الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لا يعرف كل شيء.. بايدن في عزلة عن حملته الانتخابية

  • مشاركة :
post-title
يتزايد القلق بين الديمقراطيين من أن الرئيس يسمع عدد متناقص من مساعديه

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أعربت مجموعة من المشرّعين الديمقراطيين والاستراتيجيين في حملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن قلقهم في الأيام الأخيرة من أنه "يستمع إلى عدد صغير من المساعدين الذين يحدون من البيانات التي يتلقاها"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".

وقال اثنان من الاستراتيجيين الديمقراطيين المشاركين في جهود إعادة انتخاب الرئيس، إن بايدن يحتاج إلى الاستماع بشكل مباشر أكثر من كبار المسؤولين في حملته، وكذلك من فريق الاقتراع الخاص به.

وقال أحد الاستراتيجيين إن "الاستماع إلى الأصوات الأصغر سنًا والأكثر حداثة سيكون مفيدًا".

وتأتي هذه الدعوات للحصول على مشورة أوسع في الوقت الذي يثير فيه المشرعون الديمقراطيون شكوكًا جديدة حول ما قيل لبايدن بشأن دعمه، بعد نقاش عبر تطبيق "زووم"، السبت الماضي، عندما جادل بايدن، دون دليل، على أنه يتقدم في استطلاعات الرأي.

وأكد بايدن للمشرعين أن أرقام استطلاعاته لم تنخفض بعد أدائه المتقلب في المناظرة في 27 يونيو، وهي مواجهة دفعت أكثر من 20 ديمقراطيًا في الكونجرس إلى حثه على إنهاء محاولته إعادة انتخابه.

وقال بايدن: "إن بيانات الاقتراع التي نراها على المستوى الوطني وفي الولايات المتأرجحة كانت في الأساس حيث كانت من قبل".

وأضاف للمشاركين في النقاش: "لقد لاحظتم أن استطلاعات الرأي الثلاثة الأخيرة، على المستوى الوطني، رفعتني بأربع نقاط. وأعني أنني لا أثق كثيرًا في استطلاعات الرأي على الإطلاق، في كلتا الحالتين، لأنه من الصعب جدًا قراءتها بعد الآن".

الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال جولة انتخابية في ديترويت
تراجع في الاستطلاعات

تُظهر قائمة الاستطلاعات الوطنية عدم وجود استطلاعات للرأي منذ يونيو المنقضي مع تقدم بايدن بأربع نقاط.

ويُظهر متوسط ​​استطلاعات الرأي العامة، التي أجرتها صحيفة "واشنطن بوست" منذ المناظرة، أن بايدن يتخلف عن دونالد ترامب على المستوى الوطني بأكثر من نقطتين، وهو ما يمثل خسارة نقطتين تقريبًا عن مركزه قبل المناظرة في نفس استطلاعات الرأي.

ونقلت الصحيفة عن أحد الديمقراطيين في مجلس النواب: "إنه -جو بايدن- لا يحصل على الحقيقة".

وقال متحدث باسم حملة بايدن، إن رئيسة الحملة جين أومالي ديلون، تتحدث بانتظام مع الرئيس، وأن النائب الرئيسي لمدير الحملة، كوينتين فولكس، رافق الرئيس في زيارة الأسبوع الماضي للقاء قادة النقابات في واشنطن، كما سافر مدير الاتصالات مايكل تايلر مع الرئيس.

وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن الفريق الكبير للرئيس -رئيس موظفي البيت الأبيض جيف زينتس وكبير المستشارين أنيتا دن ونائبي زينتس بروس ريد وآني توماسيني- منخرطون بشكل كامل في أنشطة بايدن.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس: "الرئيس بايدن فخور للغاية بالفريق المتكامل الذي بناه، والذي يقاتل معه من أجل عائلات الطبقة المتوسطة، ومن أجل حرياتنا وسيادة القانون".

وأضاف: "لم يقم -بايدن- بإجراء تغييرات على مجموعة كبار المستشارين الذين يستشيرهم، الذين يثق بهم لأنهم أظهروا النزاهة في قول الحقيقة ووضع مصلحة الشعب الأمريكي في الاعتبار".

وعندما سُئل، أمس الاثنين، خلال مقابلة مع شبكة "إن بي سي" حول الدعوات التي تطالبه بالانسحاب، أكد بايدن أنه فاز بسهولة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي "لقد صوت لي أربعة عشر مليون شخص لأكون مرشح الحزب الديمقراطي، أنا أستمع إليهم".

