الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جوانتانامو إسرائيل.. حفلات تعذيب حتى الموت في سجن "سيدي تيمان"

  • مشاركة :
post-title
حفلات تعذيب حتى الموت في سجن "سيدي تيمان

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

وفاة أسير بتمزق في الطحال وكسر في الأضلاع، وآخر بمرض مزمن لم يتلق العلاج، وثالث صرخ من الألم لساعات قبل أن يموت.. هكذا عاد الحديث عن معتقل "سيدي تيمان" الذي يُعرف باسم "جوانتانامو إسرائيل" إلى الواجهة بعد كشف الاعتداء على أحد الأسرى الفلسطينيين دخل السجون الإسرائيلية.

إصابات خطيرة

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن 10 جنود اعتدوا بالضرب المبرّح على أسير من غزة لم تذكر اسمه، وتم نقله إلى المستشفى بإصابات خطيرة في مناطق حساسة من جسده، ما استدعى قيام الشرطة العسكرية الإسرائيلية بفتح تحقيق.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن "محققي الشرطة العسكرية لديهم أدلة تعزز الشكوك في أن عناصر بالسجون في خدمة الاحتياط ارتكبوا عملًا غير أخلاقي ضد الأسير الذي كان محتجزًا".

ووفق تقرير طبي إسرائيلي نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الأسير دخل المستشفى نتيجة إصابته بجروح خطيرة في الأرداف، وعانى من نزيف حاد بسبب الإصابة الخطيرة في مناطق حساسة من جسده، التي يزعم أنها حدثت باستخدام أداة ما".

جنود إسرائيليون يقتادون معتقلاً فلسطينياً معصوب العينين من غزة
شهود عيان

وروى شهود عيان تفاصيل وفاة السجناء وأكدها أطباء من منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل، الذين حضروا تشريح الجثث، وتمت مشاركة نتائجها مع عائلات رجال ثلاثة من بين 13 فلسطينيًا من الضفة الغربية المحتلة لقوا حتفهم في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر، وفقًا لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل.

وتقول جماعات حقوق الإنسان إن الأوضاع في السجون الإسرائيلية المكتظة تدهورت بشكل خطير منذ 7 أكتوبر الماضي، ووصف السجناء الفلسطينيون السابقون الضرب الروتيني، الذي كان يتم في كثير من الأحيان على زنازين أو أقسام بأكملها، عادة بالهراوات وأحيانًا بالكلاب، وقالوا إنهم حُرموا من الطعام الكافي والرعاية الطبية وتعرضوا للإساءة النفسية والجسدية، وفق صحيفة "واشنطن بوست".

وأعدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرًا نقلت فيه روايات 11 سجينًا سابقًا ومحامين للمعتقلين، وفحصت سجلات المحكمة واستعرضت تقارير التشريح، وكشفت عن العنف والحرمان المتفشي، الذي وصفته بأنه "كان مميتًا في بعض الأحيان من قِبل سلطات السجون الإسرائيلية".

سجن سيئ السمعة

وسلّط سجن "سيدي تيمان" العسكري سيئ السمعة التركز والاهتمام والإدانة الدولية على محنة المعتقلين في غزة، حيث يقول المدافعون عن حقوق الإنسان "إن هناك أزمة أعمق وأكثر منهجية في النظام الجزائي الإسرائيلي".

وتقول جيسيكا مونتيل، المديرة التنفيذية لمنظمة "هموكيد" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، التي تعمل منذ سنوات مع السجناء الفلسطينيين: "العنف منتشر في كل مكان، إنه مكتظ للغاية، لقد فقد كل سجين التقينا به 30 رطلًا من وزنه".

أقارب يساعدون معاذ عبيدات الذي تم إطلاق سراحه من الاعتقال الإسرائيلي
أجواء انتقام

وتعزو تال ستاينر، المديرة التنفيذية للجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل، الانتهاكات جزئيًا إلى أجواء الانتقام في إسرائيل في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر، وقالت: "إنها مزيج من المشاعر الفردية السلبية والعنيفة، ودعم صنّاع السياسات، والافتقار إلى المساءلة".

اندلعت حالة من الفوضى في "سيدي تيمان"، أمس الاثنين، بعد أن احتجز الجيش الإسرائيلي 9 جنود احتياطيين لاستجوابهم فيما يتصل بإساءة معاملة أحد السجناء، واقتحم عضو من الكنيست ومحتجون من اليمين المتطرف القاعدة للتظاهر ضد اعتقال جنود الاحتياط.

السجون الإسرائيلية تنفي

وردًا على سؤال حول السجناء الذين ماتوا خلف القضبان منذ السابع من أكتوبر الماضي، وكذلك الاتهامات الأخرى المفصلة في هذه القصة، قالت مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان لها: "نحن لسنا على علم بالادعاءات التي لم تحدث، يحق للسجناء والمعتقلين تقديم شكوى سيتم فحصها ومعالجتها بالكامل من قِبل السلطات الرسمية".

وأضاف البيان أن "جميع السجناء محتجزون وفقًا للقانون، ويتم تطبيق كافة الحقوق الأساسية المطلوبة بشكل كامل من قبل حراس السجن المدربين تدريبا مهنيا".

تدرس المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت بسبب سلوك إسرائيل في غزة. وحذّر رئيس المخابرات الإسرائيلية رونين بار في رسالة إلى سلطات السجون في 26 يونيو من أن الظروف في سجون البلاد قد تؤدي إلى المزيد من الإجراءات القانونية الدولية.