أشارك في مهرجان العلمين لاشتياقي لمصر.. ومحظوظة بجمهوري في كل العالم
لست متسرعة في اختياراتي.. وتطور الأغنية ليس على حساب الجودة والأخلاق
الحياة قصة أراقبها وأحكيها في أغنياتي.. والقضايا الإنسانية تشغلني
بعد غياب لسنوات طويلة عن إحياء حفلات غنائية في مصر، تعود الفنانة الجزائرية سعاد ماسي من خلال فعاليات النسخة الثانية من مهرجان العلمين الجديدة يوم ١٦ أغسطس المقبل، إذ تطل على جمهورها بمفاجآت عديدة، ومنها غنائها لأول مرة في مصر أغنيات ألبومها الأخير "سيكانا".
وفي أول حوار لها بعد إعلانها الغناء في مصر، كشفت سعاد ماسي عن مشاركتها في مهرجان العلمين الجديدة والسبب وراء غيابها لسنوات طويلة عن جمهورها في مصر، كما تطرقت إلى تجربتها بالغناء باللهجة المصرية، ومناصرتها للقضايا الإنسانية ومعايير اختيارها للأغنيات التي تقدمها للجمهور وتفاصيل أخرى في حوارها مع موقع "القاهرة الإخبارية".
تعتبر مشاركتك في مهرجان العلمين الجديدة هي الأولى من نوعها.. كيف ترينها؟
أراها تجربة رائعة، فهذه هي المرة الأولى لي في مهرجان العلمين، ففي كل مرة آتي فيها إلى مصر، أرى فيها شيئًا ساحرًا، ولذلك أثق أن هذه المرة ستكون استثنائية، لأن هذا الحفل بمثابة عودة لي بعد غيابي لفترة طويلة عن مصر، التي تمثل القوة الدافعة للثقافة.
ما رأيك في الفعاليات التي تقام حاليا في النسخة الثانية للمهرجان؟
أحرص على متابعة فعالياتها التي أراها استثنائية، خصوصًا البرنامج الخاص بالحفلات الغنائية والذي يزخر بالعديد من كبار المطربين في الوطن العربي مثل محمد منير، عمرو دياب وماجدة الرومي، وغيرهم من الفنانين الذين سيحيون حفلات خلال هذه النسخة.
ما المفاجآت التي تحضرينها للجمهور المصري في حفلك؟
أحضر العديد من المفاجآت ومنها غنائي لأغنيات من ألبومي الأخير "سيكانا"، إذ تضم الأوركسترا التي ستحيي الحفل 70 عازفًا، بقيادة المايسترو أحمد عويضة وذلك من أجل إمتاع الجمهور الذي يحب الموسيقى والفن.
تربطك علاقة طيبة بمصر.. فماذا تمثل لك؟
مصر بالنسبة لي قصة مثل الروايات التاريخية التي تُحكى عبر قرون من الزمن، لذلك في كل مرة أصل إلى هناك أقيس مدى ثقل هذه القصة وحساسية الشعب المصري للثقافة، كما كونت صداقة مع هذه البلد وناسها، وعندما أعود إليها أشعر أنني عدت لمنزلي.
ما السبب وراء غيابك عن مصر لسنوات طويلة؟
أسباب غيابي متعددة، ومنها استمرار وباء فيروس كوفيد 19 لمدة عامين والذي تسبب في إيقاف الحفلات الغنائية لفترة ليست بالقصيرة، كما أنني أحرص على إيجاد الحدث المناسب للوجود في مصر، فأنا لا أعمل بمفردي كما يمكنك أن تتخيل، لدي فريق كبير من حولي والذين يتولون ترتيب اللقاءات وإجراء الاتصالات من أجل ظهوري بالشكل الذي يرضينى ويحظى بإشادة الجمهور عند إحياء الحفلات، فأنا أدين لهم بالفضل في رجوعي للغناء في مصر، كما أن الجمهور المصري أكبر محفز لي في العودة إليه للوقوف أمامه وإطرابه.
