الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أيقونة أمريكية جديدة.. دماء ترامب تخلد مسيرته السياسية

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد لحظات من محاولة اغتياله في بنسلفانيا - أسوشيتد برس

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

كبقية دول العالم، تحمل الذاكرة الجماعية للولايات المتحدة صورًا معينة لأحداث لا تزال حية في عقول مواطنيها مهما مر الزمن، بعد أن صارت وثيقة لتاريخ اللحظة التي تم التقاطها فيها.

من هذه اللحظات التي لا تُنسى في التاريخ الأمريكي، صورة الجنود وهم يرفعون العلم الأمريكي في ساحة المعركة على جزيرة "إيو جيما" اليابانية، خلال المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الثانية في المحيط الهادئ، والرجال المرتدين ملابس أنيقة وهم يسقطون من مركز التجارة العالمي في الحادي عشر من سبتمبر 2001، قبل وقت قصير من انهيار البرجين.

الآن، يبدو أن هناك صورة أخرى ستُسجل في كتب التاريخ، والتي التقطها إيفان فوتشي، مصور وكالة "أسوشيتد برس" للرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري البارز دونالد ترامب، بعد ثوانٍ من إطلاق النار عليه في محاولة اغتيال خلال تجمع جماهيري للجمهوريين في ولاية بنسلفانيا.

وبينما كان المصور الرئيسي للوكالة يقوم بعمله، الذي قام به مئات المرات في التجمعات السياسية، سمع إطلاق النار. عندها "كنت أعلم أن هذه كانت لحظة في التاريخ الأمريكي وكان لا بد من توثيقها"، كما قال "فوتشي" نفسه بعد ساعات من محاولة الاغتيال وانتشار صورته في وسائل إعلام العالم، وليس الولايات المتحدة وحدها.

بالفعل، أصبحت صورة دونالد ترامب ووجهه ملطخ بالدماء، ويرفع قبضته بعد لحظات من إطلاق النار عليه، أيقونة يتداولها مؤيدوه كدليل على صلابته "وهي صورة تتناسب تمامًا مع الأيقونات الوطنية للولايات المتحدة"، حسب تعبير "دويتش فيله".

جنود يرفعون العلم الأمريكي في ساحة المعركة على جزيرة "إيو جيما" اليابانية - فبراير 1945
راية النجوم

يتمتع العَلم بنجومه وخطوطه بأهمية كبيرة في الثقافة الأمريكية، خاصة بين الأمريكيين المحافظين، فهو الرمز الأبرز للفخر؛ ويبدو ذلك لمن يقود سيارته عبر الولايات المتحدة، حيث يصادف المرء العديد من المنازل التي تعرض العلم ذا الألوان الثلاثة، الأحمر والأبيض والأزرق، يرفرف على أعمدة بجوار الأبواب الأمامية أو في نهاية الممرات.

بل، والنشيد الوطني الأمريكي "الراية المرصعة بالنجوم"، يتحدث عن الأمريكيين الذين "احتفلوا بالعلم بفخر" خلال حرب التحرير عام 1812 ضد البريطانيين.

وتشير "دويتش فيله" إلى أنه "بالنسبة لأنصار ترامب، فإن رؤية العلم يرفرف خلف رئيسهم، الذي نجا للتو من محاولة اغتيال، يشكل رمزًا قويًا للقوة". قوة بلادهم وقوة ترامب.

أيقونة جديدة

"لست متأكدًا من المدة التي استغرقتها من البداية إلى النهاية، لكن في ذهني حدث كل شيء بسرعة كبيرة"، هكذا روى فوتشي كواليس التقاط تلك اللحظات غير العادية، والنادرة في السياسة الأمريكية.

وقال مصور "أسوشيتد برس": "نظرت إلى المسرح ورأيت عملاء الخدمة السرية يهرعون إلى الرئيس ترامب. في تلك اللحظة ركضت إلى المسرح وبدأت في التصوير".

حسب وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، بدأ الناس في مقارنة صورة ترامب المنفعل عقب محاولة اغتياله بصورة رفع العلم الشهيرة من الحرب العالمية الثانية.

ووصف أحد مستخدمي منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، الصورة التي التقطها فوتشي بأنها "صورة إيو جيما لهذا الجيل". وهو الوصف الذي كررته مجلة "نيويوركر" الشهيرة.

وكتب مراسل "نيويوركر"، بنيامين والاس ويلز: "في تفاصيلها السطحية -الصورة- فإنها تحمل أصداء مشاة البحرية في إيو جيما".

وتتمثل المقارنة في قبضة ترامب المرفوعة وتعبير وجهه، الذي عززته بقع الدماء على خده، واللذان يمكن قراءتهما باعتبارهما إعلانًا عن التحدي في مواجهة الشدائد. ثم هناك العلم نفسه، وهو العامل المشترك والقطعة المركزية في صورة "إيو جيما".

وفي الواقع، جاء علم الولايات المتحدة في الصورة ليكون الخلفية الوطنية المثالية لإيماءة ترامب وتأكيده أنه ما زال واقفًا.