تصدر كتاب "هيليبي إيليجي: مذكرات عائلة وثقافة في أزمة" للسيناتور الأمريكي جي دي فانس، قائمة أفضل الكتب مبيعًا على متجر أمازون، بعد ساعات من اختياره نائبًا لدونالد ترامب، حال فوز المرشح الجمهوري برئاسة الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل.
واحتفل المحافظون بإعلان ترامب اختياره لدى فانس نائبًا له، والذي جاء في اليوم الأول من المؤتمر الوطني الجمهوري في ميلووكي بولاية ويسكونسن، أمس الاثنين.
وقال ترامب في تغريدة على منصة "تروث سوشيال": "بعد مداولات مطولة وتفكير، وبالنظر إلى المواهب الهائلة التي يتمتع بها كثيرون آخرون، قررت أن الشخص الأنسب لتولي منصب نائب رئيس الولايات المتحدة هو السيناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو العظيمة".
وكتب "ترامب" أن "فانس" سوف "يركز بقوة على الأشخاص الذين ناضل من أجلهم ببراعة، العمال والمزارعين الأمريكيين في بنسلفانيا وميتشيجان وويسكونسن وأوهايو ومينيسوتا وخارجها".
وبعد الإعلان، قفز كتاب "فانس" إلى قمة قائمة أمازون للكتب الأكثر مبيعًا. واشتهر دي فانس بفضل كتابه "هيليبي إيليجي" الذي صدر عام 2016. وفي هذه الرواية الذاتية التي سبق أن دخلت تصنيف أفضل المبيعات وحولت إلى فيلم سينمائي، يروي "دي فانس" طفولته الصعبة في أوساط تنهشها البطالة والإدمان؛ ليرفع صوت العمال المحبطين والمهمشين ويشعرون بالسخط على المجتمع وباستياء منه.
وركز كتاب" دي فانس" على نشأته في كنتاكي وأوهايو، وهي ولاية متأرجحة سابقة تحولت نحو الجمهوريين في السنوات الأخيرة، ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، ركز الكتاب على التحول الاقتصادي والسياسي لمنطقة أبالاتشيا، التي تحولت نحو اليمين في العقود الأخيرة.
وحظي الكتاب باهتمام وطني بعد فوز ترامب على وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، في انتخابات عام 2016، والذي اعتبره العديد من المراقبين السياسيين في ذلك الوقت مفاجأة، وتم تحويله لاحقًا إلى فيلم بطولة إيمي آدمز وجلين كلوز.
وجذب كتاب "دي فانس" اهتمام نجل ترامب الأكبر دونالد جونيور الذي صار صديقًا مقربًا له. واضطلع الأخير على ما يبدو بدور كبير في اختيار دي فانس لمنصب نائب الرئيس المرشح.
ويدافع دي فانس عن المواضيع الرئيسية التي يركز عليها دونالد ترامب ويعتمد لهجته القتالية وخطابه الشعبوي، وحظي بدعم الملياردير خلال حملته للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ في عام 2022.
وهو يشدد على أن إيمانه المسيحي يشكل بوصلته في حياته الشخصية والسياسية، ويبرز في الكونجرس على أنه مدافع كبير عن ترامب الذي يواجه متاعب قضائية عدة.
و"دي فانس" عسكري سابق وكاتب، لطالما دافع أمام الكونجرس عن القضايا الأساسية بالنسبة لترامب على غرار مكافحة الهجرة والحمائية الاقتصادية.
وقبل الوصول إلى واشنطن، كان لـ"دى فانس" مسار خارج عن المألوف. فهو نشأ في عائلة منفصلة متواضعة الحال في منطقة تُسمى "حزام الصدأ" في شمال شرق الولايات المتحدة، تأثرت كثيرًا بالتراجع الصناعي، ثم التحق بالجيش الأمريكي. إلا أنه درس المحاماة لاحقًا في إحدى أعرق جامعات البلاد قبل أن يعمل في وادي السيليكون.
وأصبح "دي فانس" أبرز شخصية في تيار "اليمين الجديد" الذي يضم جمهوريين شبابًا يحاولون إضفاء بُعدٍ راديكالي أكثر للحمائية ومناهضة الهجرة، وفق ما كتبت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية في مارس الماضي.