الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

روسيا تضغط وأوكرانيا تنسحب.. "دونيتسك" على وشك السقوط

  • مشاركة :
post-title
القوات الروسية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

انسحب الجيش الأوكراني تحت وقع الضغط الروسي من بلدة استراتيجية حوّلها القصف المتواصل، خلال الأشهر الماضية إلى أنقاض، وهي المنطقة التي بات سيطرة الكرملين عليها مسألة وقت، ومن شأنها أن تحقق هدف روسيا المتمثل في الاستيلاء على منطقة دونيتسك بالكامل.

ويعاني الجيش الأوكراني نقصًا كبيرًا في المعدات والأفراد واقتصادًا مُنهكًا، بسبب تأخر الدعم الأوروبي والأمريكي، خاصة وسائل الدفاع الجوي، وهو ما دفع روسيا إلى مواصلة تقدمها بشكل كبير منذ اندلاع الحرب قبل 3 سنوات، وأصبحت تسيطر على مساحة كبيرة من الأراضي الأوكرانية.

أهمية استراتيجية

وتحتل بلدة تشاسيف يار، موقعًا مرتفعًا وتقع على مسافة قصيرة إلى الغرب من مدينة باخموت، التي استولت عليها روسيا، العام الماضي، بعد معركة مريرة استمرت 10 أشهر، وتعتبر ذات أهمية استراتيجية في منطقة دونيتسك الشرقية، وبحسب المتحدث العسكري الأوكراني فقد ركزت القوات الروسية على الاستيلاء عليها.

وحوّلت روسيا البلدة إلى أنقاض، إذ احترقت المنازل والمكاتب الحكومية، ولم يعد هناك أي منزل أو مبنى سليمًا، وباتت المدينة التي كان يسكنها 12 ألف نسمة مهجورة بالكامل، وتعرضت جميع المواقع الدفاعية للتدمير، ما هدد بوقوع خسائر بشرية جسيمة للقوات الأوكرانية في المنطقة، وفقًا لشبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية.

الأرض المحروقة

نفذت روسيا، خلال الأسبوع الماضي، وحده ما يقرب من 1300 غارة وأطلقت ما يقرب من 130 قنبلة انزلاقية، و44 هجومًا بريًا، إذ ركزت الهجمات - بحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي - على الاستيلاء على المستوطنات القريبة، التي من شأنها أن تسمح لهم بالتقدم إلى كراماتورسك وسلوفيانسك، أكبر المدن في الجزء الذي تسيطر عليه أوكرانيا من منطقة دونيتسك.

ذلك الأمر دفع الجيش الأوكراني للانحساب من الحي بالكامل، وأكد أوليه شيرييف، قائد الكتيبة 255 الهجومية، التي تتمركز في المنطقة منذ 6 أشهر، أن روسيا تطبق تكتيكات الأرض المحروقة في محاولة لتدمير أي شيء يمكن استخدامه كموقع عسكري في محاولة لإجبار القوات على التراجع.

الإمدادات الحيوية

وعلل الجيش الأوكراني انسحابه من المنطقة بأنه لا يمكن الاحتفاظ ببلدة مدمرة، وهو ما ينذر بتعريض المدن المجاورة للخطر، كما يعرض طرق الإمداد الأوكرانية الحيوية للتوقف، ويقرب روسيا من هدفها المعلن المتمثل في الاستيلاء على منطقة دونيتسك بالكامل، مشيرًا إلى أن الذخيرة من الحلفاء تصل، لكن بوتيرة أبطأ مما يحتاجه الجيش.

وفي منطقة تشيرنيهيف الشمالية، أطلقت روسيا 22 طائرة دون طيار فوق المدينة، وأصابت منشأة للبنية التحتية للطاقة، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن ما يقرب من 6000 عميل، ضمن خطتها لتدمير البنية التحتية للطاقة بأوكرانيا، وحذر المسؤولون الأوكرانيون من أن الوضع قد يزداد سوءًا مع اقتراب فصل الشتاء.