الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صانع السلام.. أوروبان يتنقل بين موسكو وواشنطن ويغازل بكين

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو – وكالات

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بينما يتجه إلى واشنطن بعد زيارة كييف وموسكو وبكين، يتطلع رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوروبان، إلى التحالف مع الرئيس السابق والمرشح الأوفر حظًا للعودة إلى البيت الأبيض، الجمهوري دونالد ترامب، في حال انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة في نوفمبر.

وخلال محاولته ليصبح "رجل السلام" في أوروبا، وفي غضون أيام من تولي المجر الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر، تنقل رئيس الوزراء المجري بين عواصم صناعة القرار في الأزمة الأوكرانية، محاولًا الخروج بحل لإيقاف الحرب.

وفي مقطع فيديو نشره على منصة "إكس"، الاثنين، أشاد أوروبان بالصين باعتبارها القوة العالمية الوحيدة "الملتزمة بشكل واضح بالسلام" بين روسيا وأوكرانيا، وصوّر نفسه في ختام اجتماعه مع الرئيس الصيني شي جين بينج، على أنه "رجل في مهمة سلام".

وقال في الفيديو الذي نشره من مدرج المطار في بكين: "هذا مهم بالنسبة للمجر والاتحاد الأوروبي بأكمله"، وأضاف: "سنواصل عملنا".

وعلى الرغم من أنه لم يذكر صراحة أنه يمثل الاتحاد الأوروبي، إلا أن البعض يعتقد أنه كان ينوي ترك هذا الانطباع؛ كما أشار تحليل لـ "دويتش فيله".

وكانت كاجا كالاس، رئيسة الوزراء الإستونية، ومسؤول السياسة الخارجية المقبل للاتحاد الأوروبي، قالت في وقت سابق إن أوروبان "يستغل" رئاسة المجر للمجلس، ويحاول "بث الارتباك" فيما يتعلق بسياسة الاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا.

رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرئيس الصيني شي جين بينج في بكين – وكالات
أهداف سياسية

في تغريدة سابقة بتاريخ 5 يوليو، أقر أوروبان بأنه ليس لديه تفويض للتفاوض نيابة عن الاتحاد الأوروبي. لكنه، في الوقت نفسه، أرسل إشارات متضاربة عندما أضاف: "لا يمكننا أن نجلس مكتوفي الأيدي وننتظر انتهاء الحرب بأعجوبة. سنكون بمثابة أداة مهمة في اتخاذ الخطوات الأولى نحو السلام".

لأجل هذا، وبخه الاتحاد الأوروبي بأشد العبارات بعد لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال الزعماء الأوروبيون إنه "لا يمثل الاتحاد الأوروبي بأي شكل من الأشكال".

وقال وزير الاقتصاد ونائب المستشار الألماني، روبرت هابيك، إن اجتماعات أوروبان "يجب أن ينظر إليها على أنها مسألة ثنائية"، بدلًا من أن تشكل مشاركة رسمية للاتحاد الأوروبي.

وقالت رئيسة الوزراء الإستونية إن أوروبان "لا يمثل بأي حال من الأحوال الاتحاد الأوروبي أو مواقفه" في زيارته لموسكو.

ومع ذلك، يبدو أن أوروبان، مرة أخرى "يمارس جزءًا من خطة طويلة المدى لتصوير نفسه على أنه زعيم اليمين المتطرف في أوروبا، وإنه يعول على عودة المرشح الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة"، وفق "دويتش فيله".

قد يبدو هذا صحيحًا بالنظر إلى ما حدث أمس الاثنين، حيث دخل حزب "فيدس"، بزعامة أوروبان، في تجمع يميني متطرف جديد في البرلمان الأوروبي يسمى "الوطنيون"، إلى جانب زعيمة اليمين المتطرف الفرنسية، مارين لوبان.

وفي الواقع، ليس هناك جديد في دعم رئيس الوزراء المجري لروسيا أو مغازلته للصين، فعلى مدى العامين الماضيين، عارض أوروبان، بشكل ثابت، عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد موسكو، وحاول منع المساعدات عن أوكرانيا.

وفي وقت يحاول الاتحاد الأوروبي تنويع التجارة بعيدًا عن الصين، وإزالة المخاطر في سلاسل التوريد الحيوية، عززت بودابست التجارة مع بكين، ودخلت في شراكة استراتيجية شاملة في مايو من هذا العام.

وفي عشية قمة "الناتو" المزمعة في واشنطن هذا الأسبوع، انتقد أوروبان الولايات المتحدة لانتهاجها "سياسة الحرب" في أوكرانيا بدلًا من استراتيجية تحقيق السلام، وقارن "السياسة الأمريكية السلبية" بما وصفه بـ "خطة السلام الصينية ذات المصداقية".

وفي مقابلة مع وكالة الإعلام Axel Springer الألمانية، أمس الأحد، أيد أوروبان عودة دونالد ترامب لمنصب الرئيس الأمريكي، وقال إن التغيير سيكون "مفيدًا للعالم".

وتابع أوروبان أن هناك "فرصة كبيرة للغاية" لعدم إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن، ووصف ذلك بـ "النتيجة الإيجابية".

وأشار رئيس الوزراء المجري إلى أنه "لا يريد التدخل كثيرًا في الانتخابات الأمريكية"، لكنه أشاد بترامب بقوله إنه "رجل عصامي"، و"لديه نهج مختلف في كل شيء".

وقال: "إن هذا سيكون مفيدًا للسياسة العالمية، فهو رجل السلام، وفي فترة ولايته التي دامت أربع سنوات، لم يقم بشن حرب واحدة، وفعل الكثير من أجل إحلال السلام في الصراعات القديمة في مناطق معقدة للغاية".