قال مسؤول أمريكي مطلع لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، مساء أمس الأحد، إن إدارة الرئيس جو بايدن، أزالت في الأشهر الأخيرة "إجراءات الطوارئ" التي كانت سارية لتسريع تسليم الأسلحة إلى إسرائيل في بداية عدوانها على قطاع غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الكشف "يساعد في تفسير الادعاء الذي بدأ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تقديمه الأسبوع الماضي، بأن الولايات المتحدة كانت تحجب شحنات الأسلحة إلى إسرائيل".
ونفت الولايات المتحدة الأمريكية حجب شحنات الأسلحة المرسلة إلى تل أبيب، موضحة أنها "احتجزت شحنة واحدة فقط من القنابل الثقيلة، التي كانت تخشى أن تستخدمها إسرائيل في مدينة رفح الفلسطينية المكتظة بالسكان في جنوب غزة"؛ وأوضح البيت الأبيض أن جميع الشحنات الأخرى استمرت بوتيرة طبيعية.
إحباط واشنطن
في حديث المسؤول الأمريكي للصحيفة العبرية، أشار إلى أن "الوتيرة الطبيعية" لا تعني المعدل السريع الذي سمحت به الولايات المتحدة خلال الأشهر الأولى من الحرب".
وقال: "في الأشهر الأخيرة، استأنفت الولايات المتحدة إجراءاتها العادية لنقل الأسلحة، بما في ذلك تصاريح الكونجرس المختلفة"، مضيفًا أن هذه الخطوة تزامنت مع ما يراه "تباطؤًا كبيرًا في عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة"، إلى جانب القلق السائد حاليًا في واشنطن بشأن هجوم استباقي إسرائيلي محتمل ضد حزب الله في لبنان، والذي قد يؤدي إلى حرب إقليمية.
وأفادت القناة 12 العبرية، أمس الأحد، بأنه خلال الجزء الأول من العدوان، تم تسليم حوالي 240 شحنة أسلحة إلى إسرائيل.
وقال تقرير القناة إن هذا العدد انخفض إلى حوالي 120 شحنة في الأشهر الأخيرة، دون الاستشهاد بأي مصادر أو تقديم تواريخ محددة للإطارين الزمنيين.
بالتزامن، أصر مسؤول إسرائيلي على أن العودة إلى وتيرة ما قبل العدوان لشحنات الأسلحة الأمريكية لم تؤثر على القدرة العملياتية لجيش الاحتلال في غزة أو لبنان.
وبناءً على ذلك، قال المسؤول الأمريكي إن قرار نتنياهو بمهاجمة الولايات المتحدة علنًا "حير وأحبط إدارة بايدن".
وتكهن المسؤول الأمريكي بأن نتنياهو "إما يشعر بأنه قد يستفيد سياسيًا في الداخل من إثارة خلاف مع واشنطن، أو أنه قلق من أن يتمكن وزير دفاعه، يوآف جالانت، من إقناع الولايات المتحدة باستئناف عمليات نقل الأسلحة بوتيرة أسرع خلال اجتماعاته في البيت الأبيض هذا الأسبوع، وأن رئيس الوزراء لن يُنسب إليه الفضل في حل القضية".
تفضيل جالانت
خلال اجتماع لمجلس وزراء دولة الاحتلال، أمس الأحد، زعم نتنياهو أن واشنطن تتباطأ في تقديم الأسلحة المطلوبة لاستكمال العمليات في قطاع غزة، أو التجهيز للمواجهة المحتملة مع حزب الله اللبناني.
وقال: "لقد ناشدنا أصدقاءنا الأمريكيين لأسابيع عديدة لتسريع الشحنات، لقد فعلنا ذلك مرارًا وتكرارًا، لقد فعلنا ذلك على المستويات العليا وعلى جميع المستويات".
وأضاف: "أريد أن أؤكد، لقد فعلنا ذلك في غرف خاصة. لقد حصلنا على جميع أنواع التفسيرات، لكننا لم نحصل على شيء واحد، الوضع الأساسي لم يتغير".
ولم يحدد نتنياهو بعد شحنات الأسلحة التي يُزعم أن الولايات المتحدة احتجزتها.
وردًا على أحدث ادعاء لرئيس الوزراء الإسرائيلي، اكتفى البيت الأبيض بالقول إنه يتطلع إلى استضافة جالانت في وقت لاحق من هذا الأسبوع. حيث عبر البيت الأبيض عن إحباطه العميق إزاء انتقادات نتنياهو.
وقال مسؤول في البيت الأبيض: "لقد أوضحنا موقفنا بشأن هذا الأمر، مرارًا وتكرارًا، ولن نستمر في الرد على التصريحات السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي. نتطلع إلى إجراء مشاورات بناءة مع وزير الدفاع جالانت في واشنطن هذا الأسبوع".
ومن المقرر أن يلتقي جالانت مع كبار المسؤولين الأمريكيين هذا الأسبوع، وقد وصل إلى واشنطن في وقت سابق من يوم الأحد.
كما أشار المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، للصحفيين، الأسبوع الماضي، إلى أن هجوم نتنياهو "محير على أقل تقدير، ومخيب للآمال بالتأكيد، خاصة أن أي دولة أخرى لا تبذل المزيد لمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديد الذي تشكله حماس".
وقال كيربي: "إن فكرة أننا توقفنا بطريقة ما عن مساعدة إسرائيل في احتياجاتها للدفاع عن النفس ليست دقيقة على الإطلاق"، ووصف الادعاء بأنه "مزعج ومخيب للآمال بالنسبة لنا بقدر ما كان غير صحيح".