أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اختياره للسيناتور جي دي فانس، كمرشح لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الأمريكية، ما يسلط الضوء على توجهات السياسة الخارجية المحتملة لإدارة ترامب الثانية، خاصة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط وأوروبا والصين.
"أمريكا أولًا" في السياسة الخارجية
يعتبر جي دي فانس من أبرز المروجين لسياسة "أمريكا أولًا" التي يتبناها ترامب في الساحة الدولية، إذ إنه وفقًا لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية، سعى فانس لترسيخ نفسه كداعم رئيسي لهذا النهج في السنوات الأخيرة.
خلال مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير الماضي، دعا فانس الدول الأوروبية لتحمل مسؤولية أكبر في الدفاع العسكري، وخاصة في مجال التصنيع، حتى تتمكن الولايات المتحدة من التركيز على مواجهة التحدي الصيني في آسيا.
موقفه من الأزمة الأوكرانية
يثير موقف فانس من الأزمة الأوكرانية جدلًا واسعًا، إذ أعرب عن شكوكه حول قدرة الولايات المتحدة على الاستمرار في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن بلاده لا تنتج ما يكفي من الذخائر للحفاظ على مستوى المساعدات الحالي لكييف.
وبحسب ما نقلته "ذا هيل"، دعا فانس إلى التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتحقيق "المصالح الأمريكية"، قائلًا: "لم أقل أبدًا إن بوتين شخص لطيف وودود. لقد قلت إنه شخص له مصالح محددة، وعلى الولايات المتحدة أن تتعامل مع هذا الشخص ذي المصالح المحددة".
رؤيته للشرق الأوسط
فيما يتعلق بالشرق الأوسط، يتفق فانس مع دعوة ترامب لإسرائيل بـ"إنهاء المهمة" ضد حركة حماس في قطاع غزة، وقد صرح في مقابلة مع شبكة "سي إن إن": "علينا أن نسمح لهم بإنهاء هذه المهمة، وآمل أن نصل في نهايتها إلى حقبة جديدة في الشرق الأوسط".
التناقض بين أوكرانيا وإسرائيل
يواجه فانس انتقادات حادة بسبب التناقض الظاهر في مواقفه بين دعمه المشروط لأوكرانيا ودعمه غير المشروط لإسرائيل، وفي محاولة لتفسير هذا التناقض، ألقى فانس خطابًا في معهد كوينسي في مايو الماضي، حيث قدم تبريرًا مثيرًا للاهتمام.
نقلت "ذا هيل" عن فانس قوله: "إن غالبية مواطني هذا البلد يعتقدون أني مخلص لهم، وأنا أعتبر نفسي مسيحيًا، ولد ومات وقام من بين الأموات في تلك البقعة الضيقة من الأرض قبالة البحر المتوسط. إن فكرة أن تكون هناك سياسة خارجية أمريكية لا تهتم كثيرًا بتلك المنطقة من العالم هي فكرة سخيفة."
هذا التصريح يكشف عن عمق التأثير الديني والثقافي في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية من وجهة نظر فانس، مما يثير تساؤلات حول مدى موضوعية هذه السياسة في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط.
رؤية عالمية جديدة
يطرح فانس رؤية مثيرة للجدل للنظام العالمي الجديد، إذ تتراجع الولايات المتحدة عن دورها كشرطي العالم، وتترك المناطق المختلفة تدير شؤونها بنفسها.
وفقًا لما نقلته "ذا هيل"، فإن فانس يريد "أن يقوم الإسرائيليون والعرب بحراسة منطقتهم في العالم، وأن يقوم الأوروبيون بحراسة منطقتهم في العالم، وأن نتمكن من التركيز أكثر على شرق آسيا."
هذه الرؤية تعكس تحولًا جذريًا في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث تتم إعادة توزيع الأدوار العالمية، مع تركيز الولايات المتحدة على التحدي الصيني في شرق آسيا.