الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"المسافة صفر- 2".. "مريم وفرح" يوثق قصة حقيقية لمعاناة أطفال غزة

  • مشاركة :
post-title
بطلتا فيلم "فرح ومريم"

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

3 صدمات تلقتها "فرح".. وصديقتها مريم ظلت تحت الأنقاض 12 ساعة وأنقذتها العناية الإلهية

في الوقت الذي طال دمار الحرب على قطاع غزة الحجر والبشر منذ اندلاع أحداث 7 أكتوبر الماضي، كان لأطفال فلسطين نصيب من الآلام التي فاقت في قسوتها ما يتحمله الكبار، تلك الأنامل الصغيرة التي تشبه في رقتها الزهور الندية، والقلوب الرقيقة بأحلامها البريئة بغدٍ أفضل، استيقظت فجأة على كابوس مزعج وواقع مؤلم، على أصوات الصواريخ التي لا تهدأ والقصف المستمر على المنازل وعمليات القتل المتعمدة للأبرياء، لتبدد كل أحلام الملائكة الصغار، ويلقي من بقي على قيد الحياة مصيرًا مجهولًا بعد أن فقد أغلبيتهم ذويهم.

مشاهد قاسية ومؤلمة لن يمحوها الزمن ستظل عالقة في ذاكرة كل طفل فلسطيني شاهد دمار الحرب، لذا اختار المخرج الفلسطيني وسام موسى توثيق معاناة ملائكة أصحاب الأرض "الغزيين" من خلال فيلم "فرح ومريم"، الذي قدّمه ضمن سلسلة "المسافة صفر" التي أشرف عليها المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي.

يسرد مخرج العمل في حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية"، قصة الفيلم وتسجيله مشاهد حقيقية أثناء الحرب على غزة فيقول عنها: "العمل يناقش واقع الحرب على سكان غزة والقتل والمشاهد المباشرة للدمار وتأثير ذلك على الأطفال وكيف يواجهون هذه الإبادة الجماعية من خلال قصة واقعية لطفلتين من قطاع غزة وهما "فرح" وصديقتها "مريم".

في الوقت الذي استشهد فيه ما يزيد على 14 ألف طفل فلسطيني منذ 7 أكتوبر الماضي، الذين يشكلون أكثر من 44% من إجمالي عدد الشهداء في غزة، بحسب ما أعلنه الجهاز الفلسطيني المركزي للإحصاء، قرر وسام موسى ترجمة مشاعر حقيقية عاشتها هاتان الطفلتان تعكس تأثير الحرب على نفوس الأطفال ككل، فيقول: "أوثق من خلال الفيلم قصة "فرح"، هذه الطفلة البريئة التي فوجئت خلال سيرها بالشارع ذاهبة للمدرسة باندلاع أحداث السابع من أكتوبر، ودوت أصوات القصف في كل مكان وإطلاق النيران، فكان الأمر بمثابة صدمة كبيرة لها، إذ لم تفهم ما يدور حولها، لتتبدل حياتها فجأة مثل آلاف الغزيين الذين أثرت عليهم الحرب، فمن خلال الفيلم لا نوثق معاناة "فرح" وصديقتها "مريم" فحسب ولكن معاناة كل أطفال غزة".

مخرج العمل

استغرق تنفيذ الفيلم 3 أشهر، بحسب ما أكده مخرجه الفلسطيني، ليعلل طول مدة تنفيذه رغم أن مدة عرضه لا تتجاوز 7 دقائق قائلًا: "القصف المستمر والتنقل من مكان لآخر عطلا تنفيذ الفيلم؛ لذلك استغرق وقتًا طويلًا حتى خرج بصورة جيدة".

رصد الفيلم 3 صدمات تلقتها بطلة العمل "فرح" يقول عنها وسام موسى: "الصدمة الأولى كانت مع اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، والثانية مع استشهاد خالها وزوجته وأبنائه وعدد من النازحين، أما الصدمة الثالثة فكانت مع قصف منزل صديقتها "مريم" ووفاة عائلتها، حيث ظلت الأخيرة تحت الأنقاض لمدة 12 ساعة متواصلة قبل أن يتم إنقاذ حياتها، رغم أن صديقتها وعائتها لم يكن لهم علاقة من قريب أو بعيد بالمقاومة أو أي شخص يتبعهم، لكن الاحتلال قصف منزلهم وأودى بحياة أهلها بدون رحمة".

يضيف: "قمت بترجمة المشاعر المختلطة لـ"فرح" وصديقتها "مريم"، ومعاناتهما بفقدانهما أهليهما، وكيف لطفلة لديها 11 عامًا تمر بهذه المعاناة، ولم تستحم منذ 6 أشهر بسبب قلة المياه كما أنها لا تصلح للاستخدام الآدمي، فالفيلم يوثق معاناة آلاف الأطفال النازحين بالقطاع".