يواصل الجيش الروسي توغله داخل الأراضي الأوكرانية، مدفوعًا بدعم هائل في العتاد والجنود والتغطية الجوية لتحقيق أهدافه المتمثلة في الاستيلاء على مناطق دونيتسك ولوهانسك وخاركوف بالكامل، إذ استطاع تحقيق تقدم ملحوظ على كل المحاور.
ووضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مسودة سلام من أجل وقف الحرب الدائرة والوصول إلى السلام العادل، بموجبها سيصدر أمرًا بوقف فوري لإطلاق النار وبدء المفاوضات، ومن أهم نقاطها سحب كييف قواتها من المناطق الأربع التي أعلنت موسكو ضمها هي لوهانسك، دونيتسك، زابوريجيا، وخيرسون.
قوة هائلة
تمتلك القوات الروسية حاليًا 520 ألف جندي ينتشرون على طول خط القتال البالغ طوله 3700 كيلومتر، وبحسب الجارديان البريطانية، كشف القائد العام الأوكراني أن الجيش الروسي زاد بشكل كبير من التزاماته البشرية والعتادية ويهدف إلى أن يكون لديه 690 ألف فرد بحلول نهاية عام 2024.
وتمكن الجيش الروسي خلال الـ48 ساعة الماضية، من التقدم شمال مدينة خاركوف، وسط استمرار القتال والاستيلاء على عدة شوارع ولم تفلح الهجمات المضادة الأوكرانية المتواجدة هناك من وقف زحف القوات الروسية التي اكتسبت مواقع جديدة.
وأشار سيرسكي إلى أن القتال مستمر على طول 977 كيلومترًا من خط المواجهة الذي يبلغ طوله 3700 كيلومتر، وأكد أن القيادة العسكرية الروسية تواصل السعي لتحقيق مكاسب تكتيكية بغض النظر عن الخسائر البشرية الكبيرة، بينما تحاول القوات الأوكرانية حماية أرواح قواتها.
مخزونات ضخمة
تتمتع حاليًا القوات الروسية بميزة المعدات بنسبة ثلاثة إلى واحد على القوات الأوكرانية، إذ ضاعفت عدد الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وأنظمة المدفعية في أوكرانيا تدريجيًا منذ عام 2022، ووفقًا لمعهد دراسات الحرب الأمريكي فإن الكرملين يكثف جهوده لحرب طويلة وتوسع تدريجي.
وفي منطقة لوهانسك تقدمت روسيا في نفس التوقيت بعمق 800 متر جنوب شرق كوبيانسك، وفي طريقها للاستيلاء على منطقة بيشان وتعمل الآن على تكثيف هجماتها غربًا نحو نهر أوسكيل للاستيلاء على أندرييفكا، الذي يبعد حاليًا نحو 9 كيلومترات عن الخط الأمامي للقوات الروسية.
تعبئة الاقتصاد
اعتمد الجيش الروسي على تجديد مخزونات الأسلحة والمعدات العسكرية من الحقبة السوفيتية لدعم وتيرة عملياته الهجومية في أوكرانيا، من أجل تجنب تعبئة الاقتصاد والمجتمع الروسي بالكامل إلى وضع الحرب، مشيرين إلى أن موسكو قادرة على تحمل خسارة أكثر من 3000 مركبة قتالية مدرعة سنويًا لمدة عامين أو ثلاثة أعوام أخرى على الأقل.
وفي منطقة دونيتسك تقدمت القوات الروسية 400 متر، وسط عمليات هجومية مستمرة في اتجاه سيفيرسك، وحققت مؤخرًا بعض النجاح التكتيكي، وبحسب المعهد تعمل على تطهير إيفانو داريفكا وتهاجم إلى الشمال، وفي نفس الوقت تواصل هجماتها شرق سيفيرسك.
ومع استنفاد روسيا لمخزونها السوفييتي، يرى المعهد أن الحكومة يمكن أن تضطر إلى تعبئة الاقتصاد وصناعة الدفاع بشكل أكبر إذا كانت المؤسسة العسكرية تنوي الحفاظ على وتيرة عملياتها الحالية في الأمد المتوسط إلى الطويل، وهذه السياسة يمكن أن تشكل خطوة على الدعم المحلي للحرب.