الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قتل بلا سبب وحرب بلا هدف.. جنود إسرائيل يرفضون العودة إلى غزة

  • مشاركة :
post-title
رفض عدد من جنود الاحتياط الإسرائليون العودة إلى غزة

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

نهاية الشهر الماضي، وقّع عشرات من جنود الاحتياط الذين خدموا في جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي، على أول خطاب رفض يصدرونه منذ بدء العدوان على قطاع غزة، معلنين رفضهم العودة للقطاع، حتى لو حصلوا على أجر مقابل ذلك.

وكتب الجنود الموقّعون على الرسالة (عشرة منهم بأسمائهم الكاملة والآخرون بالأحرف الأولى)، بحسب صحيفة "هآرتس": "إن الأشهر الستة التي شاركنا فيها في المجهود الحربي أثبتت لنا أن العمل العسكري وحده لن يعيد المحتجزين إلى ديارهم".

ولاحقًا، أشار عدد من هؤلاء إلى أن اجتياح مدينة رفح الفلسطينية "فضلًا عن تعريض حياتنا وحياة الأبرياء في رفح للخطر، لن يعيد المحتجزين أحياء".

ووفق ما نشرته الصحيفة العبرية، فإن 16 من الموقعين على الرسالة يخدمون في جهاز المخابرات، وسبعة في قيادة الجبهة الداخلية، بينما يخدم باقي الموقّعين في وحدات المشاة والهندسة القتالية والمدرعات، ويخدم اثنان منهم في وحدات النخبة.

وذكر أحد السبعة الذين يخدمون في قيادة الجبهة الداخلية أن العديد من جنود الاحتياط الذين يخدمون في القيادة تم استدعاؤهم بعد 7 أكتوبر لمهام قتالية، مثل "الاستيلاء على الخطوط" في الضفة الغربية المحتلة، وذلك بسبب نقل العديد من الجنود النظاميين إلى قطاع غزة.

وقال معظم الموقّعين الذين تحدثت معهم "هآرتس" إنهم يدركون أن مواقفهم غير عادية بين جنود الاحتياط.

حرق المنازل

نقلت الصحيفة عن أحد قادة المدرعات، الذي تم وضع لواءه الاحتياطي في بداية العدوان في الشمال ليحل محل الأفواج النظامية التي تم إرسالها جنوبًا، أنه حتى الآن، إذا تم استدعاؤه للخدمة مرة أخرى في قوات الاحتياط في الشمال لمواجهة حزب الله اللبناني، فسوف يفعل، لكن إذا تم استدعاؤه إلى منصب يتعلق بالقتال في غزة، فسوف يرفض.

يقول: "فور أن بدأت العملية في رفح جنوب قطاع غزة، شعرت أنها تجاوزت ما أستطيع أن أشعر به من الناحية الأخلاقية، والوقوف وراءها وتبريرها".

ويؤكد آخر، وهو طالب ومظلي في قوات الاحتياط، أنه حتى قبل اندلاع عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر الماضي، كان يناقش لفترة طويلة ما إذا كان سيستمر في الخدمة بالاحتياط، على خلفية معارضته للاحتلال، وسياسة إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.

وقل: "تم إرسالنا إلى خان يونس. كان ذلك في بداية ديسمبر، بعد أيام من انهيار الصفقة التي تم بموجبها إطلاق سراح أكثر من مئة من المحتجزين. قرب نهاية ديسمبر، أدركت من التقارير الإذاعية أن إسرائيل ترفض بشدة الشرط الذي حددته حماس لتنفيذ صفقة جديدة ونهاية الحرب".

وعندما صدرت له أوامر بإحراق أحد المنازل التي كانوا يقيمون فيها -وليست في منطقة مخصصة للهدم بسبب قربها من حدود غزة- هذه المرة، لم يتمكن الشاب من فهم الأساس المنطقي أو العملي لإحراق مبنى سكني "لقد تحدثت مع النائب، وحاولت أن أفهم السبب".

