مجموعات مدعومة من إيران منذ 7 أكتوبر الماضي.
وقال المتحدث باسم حملة هاريس، جيمس سينجر، في بيان: "لقد أفسد دونالد ترامب الاستجابة لكوفيد-19، ما كلّف الأمريكيين أرواحًا، وكان أول رئيس منذ هوفر يترك منصبه بعدد وظائف أقل مما كان عليه عندما تولى منصبه، وأرعب الأمريكيين من أنه سيغرّد في طريقنا إلى حرب عالمية أخرى".
وأضاف: "لا أحد أكثر استعدادًا لقيادة بلدنا من نائبة الرئيس هاريس، التي ساعدت في تنظيف فوضى ترامب وحققت تقدمًا ملموسًا في القضايا التي يهتم بها الأمريكيون أكثر من غيرها".