الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دفعة من مقاتلات F-16 تصل إلى أوكرانيا.. وروسيا ترصد مكافأة لتدميرها

  • مشاركة :
post-title
مقاتلات F-16 - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت وكالة بلومبرج عن وصول أول دفعة من مقاتلات F-16 الأمريكية الصنع إلى أوكرانيا، في خطوة تأتي في إطار الدعم العسكري الغربي المتواصل لكييف في مواجهتها مع روسيا.

وصول صامت

نقلت بلومبرج، استنادًا إلى مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن عددًا "صغيرًا" من مقاتلات F-16 وصل بالفعل إلى الأراضي الأوكرانية، وهذا الوصول الذي يبدو أنه تم في سرية تامة، يثير العديد من التساؤلات حول توقيت الإعلان الرسمي وحجم الدفعة الأولى وجاهزيتها للعمل.

وفي مؤشر على حساسية الموضوع، رفضت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، ديانا دافيتيان، التعليق على التقرير عندما حاولت بلومبرج الاتصال بها.

وهذا الصمت الرسمي قد يكون استراتيجيًا، إما لحماية المعلومات الحساسة أو لتنسيق الإعلان مع الحلفاء الغربيين في التوقيت المناسب، بحسب "بلومبرج"

جهد دولي 

وشكل وصول مقاتلات F-16 إلى أوكرانيا ذروة جهد دولي معقد ومتعدد الأطراف، فوفقًا لبلومبرج، تشكل العام الماضي تحالف دولي يضم عددًا من الدول الأعضاء في حلف الناتو لدعم أوكرانيا بهذه المقاتلات المتطورة.

يشمل هذا التحالف، الذي أطلق عليه اسم "ائتلاف F-16"، دولًا مثل الدنمارك وهولندا وبلجيكا وكندا ولوكسمبورج والنرويج وبولندا والبرتغال ورومانيا والسويد، وفي خطوة لافتة تعكس أهمية المبادرة، انضمت دول أخرى لاحقًا، مثل اليونان والولايات المتحدة وبلغاريا وفرنسا.

ويعكس هذا التحالف الواسع مستوى غير مسبوق من التنسيق الدولي لدعم دولة في حالة حرب، ويشير إلى عمق الالتزام الغربي تجاه أوكرانيا في مواجهتها مع روسيا.

التزامات محددة

كشفت بلومبرج عن تفاصيل مهمة حول التزامات بعض الدول المشاركة في التحالف، فعلى سبيل المثال، تعهدت هولندا بتقديم 24 مقاتلة من طراز F-16لأوكرانيا، بينما وعدت الدنمارك بـ19 طائرة من مخزونها.

هذه الأرقام، رغم أنها قد تبدو متواضعة مقارنة بحجم القوات الجوية الروسية، فإنها تمثل دفعة كبيرة للقدرات الجوية الأوكرانية.

وفي تطور لاحق، أعلنت النرويج مؤخرًا عن نيتها التبرع بست مقاتلات إضافية لكييف، مما يعزز من حجم الدعم الغربي، وتعطي هذه الالتزامات المحددة صورة واضحة عن حجم الدعم الذي يمكن أن تتوقعه أوكرانيا في المستقبل القريب.

وأشارت بلومبرج إلى أن الحكومة الهولندية المنتهية ولايتها صرحت في وقت سابق من هذا الشهر بأن كل الاستعدادات لتسليم مقاتلات F-16 اكتملت وأن عملية النقل ستتم "قريبًا".

وهذا التصريح، إلى جانب المعلومات التي نقلتها المصادر عن احترام الموعد النهائي للتسليم المحدد بنهاية هذا الشهر، يشير إلى أن عملية نقل المقاتلات تسير وفق جدول زمني محدد ومدروس.

تحديات التشغيل والاستخدام

رغم الأهمية الاستراتيجية لوصول مقاتلات F-16، فإن بلومبرج أشارت إلى تحديات كبيرة تواجه استخدامها الفعلي في ساحة المعركة، فمن غير الواضح ما إذا كان الطيارون الأوكرانيون الذين تم تدريبهم على تشغيل هذه الطائرات من قبل الداعمين الغربيين قادرين على استخدامها فورًا بكفاءة عالية.

الردّ الروسي

نقلت بلومبرج موقف الجانب الروسي الذي يبدو ثابتًا في رفضه لتزويد أوكرانيا بالأسلحة الغربية المتطورة، إذ صرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في وقت سابق من هذا العام، بأن الجيش الروسي سيدمر مقاتلات F-16كما فعل مع المعدات الأخرى.

هذا الموقف الروسي الحازم يعكس مدى خطورة هذه الخطوة في نظر موسكو، التي ترى في وصول هذه المقاتلات المتطورة تهديدًا مباشرًا لتفوقها الجوي في منطقة الصراع، وهو ما قد يدفعها إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية في المستقبل.

عقبة التدمير

ونقلت "بلومبرج" تصريحات مهمة للجنرال ألكسندر سيرسكي، القائد العسكري الأوكراني الأعلى، في مقابلة مع صحيفة "ذا جارديان"، إذ اعترف الأخير بصراحة بأن الجيش الأوكراني سيضطر إلى تقييد استخدام مقاتلات F-16 لتجنب إسقاطها من قبل القوات الروسية.

ويلقي هذا الاعتراف الضوء على التحدي الحقيقي الذي تواجهه أوكرانيا. فرغم أهمية هذه المقاتلات، إلا أن استخدامها سيكون محدودًا بسبب التفوق الجوي الروسي و"الدفاعات الجوية القوية جدًا" التي تمتلكها موسكو.

وأشار "سيرسكي" إلى أن المقاتلات الأمريكية الصنع ستضطر للبقاء على بعد عشرات الكيلومترات من خطوط المواجهة لتجنب المخاطر الجسيمة.

مكافأة 

في تطور يعكس مدى أهمية هذه المقاتلات في نظر الجانب الروسي، أشارت بلوميرج إلى أن شركة روسية خاصة عرضت مكافأة قدرها 15 مليون روبل "نحو 170 ألف دولار" مقابل تدمير أول مقاتلة F-16 في الصراع.

ختمت بلومبرج تقريرها بالإشارة إلى التحذيرات الروسية المتكررة من أن زيادة مستوى الدعم الغربي لكييف سيؤدي فقط إلى إطالة أمد الصراع والمعاناة الإنسانية، ويعكس هذا الموقف رؤية موسكو للصراع باعتباره مواجهة أوسع مع الغرب، وليس مجرد نزاع مع أوكرانيا.