وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، التصويت للرئيس السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب، بأنه خيار مرعب، وحذّرت من العواقب التي تتوالى على البلاد في حال اختياره، في المقال الذي تم نشره قُبيل انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري، وسيتم اختيار ترامب رسميًا مرة أخرى كخيار الحزب لمنصب الرئيس.
وفي إشارة إلى أن الرئيس السابق، الذي لا يزال مُدانًا في العديد من الجرائم، أصبح مرشح الحزب الجمهوري، ثلاث مرات في 8 سنوات، قال مجلس تحرير الصحيفة الأمريكية: "إن حزبًا سياسيًا كان عظيمًا ذات يوم، يخدم الآن مصالح رجل واحد، رجل غير مناسب بشكل واضح لمنصب الرئيس مثل أي شخص آخر، رجل تتعارض قيمه وأفكاره ولغته بشكل مباشر مع الكثير، ما جعل هذا البلد عظيمًا".
والاثنين، وصف مجلس تحرير الصحيفة أيضًا جو بايدن في مقال أصر فيه على أن تنحي الرئيس الأمريكي هو الأمل الأفضل للديمقراطيين للاحتفاظ بالبيت الأبيض، بعد المناظرة الكارثية في أتلانتا، الشهر الماضي.
استطلاع رأي
يركز المقال الأخير للصحيفة الأمريكية بشكل مباشر على الخطر الذي يشكله ترامب - 78 عامًا - إذ وصفه أنه اختيار مرعب ضد هذه اللحظة الوطنية، وقالت الصحيفة إن العديد من الناخبين كانوا محبطين ويائسين.
وأظهر استطلاع جديد أجرته صحيفة واشنطن بوست وأي بي سي نيوز وإيبسوس، اليوم الخميس، أن 67% من البالغين الأمريكيين (و58% من الديمقراطيين) يريدون تنحي بايدن، بينما قال 50% من البالغين الأمريكيين (لكن 11% فقط من الجمهوريين) الشيء نفسه عن ترامب.
تاريخ حافل بالاتهامات
أُدين ترامب بـ34 تهمة جنائية تتعلق بدفع مبالغ مالية لنجمة إباحية، التي اتفقت هيئة المحلفين على أنها كانت تهدف للتدخل في انتخابات عام 2016، وكان من المقرر أن يُحكم عليه مع إمكان السجن، لكن بعد أن قضت المحكمة العليا بأن الرؤساء يتمتعون ببعض الحصانة من الملاحقة القضائية، أجل القاضي النطق بالحكم حتى سبتمبر لمراجعة القضية.
ويواجه ترامب 54 تهمة جنائية أخرى، تتعلق بتخريب الانتخابات والاحتفاظ بوثائق سرية، وفي القضايا المدنية تم تغريمه مئات الملايين من الدولارات، بتهمة الاحتيال التجاري وملايين أخرى في دعوى تشهير ناشئة عن ادعاء الاغتصاب الذي وصفه القاضي بأنه "صحيح إلى حد كبير".
وبلغت محاولات ترامب لإلغاء انتخابات 2020 ذروتها في هجوم 6 يناير، على مبنى الكابيتول الأمريكي. وترتبط أعمال الشغب بـ9 قتلى ونحو 1300 اعتقال ومئات الإدانات.
غير مؤهل
وبحسب مجلس تحرير التايمز، إن هذه الأحداث وغيرها من المؤشرات - التي صنفها على أنها اللياقة الأخلاقية والقيادة المبدئية والشخصية وسيادة القانون - تشير إلى أن ترامب "أظهر شخصية لا تليق بمسؤوليات الرئاسة".
وأضاف المقال: "أظهر ترامب عدم احترام مطلق للدستور وسيادة القانون والشعب الأمريكي، وبدلًا من رؤية مقنعة لمستقبل البلاد، إذ يحركه التعطش للسلطة السياسية واستخدام أدوات الحكومة لتعزيز مصالحه، وإرضاء دوافعه والانتقام من أولئك الذين يعتقد أنهم ظلموه. إنه بكل بساطة غير مؤهل للقيادة".
وتابع: "أنها مأساة وطنية تجاهل الجمهوريون ما وصفه مسؤولو ترامب "بخيانة الأمانة المنهجية والفساد والقسوة وعدم الكفاءة"، وحثوا الناخبين الأمريكيين على التصويت له.