قدمت أغنية باللهجة المصرية عام 2017.. كيف تقيمين هذه التجربة؟
لقد كانت تجربة جميلة للغاية، فهذه الأغنية للسلام وتتوافق مع ما كنت أقوله عن الجودة الموسيقية والمحتوى في الكلمات، وهذا مثال على كيفية التعبير عن الحب بأناقة وليس بالابتذال، وكانت أيضًا وسيلة للإشادة بالبلد التي ترحب بي دائمًا، ويسعدني أن أكرر الغناء باللهجة المصرية إذا وجدت الكلمات التي تتوافق معي.
قدمت حفلات غنائية في جميع أنحاء العالم.. كيف ترين الفن في الوطن العربي مقارنة بالدول الغربية؟
بالفعل أنا محظوظة لأن لدي جمهور في كل هذه البلدان من الولايات المتحدة إلى أستراليا مرورًا بأوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، وأعتقد بأن هناك نقطة مشتركة تجمع بين جمهوري على الرغم من الاختلافات الثقافية والدينية بيننا، فهو يحب الاستماع للطرب ويشعر بصدق ما أقدمه.
صناعة الأغنية في تطور مستمر.. هل مطلوب من الفنان أن يواكب هذا التطور؟
أنظر إلى تطور الموسيقى والغناء بعين حادة أحيانًا، فحتى لو كنت مع التطور في مجالنا ولكن ليس على حساب الجودة والأخلاق، لأنه في كثير من الأوقات أرى محتويات ومضامين تحط من رؤية الأغنية وظني أن صورة المرأة هي أكثر ما يشوبها العطب والتدهور في هذه المضامين الغنائية التي يظن أصحابها أنها تواكب التطور ولذلك فأنا قاسية نحو ذلك، والجميع مسئول عن تحسين مستوى الأغنية.
تهتمين في أعمالك بمناصرة القضايا الإنسانية.. هل تؤيدين فكرة أن يكون للفن دور في دعم قضايا المجتمع؟
تشغلني القضايا الإنسانية جميعها وبدون استثناء، بقدر ما أشعر به كإنسان وكامرأة وكأم، وفي النهاية أنا فنانة، فقبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، كانت كلمات الفنان يتم سماعها أكثر ويصل تأثيرها إلى أبعد مدى وأعتقد أن الفنانين عليهم أن يستمروا في الدفاع عن جميع المضطهدين في هذا العالم والتعبير عن جميع القضايا العادلة، وعليك أن تعرف كيف وأين تفعل ذلك وبأي طريقة.
ما هي المعايير التي تضعينها في اختيار أغنياتك؟
جمهوري دائما متطلع وينتظر مني الكثير وهذا أمر جيد بالنسبة لي، لأنه يحفزني الوقوف على الاختيارات التي ترضي ذوقهم، وأنا كذلك مع نفسي، لذلك أحرص على تلبية متطلبات جمهوري وأن أكون على قدر تطلعاتهم الغنائية.
صرحتِ أنك تحاكين حياتك الشخصية من خلال الغناء.. فماذا كنت تقصدين بذلك؟
أحيانًا أحب التعبير عما أتعرض له من مشاعر سواء سعيدة أو حزينة، فحياتي مثل حياة كثيرين آخرين، لذا من خلال كلماتي عن حياتي أتمنى أن أتطرق إلى أولئك الذين يجدون أنفسهم فيها.
وماذا عن مشروعاتك الفنية المقبلة؟
بطبيعتي لست متسرعة في اختياراتي الفنية، فأنا مع فكرة أن تسيير الأمور بتلقائية، وأحب أن تفاجئني الحياة بمواقفها التي تشجعني على الإبداع، ولذلك أستعد لألبوم جديد لعام 2025 ولكن بدون ضغوط.