خوفا من روسيا.. بولندا تتحصن بالأسلاك الشائكة والخنادق

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

تسعى بولندا جاهدة إلى تعزيز حدودها الشرقية، بتحصينات جديدة، إلى جانب الدعم من الاتحاد الأوروبي، ويرجع ذلك للضغوط التي تمارسها بيلاروسيا خلال الهجرة المنظمة والخطر المتزايد الناجم عن الحرب الروسية ضد أوكرانيا، بحسب موقع "تاجز شاو".

ولم يكشف رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، أي تفاصيل حول الإجراءات المخطط لها أو الأموال المخصصة خلال لقائه أمام حرس الحدود والجنود في كاراكولي على الحدود البولندية البيلاروسية.

وتقع بولندا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، على الحدود مع بيلاروسيا، حليفة روسيا، من الشرق، كما يقع جيب كالينينجراد الروسي على الحدود مع بولندا.

وقال "توسك" إن التحصينات الجديدة سيتم بناؤها على طول الحدود الشرقية بأكملها، بما في ذلك الحدود مع أوكرانيا وروسيا، مؤكدًا بدء أعمال البناء، وأن ذلك ليس بسبب الحدود الداخلية لبولندا فحسب، بل حدود الاتحاد الأوروبي أيضًا.

وعن الدعم الأوروبي لحماية الحدود البولندية قال رئيس الوزراء البولندي: "ليس لدي أدنى شك في أن أوروبا بأكملها يجب أن تستثمر في أمنها من خلال الاستثمار في الحدود الشرقية لبولندا وفي أمن حدودنا".

وتشمل الخطة مخابئ وخنادق، وقال وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك كاميش، إن بلاده ستبني مخابئ وخنادق على حدودها مع بيلاروسيا وجيب كالينينجراد الروسي.

موقع بولند وبيلاروسيا

وفي صيف عام 2022، قامت الحكومة السابقة في وارسو، بقيادة حزب القانون والعدالة الوطني المحافظ، بتأمين الأجزاء البرية من الحدود التي يبلغ طولها 418 كيلومترًا مع بيلاروسيا بسياج يبلغ ارتفاعه 5.5 متر ومراقبة إلكترونية.

وترجع مخاوف بولندا، من بيلاروسيا، نتيجة علاقة الأخيرة الوثيقة بروسيا، وتعد بولندا من أهم الداعمين العسكريين لأوكرانيا التي تتعرض لهجوم روسي.

وتتهم بولندا والاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بجلب المهاجرين من مناطق الأزمات إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بطريقة منظمة منذ عام 2021 من أجل الضغط على الغرب.

ووفقًا لحرس الحدود البولندي، هناك نحو 300 محاولة لعبور الحدود بشكل غير قانوني بين الجارتين كل يوم.

وقال "توسك" خلال زيارته إلى كاراكولي اليوم إن "الحدود البولندية البيلاروسية مكان فريد بسبب ضغط الهجرة غير الشرعية، ونتعامل مع حرب هجينة مستمرة، وبيلاروسيا متورطة ولديها نوايا عدوانية متزايدة تجاه بولندا".

ومنذ بناء التحصينات الحدودية، ظل المهاجرون يحاولون عبور الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بشكل غير منتظم كل يوم، منذ بداية العام، سجّل حرس الحدود البولندي بالفعل أكثر من 10000 محاولة من هذا القبيل.

وغادر ما لا يقل عن 250 ألف شخص خاضعين للخدمة العسكرية روسيا، منذ بداية الحرب حتى سبتمبر 2023 وطلبوا الحماية في بلدان أخرى، خاصة في كازاخستان وجورجيا وأرمينيا وتركيا.

تفاقمت التوترات بين البلدين بشكل أكبر، وفي بداية الأسبوع فر قاض بولندي إلى بيلاروسيا وطلب اللجوء هناك، ويحقق مكتب المدعي العام البولندي معه للاشتباه في عمله لصالح جهاز استخبارات أجنبي.

وبعد وقت قصير من هروب القاضي، قام حرس الحدود البولندي في المنطقة الحدودية مع بيلاروسيا بإلقاء القبض على جندي روسي كان في السابق في مهمة قتالية في أوكرانيا، ولقد اختلط مع المهاجرين الذين يرتدون ملابس مدنية من أجل عبور الحدود بشكل غير قانوني معهم إلى بولندا.