الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صراع الأنفاق.. روسيا تعود لخطط الحرب العالمية الأولى لهزيمة قوات كييف

  • مشاركة :
post-title
جندي أوكراني يسير على طول خندق في موقعه على الخط الأمامي مع روسيا

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

يواصل الجيش الروسي الضغط في ساحات القتال، وتستمر في استخدام أساليب متعددة للتغلب على العقبات التي تواجهها وإلحاق الضرر بصفوف الجيش الأوكراني، بعد أكثر من عامين من الأزمة بين موسكو وكييف.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها تحفر أنفاقًا للوصول إلى ما وراء خطوط العدو في أوكرانيا ستستخدمها في شن هجمات.

وذكرت الوزارة في بيان عبر قناتها على تطبيق "تليجرام"، إن الوحدات الهجومية المنتشرة في منطقة دونيتسك الشرقية استولت على معقل رئيسي للقوات المسلحة الأوكرانية على المشارف الشرقية لريف بيفنيتشني باستخدام نفق تحت الأرض".

3 كيلومترات

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن "جنود الكتيبة قاموا سرًا باستخدام نفق يزيد طوله عن 3 كيلومترات على طول قناة سيفيرسكي دونيتس ودخلوا الجزء الخلفي من معقل محصن بشكل جيد مع نقاط إطلاق نار طويلة المدى وملاجئ تحت الأرض، ومن خلال النفق، قام الجنود بتزويد القوات المهاجمة بالذخيرة والأسلحة والغذاء.

وأضافت وزارة الدفاع: "باستخدام عنصر المفاجأة، طور جنود الوحدة نجاحهم واستولوا على المعقل بالكامل، مما أجبر الجنود الأوكرانيين على الاستسلام أو التخلي عن مواقعهم والتراجع".

وأوضحت الدفاع الروسية في بيان لها: "سيطرت القوات الروسية على معقل كبير للقوات المسلحة الأوكرانية على المشارف الشرقية لقرية كيروف من قِبل وحدات هجومية من مفرزة "المحاربين القدامى" التابعة لقوات مجموعة "المركز"، باستخدام نفق تحت الأرض"، وفقًا لـ"سبوتنيك".

وتسعى قوات موسكو لتحقيق مكاسب كبيرة في شرق أوكرانيا. وتشهد منطقتا لوهانسك ودونيتسك، اللتان تشكلان منطقة دونباس، احتدام القتال.

وذكرت القوات الأوكرانية لأول مرة في الخريف الماضي، إن القوات الروسية كانت تنشر هذا التكتيك في ساحة المعركة في القتال من أجل بلدة أفدييفكا المحاصرة في شرق أوكرانيا.

ليست المرة الأولى

وبحسب مجلة"نيوزويك" الأمريكية، فإن تلك ليست المرة الأولى التي يلجأ إليها الروس في استخدام تكتيك الأنفاق، إذ صرح أنطون كوتسوكون، المتحدث باسم اللواء الأوكراني الميكانيكي المنفصل 110 ماركو بيزروتشكو، في أكتوبر الماضي، إنه "فيما يتعلق بتكتيكات الروس، فغالبًا ما تتم مقارنة حربنا بالحرب العالمية الأولى، وعلى جبهة أفدييفكا، بدأ الروس في استخدام تكتيك حفر الأنفاق".

ويقول كوتسوكون: "إنهم يحفرون بالقرب من مواقعنا أولاً وهذا يساعد على الإخفاء، ومن ثم يمكن أن يظهروا بعد ذلك بشكل غير متوقع بالقرب منا"، مضيفًا: "لقد رصد ضباط دفاعنا أيضًا الروس وهم يستخدمون مركبات آلية تعمل كمركبات يتم التحكم فيها عن بعد، والتي تستخدم لتوصيل الذخيرة وهي نوع من المركبات الخاصة الكبيرة جدًا، ويمكنها حمل ذخيرة مناسبة".

وتحديدًا لا يوجد تأريخ محدد لأول حرب أنفاق في التاريخ، لكن السجلات التاريخية لعمليات حفر الأنفاق إلى أكثر من 4000 عام. حيث تُظهر المنحوتات الآشورية وحدات هندسية وهي تعمل في أنفاق تحت أسوار مدن العدو. كما تظهر الأدلة الأثرية من الحفريات في طروادة عددًا من الممرات تحت الأرض التي تمر أسفل أسوار المدينة.

لم تكن حرب الأنفاق أبدًا مجالًا حصريًا للحرب الغربية، كما مارست قوات عسكرية آسيوية أخرى فن حفر الأنفاق العسكرية مثل الصينيين، وأيضًا اليابانيين، الذين حاصروا بورت آرثر التي كانت تحت سيطرة روسيا في عام 1904. وعندما فشلت محاولات اقتحام الدفاعات، وأثبتت المدفعية عدم قدرتها على إجبار الروس على الاستسلام، بدأ المهندسون اليابانيون العمل في حفر الأنفاق. وهو أكبر نظام أنفاق عسكري حتى الآن. تم دفع مئات الأنفاق المنفصلة نحو القوات الروسية، الذين أدركوا الخطر وبدأوا في البحث عن وسائل لسدها أو هدمها قبل أن تصبح تهديدًا مميتًا. في ديسمبر، انفجرت عدة ألغام مختلفة، مما أدى إلى اختراق الدفاعات المتبقية واستسلام المدافعين الروس.

وفي الحرب العالمية الأولى استخدمت الألغام داخل الأنفاق كآلية لاختراق خطوط خنادق العدو، كوسيلة لإنهاء الجمود الذي وصلت إليه الجبهة الغربية في الحرب العالمية الأولى. وتنافس الحفارون البريطانيون والفرنسيون والألمان في السيطرة على الأنفاق عبر خطوط العدو، إما إحداث ثغرة أو تسلل القوات إلى المناطق الخلفية.