الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جبهة شعبية جديدة.. اليسار الفرنسي يتوحد في مواجهة اليمين المتطرف

  • مشاركة :
post-title
قوى اليسار الفرنسية تتوحد فى مواجهة اليمين المتطرف

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

وضع الاشتراكيون والخضر والشيوعيون في فرنسا، خلافاتهم جانبًا، وتوحدوا سويًا لتشكيل "جبهة شعبية جديدة" في مواجهة اليمين المتطرف في البلاد، لمنعهم من الفوز بالانتخابات المقرر إجراؤها نهاية الشهر الجاري، وقيادة الحكومة المقبلة.

وتضم الجبهة الشعبية الجديدة في فرنسا: الحزب الاشتراكي، وحزب علماء البيئة "أوروبا البيئية-الخضر"، وحزب فرنسا الأبية، والحزب الشيوعي الفرنسي.

وتختلف أحزاب وجماعات التحالف في كثير من الملفات المحلية والدولية، لكنها استطاعت صياغة هدف واحد، يكمن في مواجهة اليمين المتطرف، وإخماد شعلة حزب "التجمع الوطني" بزعامة مارين لوبان وجوردان بارديلا، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية. 

تاريخ الجبهة الشعبية

وتوحدت قوى اليسار الفرنسي (اشتراكيين وشيوعيين وراديكاليين) تاريخيًا لأول مرة عام 1936 تحت اسم "الجبهة الشعبية"، ردًا على محاولات اليمين والفاشية حكم البلاد، وحظيت فرنسا لأول مرة في تاريخها بحكومة اشتراكية لكن حكمها لم يدم طويلًا، إذ انهارت خلال سنة مع استمرار الإضرابات العمالية ودخول البلاد في الحرب العالمية الثانية.

وللمرة الثانية في تاريخها، توحدت قوى اليسار الفرنسية، بعد خسارتها وانقسامها في نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي يوم 9 يونيو الجاري، التي فاز بها حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف.

وبعد إعلان النتائج الأولية، اجتمعت 7 أحزاب يسارية وأعلنت تأسيس تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" بعد 4 أيام من المفاوضات، وأعلنت القطيعة مع ما سمته "سياسة الليبرالية الجديدة والاستبداد السابقة".

وتجمعت هذه الأحزاب لمنع حزب "لوبان" من الفوز بالانتخابات التشريعية المبكرة التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد أن حل البرلمان إثر خسارة حزبه الانتخابات الأوروبية، بحسب الصحيفة البريطانية. 

وتخشى القوى السياسية في فرنسا من فوز اليمين المتطرف بهذه الانتخابات، ومن ثم قيادة الحكومة التي لم يحكمها منذ الحرب العالمية الثانية.

التجمع الوطني يتصدر السباق

وأظهر استطلاع رأي أُجريَّ في فرنسا، قبل أيام قليلة، أن "التجمع الوطني" يتصدر السباق الرئاسي، لكنه لن يحصل على الأغلبية المطلقة من المقاعد في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان).

وأشار الاستطلاع، الذي أجراه معهد دراسات الرأي العام الفرنسي، إلى أن 38% من المواطنين يؤيدون "التجمع الوطني". وفي حال الحصول على هذه النسبة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، سيكون بإمكان الحزب اليميني المتطرف الحصول على ما بين 200 و240 مقعدًا في الجمعية الوطنية. ويشمل هذا العدد ما بين 10 و20 نائبًا من الحزب الجمهوري، أعلنوا عن تأييدهم للتحالف مع "التجمع الوطني".

وحظي حزب "النهضة" الموالي للرئيس ماكرون والأحزاب المتحالفة معه بتأييد 22% ممن تم استطلاع آرائهم، وهذا يعني أن تحالف ماكرون سيحصل على ما بين 80 و110 مقاعد.

وقد يكون القوة الثانية في البرلمان، تحالف الأحزاب اليسارية "الجبهة الشعبية الجديدة"، الذي أيّدته نسبة 29% من المواطنين، وهو قد يحصل بالتالي على ما بين 180 و210 مقاعد.

ومن المرشحين الأوفر حظًا لتولي منصب رئيس الوزراء في الحكومة الفرنسية المستقبلية زعيم "التجمع الوطني" جوردان بارديلا ورئيس الوزراء الحالي جابرييل أتال، حليف ماكرون.

وكان ماكرون أعلن حل الجمعية الوطنية في فرنسا، بعد هزيمة حزبه في انتخابات البرلمان الأوروبي، التي تصدرها في فرنسا "التجمع الوطني" بحصوله على أكثر من 31% من الأصوات، فيما حصل حزب "النهضة" الموالي لماكرون على 14.6% من الأصوات.

ومن المقرر أن تجري الانتخابات التشريعية المبكرة، الأحد المقبل 30 يونيو الجاري.