وبحسب المظلي المتمرد، أوضح له قائده أنه "يجب حرق المنزل حتى لا تبقى فيه معدات عسكرية وفضح أساليب القتال التي يتبعها الجيش الإسرائيلي"، لكنه لم يقتنع. قال إنه يمكن إخراج المعدات، ولا توجد أساليب قتالية خاصة يكشف عنها "لكن أحرقنا المنزل بالفعل وغادرت. اتخذت المخرج التالي ولم أعد".

الجنود الثلاثة الذين تحدثوا إلى صحيفة "هآرتس" العبرية
قتل بدون سبب

أحد ضباط العمليات الذين تحدثت إليهم "هآرتس"، أشار إلى أن خدمته أتاحت له متابعة عمليات الطائرات المسيّرة "أراهم يهدمون المركبات والمباني ويقتلون الأشخاص، وفي كل مرة يهدم مبنى، يقول الجميع: واو! ياي!".

ووفقًا له، فقد استغرق الأمر أسبوعًا أو أسبوعين قبل أن يدرك أنه "في كل مرة تراه، فهو مبنى ينهار. إذا كان هناك أشخاص فيه، فإنهم يموتون. وحتى إذا لم يكن هناك أشخاص هناك، فإن كل ما هو موجود هناك قد انتهى".

وعندما دخلت كتيبته القطاع، وكانت مسؤولية إطلاق النار والقصف في المنطقة تقع على عاتقه، فقد تم منح تصاريح إطلاق النار بسهولة نسبية؛ ويقول إنه شعر بالارتباك عندما شاهد قصف الفلسطينيين "يقولون إن هذا مبرر. من السهل القول من بعيد إن في الحرب يُقتل الناس، لكن في الحرب لا يُقتل 30 ألف شخص، معظمهم مدفونون تحت الأنقاض عندما يتم قصفهم من الجو عبر إطلاق النار عشوائي".

ويقول جندي آخر من قوات الاحتياط كان يخدم في المخابرات، وكان مكلفًا بتحديد أهداف الاغتيال، أنه مع مرور الوقت أدرك أنه كان متواطئًا في أعمال تخالف ما يمليه عليه ضميره.

يقول: "في البداية كان هناك شعور بالتعبئة. يعطونك قائمة بخمسة أو ستة أشخاص مهمين بما فيه الكفاية، وإذا ضربناهم، فإننا نضرب قدرة حماس. يمكنك الجدال مع هذه الاستراتيجية، لكنها هي الاستراتيجية. وشيئا فشيئا تدرك أننا غير قادرين على ضرب شخص مهم محدد ونبدأ في البحث عن أهداف أخرى، لم يسمع بها أحد من قبل، وفجأة نقول لأنفسنا إنها مهمة أيضًا".

يضيف: "في النهاية، عندما تقصف شخص ما، لا يوجد ما يشير إلى أن قتل هذا الشخص له أي معنى عسكري حقًا. نحن فقط نطارد الرؤوس من أجل إظهار نوع من الإنجاز، دون أي استراتيجية أو اتجاه".

ويروي أنه في إحدى الحالات، في بداية نوفمبر (الماضي)، تلقى معلومات تفيد بأن هدف القصف كان يقيم في المنزل مع عائلته وعائلات أخرى "وعندما تصل مثل هذه المعلومات، يدرس النظام العسكري ما إذا كان مستوى "الأضرار الجانبية" منخفضًا بما يكفي لتنفيذ عملية الاغتيال. تم قصف المنزل، وبعد الهجوم اتضح أن الهدف كان خارج المنزل وقت القصف ونجا، لكن امرأتين كانتا هناك قتلتا وأصيب عدة أشخاص آخرين".

وأكد: "تشعر أنك تفعل شيئًا ليس له أي معنى عسكري، مع وجود خطر إلحاق إصابات خطيرة جدًا بأشخاص هم بلا شك أبرياء، فقط لأنه يتعين عليك إظهار إنجاز ما"