الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أوكرانيا على المحك.. "مقامرة الإنتاج" وراء أزمة القذائف في الناتو

  • مشاركة :
post-title
قذيفة المدفعية عيار 155 ملم

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

يعد نقص قذائف المدفعية عيار 155 ملم لدى القوات الأوكرانية سببًا رئيسيًا في تحويل الحرب المستعرة منذ نحو 3 سنوات إلى صالح روسيا، وأرجع الخبراء ذلك إلى فشل صناع السياسات في أمريكا وأوروبا في التعامل مع التحذيرات حول الحالة السيئة التي وصلت إلى صناعة تلك الذخائر في الغرب.

وتدوي القذائف من عيار 155 ملم ليل نهار منذ اندلاع الحرب، إذ تجمع بين القوة التفجيرية والمدى الممتد اللازمين لتدمير الدروع وإلحاق الخسائر بجيش العدو، وتزيد من قدرة كييف على الحفاظ على الجبهة الممتدة على مسافة ألف كيلومتر.

أزمة متجذرة

وأجرت "رويترز" العديد من المقابلات مع جنود أوكرانيين، أكدوا أن السبب الرئيسي وراء خسارتهم الأرض تلو الأرض، حتى سيطرت روسيا على ربع مساحة البلاد تقريبًا، يعود إلى نقص قذيفة المدفعية عيار 155 ملم، وتبين أن أزمة القذائف سببها تباطؤ الإنتاج في المصانع القديمة بالولايات المتحدة وأوروبا.

وتجذرت الأزمة منذ سنوات، بسبب القرارات والحسابات التي اتخذها الجيش الأمريكي وحلفاؤه في الناتو خلال العشر سنوات الماضية، حيث لعبت الأخطاء الاستراتيجية والتمويلية والإنتاجية دورًا كبيرًا في نقص المستلزمات، وذلك نتيجة تجاهل التحذيرات المتكررة من قبل الحكومات.

جندي أوكراني بجوار قذائف المدفعية عيار 155 ملم
عيوب وانتهاكات وإغلاق

ووفقًا للتحقيق، فإن كبار قادة حلف شمال الأطلسي والمسؤولين الذين أداروا أو أشرفوا على مصانع الذخيرة الأمريكية والأوروبية، حذروا قبل سنوات من أن صناعة الذخيرة في الحلف غير مجهزة لزيادة الإنتاج إذا ما تطلبت الحرب ذلك، حتى إن بعض المصانع أُغلقت دون أي اهتمام من الرؤساء.

وتبين -بعد مقابلات أجرتها "رويترز" مع عشرات المسؤولين العسكريين الحاليين والسابقين في الولايات المتحدة وأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي- أن إنتاج القذائف عيار 155 ملم انخفض بشكل كبير لدرجة أن الولايات المتحدة لم تضف أي قذائف جديدة إلى مخزونها من صيف 2014 إلى خريف 2015.

كما أن عيوب التصنيع وانتهاكات السلامة بعد اكتشاف الشقوق في القذائف في عام 2021 أدى إلى إغلاقات متكررة لخطوط الإنتاج، وهو ما أدى إلى خفض الطاقة الإنتاجية إلى النصف لعدة أشهر، بل إن خطة استبدال مصنع قديم في فرجينيا ينتج الوقود اللازم لإطلاق تلك القذائف تأخر لمدة 10 سنوات كاملة.

مقامرة الإنتاج

وأشار بعض المحللين العسكريين إلى أنه منذ نهاية الحرب الباردة، كان الساسة في الدول الغربية يتجاهلون نصائح قادة الحلف الذين حذروا من مخاطر عدم الاحتفاظ بمخزونات ذخيرة المدفعية عند مستويات أعلى، وبدلًا من ذلك اتخذوا ما أسموه "مقامرة الإنتاج" من خلال افتراض أن المؤسسات العسكرية قادرة على استئناف الإنتاج في الوقت المناسب عندما تكون هناك حاجة إلى الذخائر.

ورغم الجهود التي تبذلها أمريكا وأوروبا حاليًا لمحاولة وقف المدّ الروسي، إلا أن الخبراء يرونها قليلة ومتأخرة للغاية للضغط على موسكو التي تمكنت بذكاء من التحول بسرعة إلى اقتصاد الحرب والحصول على القذائف من حلفائها، بينما تُرِكت أوكرانيا تعاني من نقص الإمدادات ويقف جيشها في وضع سيئ للغاية.