لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية بمنأى عن حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة طيلة ما يربو على 9 أشهر، قضت خلالها على البشر والحجر.
إسرائيل وأمريكا
وفي تحليل نشره موقع "فير أوبزرفر" الأمريكي، ذكر أن إن إسرائيل والولايات المتحدة ترتكبان المذبحة في غزة لتحقيق مكاسب سياسية، وأنها في الواقع (الولايات المتحدة) شجّعت إسرائيل على ضم فلسطين بشكل تدريجي بحكم الأمر الواقع وتدميرها منذ نكبة عام 1948 أو حرب فلسطين.
ودعا التقرير الأمم المتحدة والدول المحايدة أن تسارع إلى إنهاء المذبحة في غزة واحتلال فلسطين من خلال قرار "الاتحاد من أجل السلام" وغير ذلك من التدابير المستقلة عن تلاعب الولايات المتحدة أو سيطرتها.
موافقة غائبة
واستجابت الحركة الفلسطينية "حماس" للاقتراح الأمريكي بوقف المجزرة الإسرائيلية في غزة وتعاملت بإيجابية مع المقترح الأخير وكل المقترحات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن على النقيض من ذلك، وبينما يواصل وزير الخارجية الأمريكي "بلينكن" الحديث عن موافقة "إسرائيل" على الاقتراح الأخير، لم نسمع أي مسؤول إسرائيلي يعرب عن موافقته"، وفق التقرير الأمريكي.
وقال رئيس الوزراء السابق لحزب العمل الإسرائيلي إيهود باراك لراديو إسرائيل في 3 يونيو: "كيف تعتقد أن رد فعل السنوار عندما يميل إلى الموافقة وأنه يعلم أنه لا يزال يتعين على إسرائيل قتله بعد ذلك فهل ستعيد جميع المحتجزين؟".
أمريكا تديم الحرب
"الخلاف الأساسي الذي لا يمكن أن يخفيه دخان ومرايا الرئيس الأمريكي جو بايدن والوزير بلينكن هو أن حماس، مثل كل فلسطيني، تريد نهاية حقيقية للإبادة الجماعية، في حين أن الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية لا تريدان ذلك"، وفق التقرير الأمريكي.
ورأى أنه يمكن لبايدن أو نتنياهو إنهاء المجزرة بسرعة كبيرة إذا أرادا ذلك، فنتنياهو يمكنه وقف الحرب من خلال الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار، كما يمكن لـ"بايدن" ذلك من خلال إنهاء أو تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل، مشيرًا إلى أنه لم يكن بوسع إسرائيل أن تخوض هذه الحرب دون الدعم العسكري والدبلوماسي الأمريكي.
دعم أمريكي متواصل
ولا تزال الولايات المتحدة ترسل الأسلحة إلى إسرائيل لمواصلة المجزرة في انتهاك لأمر وقف إطلاق النار الصادر عن محكمة العدل الدولية، كما دعا نواب من الكونجرس الأمريكي نتنياهو لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس الأمريكي في 24 يوليو في الوقت تراجع المحكمة الجنائية الدولية طلبًا لإصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والقتل.
ويبدو أن الولايات المتحدة عازمة على مشاركة إسرائيل في العزلة التي فرضتها على نفسها عن الأصوات المنادية بالسلام في مختلف أنحاء العالم، ويشمل ذلك أغلبية كبيرة من الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
الفيتو لحماية إسرائيل
لكن ربما يكون هذا مناسبًا، حيث تتحمل الولايات المتحدة قدرًا كبيرًا من المسؤولية عن تلك العزلة، ومن خلال عقود من الدعم غير المشروط لإسرائيل، وباستخدام حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عشرات المرات لحماية إسرائيل من المساءلة الدولية، تمكنت الولايات المتحدة من تمكين الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من ملاحقة سياسات إجرامية صارخة والتغاضي عن الغضب العالمي المتزايد.