الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحسبا لمواجهة أوسع مع روسيا.. دول أوروبا تتجه لفرض التجنيد الإجباري

  • مشاركة :
post-title
جنود فى الجيش النرويجي خلال مناورة عسكرية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

اتجهت دول أوروبية إلى فرض التجنيد الإجباري، تحسبًا لمواجهة أوسع مع روسيا، بعد مرور ما يقرب من 29 شهرًا على الحرب في أوكرانيا، وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية.

وقالت الشبكة في تقرير لها، إن تلك الخطوة تأتي بعد تزايد التهديدات الروسية للغرب، إذ سعت دول عدة إلى توسيع نطاق الخدمة العسكرية الإجبارية، في محاولة منها لتعزيز دفاعاتها، التي من المرجح أن يتم توسيع نطاقها بشكل أكبر.

ونقلت الشبكة عن روبرت هاملتون، رئيس أبحاث أوراسيا في معهد أبحاث السياسة الخارجية، قوله: "وصلنا إلى إدراك أنه قد يتعين علينا تعديل الطريقة التي نحشد بها للحرب، وتعديل الطريقة التي ننتج بها المعدات العسكرية ونقوم بتجنيد وتدريب الأفراد".

وأضاف: "نحن عنا في عام 2024، بينما نتصارع مع أسئلة حول كيفية تعبئة ملايين الأشخاص ليتم إلقاؤهم في مفرمة لحم محتملة، ولكن هذا هو المكان الذي وضعتنا فيه روسيا".

تزايد مخاطر نشوب حرب في أوروبا

بدوره، قال الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك، الذي خدم في منصب وزير الدفاع لحلف شمال الأطلسي في أوروبا، إن "مخاطر نشوب حرب أكبر في أوروبا تزايدت بعد أن لجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخيرًا إلى صراع مفتوح في أوكرانيا، سعيًا لتحقيق هدفه المتمثل في إعادة إنشاء الإمبراطورية السوفيتية"

وأشار كلارك إلى أن التجنيد الإجباري من بين تلك الجهود التي يجب على الدول الأوروبية العمل على تعزيزها.

وكانت عدة دول أوروبية أوقفت التجنيد الإجباري بعد نهاية الحرب الباردة، لكن العديد من الدول -خصوصًا في الدول الاسكندنافية ودول البلطيق- أعادت تقديمه في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى التهديد الروسي، ويمكن أن يؤدي عدم التجنيد إلى فرض غرامات أو حتى السجن في بعض البلدان.

ولاتفيا هي الأحدث في تنفيذ خدمة التجنيد الإجباري، إذ أُعيد العمل بالخدمة العسكرية الإلزامية في الأول من يناير من العام الجاري 2024، بعد إلغائها في عام 2006.

وفي أبريل الماضي، قدمت النرويج خطة طموح طويلة الأجل، من شأنها أن تضاعف ميزانية الدفاع للبلاد تقريبًا، وتضيف أكثر من 20 ألف جندي وموظف وجنود احتياط إلى القوات المسلحة.

وتتمتع فنلندا، وهي واحدة من أحدث أعضاء حلف شمال الأطلسي، بالقدرة على تفعيل أكثر من 900 ألف جندي احتياطي، مع استعداد 280 ألف جندي عسكري للرد على الفور إذا لزم الأمر. ومع ذلك، توظف قوات الدفاع الفنلندية نحو 13 ألف شخص فقط، بما في ذلك الموظفون المدنيون.

ولدى النرويج والسويد، العضو الأحدث في منظمة حلف شمال الأطلسي، نماذج مماثلة، إذ تحتفظ كل منهما بأعداد كبيرة من جنود الاحتياط، وإن لم يكن العدد مماثلًا لما هو الحال في فنلندا.

واستدعت السويد نحو 7000 فرد في عام 2024، وسيرتفع العدد إلى 8000 في عام 2025، وفقًا للقوات المسلحة السويدية.

وراجع حلف الناتو استراتيجيته وتعزيز قدراته على مدار العقد الماضي، ردًا على التهديد المتزايد من موسكو.

ونقلت "سي. إن. إن" عن فرح دخل الله، المتحدث باسم الناتو، قوله: "منذ عام 2014، شهد الناتو أهم تحول في دفاعنا الجماعي منذ جيل.. لقد وضعنا الخطط الدفاعية الأكثر شمولًا منذ الحرب الباردة، ويوجد حاليًا أكثر من 500 ألف جندي في حالة استعداد مرتفع".