مع اقتراب الانتخابات الأمريكية تتزايد الدعوات بين أعضاء حزب الرئيس الحالي جو بايدن من الديمقراطيين، لانسحابه من الانتخابات المقبلة، وإتاحة الفرصة للدفع بمرشح آخر، وسط اكتساب المرشح الجمهوري المنافس الرئيس السابق دونالد ترامب، شعبية جديدة بعد المناظرة الأولى بينهما، قبل أسبوعين، عقب ظهور "بايدن" بحالة صحية وذهنية سيئة.
ويقاتل الرئيس الأمريكي بايدن من أجل ترشحه للرئاسة، فيما تتصاعد الدعوات للانسحاب من الديمقراطيين، ومن المرجح أن تكون الأيام القليلة المقبلة حاسمة بشأن هذا الملف، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
ويحاول الرئيس الأمريكي جو بايدن، تبديد الشكوك حول لياقته البدنية والذهنية خلال ظهوره في حملته الانتخابية، إذ يواصل أنصار الحزب الضغط عليه لإعادة النظر في خطط إعادة انتخابه بعد المناظرة التلفزيونية الفاشلة مع دونالد ترامب.
دعوات لانسحاب بايدن
منذ ظهور جو بايدن صاحب الــ81 عامًا في المناظرة ضد ترامب، بدأ التذمر في صفوف الحزب الديمقراطي، وكان النائب لويد دوجيت، أول ديمقراطي حالي في الكونجرس يدعو إلى الانسحاب.
وسبق أن نشر النائب السابق تيم رايان، مقال رأي في مجلة نيوزويك بعنوان "يجب أن تكون كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة عام 2024".
وقال النائب الديمقراطي جيم كلايبورن، إنه يدعم بايدن، لكنه قال أيضًا إنه سيدعم هاريس إذا انسحب الرئيس الحالي من الانتخابات.
وأضاف السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، أن الأسبوع المقبل حاسم، وأعتقد أن الرئيس بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد، بحسب "سي إن إن".
وقال النائب آدم شيف لشبكة "إن بي سي": "على بايدن التصرف بسرعة لمعالجة المخاوف، في الوقت الذي رفض فيه دعوات الانسحاب ووصفها بأنها هراء".
من جانبها، رأت أنجي كريج من ولاية مينيسوتا، أن بايدن يستطيع إدارة حملة انتخابية فعّالة والفوز على دونالد ترامب.
وحث آلان كليندينين من اللجنة الوطنية الديمقراطية (DNC)، بايدن على الانسحاب، قائلًا: "سيتذكر المؤرخون جو بايدن باعتباره أحد أفضل الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة، لكن هذه الانتخابات ستجرى حول السنوات الأربع المقبلة، وليس السنوات الثلاث والنصف الأخيرة".
ضغط أعضاء مجلس النواب
وبحسب مطلعين، يتم أيضًا تداول رسالتين بين الديمقراطيين في مجلس النواب تحث بايدن على الانسحاب، وقد يزداد الضغط في الأيام المقبلة مع عودة المشرعين إلى واشنطن بعد العطلة.
وقبل بداية أسبوع الجلسات في الكونجرس بواشنطن، يريد الديمقراطيون في مجلس النواب أن يجتمعوا اليوم ثم أعضاء مجلس الشيوخ، غدًا الثلاثاء، لمناقشة الحملة الانتخابية وترشيح بايدن، وفي حال انسحاب بايدن، يرى العديد من الديمقراطيين أن نائبة الرئيس كامالا هاريس هي المرشحة الأكثر ترجيحًا للانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر 2024.
وينظر الكثيرون إلى هاريس على أنها المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة إذا تنحى بايدن جانبًا، إذ أظهر استطلاع أجرته شبكة "سي. إن. إن" مؤخرًا بعد المناظرة أن نائبة الرئيس تتفوق على بايدن في سباق افتراضي ضد ترامب.
وفي الوقت نفسه، يأمل بعض الجمهوريين في تجنب ترشح هاريس للرئاسة، لأنهم يعتقدون أن طريق عودة ترامب إلى البيت الأبيض سيكون على الأرجح أسهل في مواجهة بايدن.
ومن جانبها، تدافع هاريس عن بايدن، وتعهدت بالوقوف بجانبه في حملته الرئاسية.
أزمة بايدن
يؤيد واحد من كل ثلاثة ديمقراطيين أن يتخلى بايدن عن السباق، وأعرب العديد من المانحين ورجال الأعمال ذوي النفوذ علنًا عن استيائهم، ويهددون بوقف تمويل الحملة الانتخابية، وفقًا لمسح أجرته "رويترز".
وقال بايدن، في مقابلة مع قناة ABC، الجمعة الماضي، إنه لا يعتقد أن أي شخص مؤهل بشكل أفضل منه للتغلب على ترامب، فالاستطلاعات التي تعكس المخاوف المتزايدة لدى زملائه في الحزب غير دقيقة.