الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أزمة أوكرانيا والعلاقات الثنائية.. رئيس بولندا في "مهمة صعبة" إلى بكين

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الصيني ونظيره البولندي

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينج، وصل الرئيس البولندي أندريه دودا وزوجته أجاتا كورنهاوزر إلى بكين، أول أمس السبت، في زيارة تستمر 5 أيام. 

وقال مراقبون إن هذه الزيارة لا تساعد فقط على تعزيز العلاقات بين الصين وبولندا وتحديث التعاون الاقتصادي بين البلدين، بل إن تعزيز التعاون مع بكين يساعد أيضًا في تعزيز نفوذ وارسو داخل الاتحاد الأوروبي.

نقل العلاقات لمستوى جديد

وخلال الزيارة، سيعقد "شي" محادثات مع "دودا" لرسم خريطة التنمية المستقبلية للعلاقات بين الصين وبولندا، ومناقشة وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. ومن المتوقع أن يشهد رئيسا البلدين حفل التوقيع على وثائق تعاون مشترك بين البلدين.

ونقل التلفزيون الصيني المركزي "سي سي تي في" عن وزارة الخارجية قولها: "الصين مستعدة للعمل مع بولندا لاغتنام هذه الزيارة كفرصة لتعميق الثقة السياسية المتبادلة وتوسيع التبادلات والتعاون في مختلف المجالات، والقيادة المشتركة للتعاون عالي الجودة في مبادرة الحزام والطريق".

وفي سياق متصل، قال تسوي هونج جيان، الأستاذ في أكاديمية الحوكمة الإقليمية والعالمية في الدراسات الخارجية ببكين، إن بولندا تتطلع إلى هذه الزيارة كوسيلة لرفع مستوى التعاون في المجالين السياسي والاقتصادي.

وأوضح "تسوي" أن تعزيز التعاون مع الصين لا يفيد الاقتصاد البولندي فحسب، بل يساعد أيضًا في رفع نفوذ بولندا داخل الاتحاد الأوروبي، حيث تسعى وارسو إلى توسيع نفوذها داخل المنطقة. 

وأشار إلى أنه على الرغم من أن بولندا والولايات المتحدة حافظتا على اتصالات وثيقة في السنوات الأخيرة، إلا أن زيارة "دودا" تشير أيضًا إلى أن الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية تسعى إلى دبلوماسية متوازنة للحفاظ على علاقات وثيقة مع الصين.

الصراع الاقتصادي

وفي ظل الصراع الاقتصادي والتجاري المستمر بين الصين والاتحاد الأوروبي، قال خبراء صينيون إن بولندا يمكنها أن تلعب دورًا إيجابيًا في التفاوض على العلاقات الثنائية بين الصين والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالحرب التجارية المزمع شنها ضد بكين خلال الأيام المقبلة.

سبق واقترحت المفوضية الأوروبية، الأسبوع الماضي، فرض رسوم جمركية بنسبة تصل إلى 38.1% على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، وهو ما اعتبرته بكين ترهيب وإكراه لشركاتها، وهددت بفرض رسوم عقابية عالية.

وقال يانوش بيتشوسينسكي، نائب رئيس الوزراء البولندي السابق، في مقابلة سابقة مع صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، إن بدء المحادثة بقيود بدلاً من التركيز على الحوار البناء سيعيق التقدم نحو حل المشكلات، ولن يؤدي إلى مستقبل أفضل لأي من الجانبين.

وأكد بيتشوسينسكي أنه من المتوقع أن تظل الصين محركًا قويًا للاقتصاد العالمي، موضحًا أن الحروب التجارية مع الصين يمكن أن تقلل من الطلب وتحد من فرص التوسع التجاري. ونحن بحاجة إلى مزيد من التعاون وتقليل المواجهة، والمزيد من الحوار العملي الذي يهدف إلى حل القضايا بدلًا من تفاقمها من خلال التدابير الحمائية.

الحرب الأوكرانية

وتحدثت وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس"، أن الاجتماع بين دودا وشي سيناقش بالفعل الحرب الروسية الأوكرانية وجهود الصين لإنهاء الحرب. 

وقبل سفره للصين، أكد الرئيس البولندي، أنه ستتم مناقشة السلام في أوكرانيا. وردًا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن الصين تملك مفتاح السلام في الحرب، قال دودا: "أعتقد ذلك إلى حد كبير، نعم".

وترى "جلوبال تايمز"، أن الصين حافظت دائمًا على موقف عادل ومنصف وسط الأزمة الروسية الأوكرانية، وهو أمر واضح للعالم أجمع. ورغم أن موقف الصين بشأن الأزمة يختلف عن موقف بولندا، إلا أن بكين حافظت على اتصالات وثيقة مع وارسو منذ بداية الأزمة. 

وفي مارس المنصرم، بدأ الممثل الخاص للحكومة الصينية لشؤون أوراسيا لي هوي جولة ثانية من الدبلوماسية المكوكية سعيًا إلى التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية.