الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط انقسام سياسي.. "أوربان" يطير إلى واشنطن "دون دعوة" لمقابلة ترامب

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء المجري خلال لقاء ترامب في البيت الأبيض - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

يُخطط فيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجري، لزيارة الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، وتعد الأولى من نوعها لزعيم إحدى دول حلف شمال الأطلسي، الذي يتوجه إلى واشنطن دون دعوة من البيت الأبيض، في الوقت الذي انتقد فيه الديمقراطيون تلك الخطوة، التي وصفوها ضمن السياسة الخارجية "الخيالية" لأوربان.

ويطمح رئيس الوزراء المجري، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع موسكو وبكين، إلى تنمية العلاقات في جميع الاتجاهات، ساعيًا من وراء ذلك، بحسب خطاباته المستمرة، إلى ترسيخ المجر كمركز فكري في قلب أوروبا، ومن أجل ذلك، كما تقول الجارديان البريطانية، تعمل شبكة من مراكز الأبحاث والمؤسسات المجرية التي تمولها الدولة، بتمويل الوظائف والزمالات للنقاد والأكاديميين الأمريكيين المحافظين.

مرحلة حساسة

ومن غير المتوقع أن يلتقى فيكتور، الذي يحكم المجر منذ فترة طويلة، بأي شخص من إدارة بايدن، التي واجه منها انتقادات متكررة بسبب علاقته الودية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن المنتظر بحسب الجارديان البريطانية، أن يتحدث أمام لجنة مع رئيس مؤسسة التراث المحافظة، قبل أن يجتمع مع ترامب في فلوريدا، غدًا الجمعة.

وتأتي الزيارة في مرحلة حساسة من العلاقات بين المجر وواشنطن بعد الحرب الباردة، وتتم مراقبتها عن كثب في دوائر السياسة الخارجية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المخاوف من أن أوربان قد يستخدم وصوله إلى المرشح الرئاسي الجمهوري للترويج لنقاط حوار الكرملين بشأن أوكرانيا.

أوربان يراهن على انهيار النظام الدولي الليبرالي في مقابل صعود القوى المحافظة
قلق أوروبي

ويرى الخبراء أن أوربان يراهن بكل شيء على انهيار النظام الدولي الليبرالي، وتأتي تحركاته المنفردة باعتبارها مقامرة سياسية لدعم القوى الصاعدة في الشرق، إذ تركز اتصالاته مع بوتين على مفاوضات السلام، ومن المحتمل أن تأتي زيارته في محاولة للضغط على الولايات المتحدة لتغيير سياستها الخارجية، التي يأمل في حدوث تحول كبير لها لصالح السلام مع موسكو.

وصرّح رئيس الوزراء المجري من قبل، بأنه يود بشدة رؤية الرئيس السابق دونالد ترامب، يعود إلى البيت الأبيض لصنع السلام في النصف الشرقي من أوروبا، وبررت كاتالين شيه، عضو البرلمان الأوروبي، الذي يمثل حزب الزخم المعارض في المجر، الزيارة المرتقبة بأنها ستتمحور حول قيام فيكتور وترامب، بتبادل الآراء حول كيفية تقويض الناتو بما يتناسب مع مصالح بوتين.

غضب وترحيب

وأثارت الزيارة غضب عدد كبير من الديمقراطيين، منهم بن كاردين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، الذي زعم أن استبداد فيكتور أوربان المتزايد، ظهر في "قانون حماية السيادة" الذي تم إقراره مؤخرًا، وهو العامل الرئيسي الذي جعل إدارة بايدن تضغط على المجريين، ولا تسعى بنشاط إلى تعزيز العلاقات مع المجر.

وفي الوقت نفسه عارض المشجعون الأمريكيون لأوربان نهج الإدارة في التعامل مع المجر ودافعوا عن قراره بزيارة ترامب، التي وصفوها بأنها تم تسييسها بلا داع، خاصة من قبل الإدارة الحالية، التي استخدمت الدبلوماسية كسلاح ضد المجر، بسبب طبيعتها المتناسبة مع ترامب ورفاقه، مشيرين إلى أن هذا النوع من الزيارات يعمل على تحسن العلاقات بين البلدين.