لكن، رغم جهود الديمقراطيين، استمرت استطلاعات الرأي العامة في الولايات الرئيسية في إظهار تأخر بايدن عن خصمه الجمهوري، أو حتى خصومه الآخرين.

فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته رابطة المتقاعدين الأمريكية، الأسبوع الماضي، أن بايدن يتراجع بست نقاط أمام ترامب في سباق خماسي في ولاية ويسكونسن، وهو السباق الذي شمل مرشحي الطرف الثالث روبرت كينيدي الابن، وكورنيل ويست، وجيل ستاين.

وأظهر استطلاع "تايمز-ساي-يوجوف" الخماسي، الاثنين، تراجع بايدن سبع نقاط في أريزونا، وخمس نقاط في ويسكونسن، وأربع نقاط في جورجيا، وأربع نقاط في نيفادا، وأربع نقاط في نورث كارولينا، وثلاث نقاط في بنسلفانيا.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز"، الاثنين أيضًا، أن بايدن تراجع بنقطتين بين الناخبين المحتملين في ولاية بنسلفانيا وارتفع بنفس الهامش في فرجينيا، وهي الولاية التي صوّتت للمرشح الديمقراطي في الانتخابات الأربع الأخيرة، ما أعطى بايدن 10 نقاط، بزيادة هامش نقطتين في عام 2020.

وقالت قيادة حملة بايدن إن الفوز في بنسلفانيا وميتشيجان وويسكونسن هو أوضح طريق للفوز في المجمع الانتخابي.

يتخلف بايدن عن ترامب في الولايات التي تشهد منافسة وهي علامة تحذير واضحة لمساعديه
موجة حمراء

منذ أن أصبح رئيسًا، تجنب بايدن إلى حد كبير مباشرة اجتماعات مع منظمي استطلاعات الرأي، وفق ما نقلت "واشنطن بوست" عن شخص مطلع على المحادثات.

أيضًا، فإن فريق الاقتراع الحالي الخاص بالرئيس "ليس جزءًا من الاجتماعات رفيعة المستوى معه حول شؤون الحملة الانتخابية". ذلك فإن الشكوك حول دقة وقيمة الاستطلاعات منتشرة على نطاق واسع بين أعضاء فريق بايدن في البيت الأبيض.

في الواقع، اعتمد بايدن دائمًا على مجموعة صغيرة من المستشارين، وهم ما يقرب من ستة مساعدين يعرفهم منذ سنوات، والذين تربطه بهم علاقات شخصية طويلة الأمد. الآن، يخشى الديمقراطيون في الكونجرس وأماكن أخرى أن تكون دائرته قد تقلّصت الآن إلى أبعد من ذلك.

وتعود الشكوك حول استطلاعات الرأي داخل البيت الأبيض إلى انتخابات التجديد النصفي للكونجرس عام 2022. خلال تلك الحملة، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن الجمهوريين سيحققون مكاسب كبيرة في الكونجرس، ما أثار توقعات بحدوث "موجة حمراء".

لكن بدلًا من ذلك، انشق الناخبون المترددون لصالح الديمقراطيين في النهاية، على عكس النمط الراسخ في حملات التجديد النصفي، ما سمح للديمقراطيين بالحد بشكل كبير من مكاسب الحزب الجمهوري.

ربما لذلك استندت استراتيجية إعادة الانتخاب الأولية لحملة بايدن إلى افتراض أن شيئًا مماثلًا سيحدث في عام 2024، وأن الناخبين في الأسابيع الأخيرة سوف يؤيدون بايدن بسبب نفورهم من ترامب وعلامته السياسية.

لكن العديد من الديمقراطيين بدأوا يشككون في هذا الافتراض، حيث أظهرت مناظرة 27 يونيو إنذارًا جديدًا بشأن عمر بايدن وقدراته.

وقالت حملة بايدن إن استطلاعاتها مباشرة بعد المناظرة أظهرت أن السباق لم يتغير، حيث يتخلف بايدن قليلًا عن ترامب في الولايات التي تشهد منافسة، وهي علامة تحذير واضحة لمساعديه بعد مناظرة كانوا يأملون أن تحفز حملته.

ويقول أشخاص مطلعون على الوضع إن استطلاعات المتابعة التي أجرتها الحملة الأسبوع الماضي لم تتم مناقشتها علنًا، واقتصر تحليل المشهد في الولايات الرئيسية على مجموعة ضيقة من كبار مسؤولي الحملة.