مساء الأحد الموافق 21 يوليو، أصدر الرئيس الأمريكي بيانًا أعلن فيه عن تنحيه عن مواصلة مساعيه للترشح لولاية ثانية في الانتخابات الأمريكية 2024 المزمع انطلاقها في نوفمبر القادم، وأفسح الطريق أمام نائبته كاميلا هاريس لمواجهة غريمه دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري.
كانت المناظرة السيئة التي أجراها جو بايدن أمام الرئيس السابق، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وزلزال ضرب أركان الحملة الانتخابية الخاصة به، وتسببت في قلب دفة الاستطلاعات التي كانت لصالحه بسرعة الصاروخ إلى منافسه، وجعلت الأصوات ترتفع يومًا بعد يوم من داخل الحزب الديمقراطي لترك المهمة لشخص آخر.
منزل الشاطئ
خطاب التنحي، رغم أنه كان متوقعًا في مرحلة ما، إلا أنه كان مفاجأة لجميع من حوله داخل البيت الأبيض وغالبية داعميه بسبب إصراره على قدرته الذهنية والعمرية لمواصلة الطريق لولاية الثانية، حتى أنه بحسب تصريحاته كان يرى نفسه الوحيد القادر على هزيمة ترامب والوقوف في وجهه لإنقاذ الديمقراطية.
تفاصيل اللحظات الأخيرة لترك ترامب المهمة برمته، كشفتها مجلة تايم الأمريكية، والتي دارت رحاها في منزله الواقع على الشاطئ في ريهوبوث بولاية ديلاوير، والذي يعد ملاذ بايدن لإعادة شحن أفكاره والتواجد بين عائلته، وقبل خطاب التنحي كان يمضي أيامه في التعافي من مرض كوفيد-19.
— Joe Biden (@JoeBiden) July 21, 2024
السؤال الملح
السبت الماضي، أمضى الرئيس الأمريكي يومه، وفقًا لعدة أشخاص مطلعين على مداولاته، طوال النهار في الاطلاع على بعض الأخبار الاقتصادية من رئيس الأركان جيف زينتس، كما اطلع على التحقيق الخاص بكيفية سماح جهاز الخدمة السرية لمسلح بالدخول إلى أقرب نقطة من دونالد ترامب ومحاولة اغتياله.
ومع نهاية اليوم، وفقًا للمجلة، أدرك أن الوقت قد حان لمواجهة السؤال الملح المتعلق بمستقبله السياسي أمام الضغوط المتزايدة من حزبه التي بدأت تنتقل إلى المناصب الكبرى والقيادات العليا في الكونجرس، فمن ناحية كان الجمهوريون يتحدون خلف ترامب ومن ناحية أخرى بدأت المناوشات بين مؤيديه ومعارضيه داخل حزبه.
قرار تاريخي
قرر بايدن أخيرًا مساء السبت أنه وصل إلى أقصى حد ممكن في سباقه للحصول على فترة ولاية ثانية، وجمع في منزله نائبة رئيس موظفيه آني توماسيني، ومسؤوله في الكونجرس ستيف ريتشيتي، ومن وصفته المجلة بحارسه السياسي مايك دونيلون، بالإضافة إلى السيدة الأولى جيل بايدن ومستشارها الكبير أنتوني بيرنال.
أخبر جو بايدن تلك المجموعة الصغيرة أنه توصل إلى قرار تاريخي بالانسحاب من السباق قبل أقل من أربعة أشهر من يوم الانتخابات، ومكثوا طوال الليل في التخطيط لصياغة البيان، وصباح الأحد اتصل بنائبته كاميلا هاريس ليخبرها بقراره وتأييده لها، ولكن رفاقه نصحوه بسرعة إصدار البيان الذي ظل سريًا خوفًا من سرعة انتشاره.
My fellow Democrats, I have decided not to accept the nomination and to focus all my energies on my duties as President for the remainder of my term. My very first decision as the party nominee in 2020 was to pick Kamala Harris as my Vice President. And it’s been the best… pic.twitter.com/x8DnvuImJV
— Joe Biden (@JoeBiden) July 21, 2024
أفضل قرار
ظُهر يوم الأحد، قام بايدن بالاتصال بكبار مستشاريه وكبار مساعديه في الحملة لإبلاغهم بأنه قرر إنهاء حملته، وبعدها بدقائق قام بنشر رسالة موجهة إلى من سماهم رفاقه الأمريكيين على حسابه على موقع إكس، وصف فيها بايدن خدمته كرئيس بأنها "أعظم شرف" في حياته، وكتب "من مصلحة حزبي والبلاد أن أتنحى وأركز فقط على أداء واجباتي كرئيس لبقية ولايتي".
أحدث ذلك البيان والتويتة الخاصة به، وفق المجلة، صدمة في جميع أنحاء البلاد والعالم، وقلبت مسار السباق نحو الرئاسة رأسًا على عقب، وبعد أقل من 30 دقيقة، نشر بايدن منشورًا ثانيًا، موجهًا هذه المرة إلى "زملائه الديمقراطيين"، وكتب أن اختيار هاريس كنائبة له في عام 2020 كان "أفضل قرار" اتخذه على الإطلاق، وعرض "دعمه الكامل وتأييده لكاميلا لتكون مرشحة حزبنا"، وحث الديمقراطيين على "التجمع معًا وهزيمة ترامب".
دعم هاريس
انتهت حملة "بايدن- هاريس" بذلك البيان وتلك التدوينتين على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى أنه أمضى باقي اليوم في التواصل مع النقابات والحكام واللاعبين الديمقراطيين الأقوياء من أجل دعم نائبته كاميلا هاريس، وهو الأمر الذي جاءت ثماره سريعا وتوالت التأييدات لحملتها التي مازالت تتواصل حتى الآن.