على بعد حوالي 7 كيلومترات من الحدود مع لبنان، التي يمكن رؤيتها من موقف سيارات مركز الجليل الطبي في مدينة نهاريا شمالي إسرائيل، يؤسس أطباؤه وحدات للعلاج تحت الأرض، تحسبًا لتصاعد الاشتباكات مع حزب الله، إذ ستكون منشأتهم على خط المواجهة.
السيناريو الأسوأ
ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، يخيم التوتر على المستوطنة الريفية الواقعة على الحدود الشمالية لإسرائيل إثر الاشتباكات مع حزب الله، وتحت مركز الجليل الطبي الذي يضم 800 سرير، يتم إجراء العلاج في مجمع تحت الأرض أسفل المستشفى.
وجرى بالفعل إنشاء منطقة من الأجنحة المزدحمة والوحدات الجراحية مكدسة بصناديق الإمدادات في ممرات قاتمة، وسيكون الجناح المجهز بشاشات المراقبة بمثابة المركز العصبي في حالة نشوب حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله، وهو احتمال يلوح في الأفق بشكل أكبر وسط تصاعد الأعمال العدائية وتبادل إطلاق النار عبر الحدود.
ويتولى مسؤولية الاستعدادات الطارئة تسفي شيليج، طبيب العيون الذي أصيبت وحدته بصاروخ خلال حرب عام 2006، والذي أشار إلى أنهم تدربوا على السيناريو الأسوأ الذي يتضمن هجمات صاروخية مستمرة يتوقع أن تسفر عن نحو 200 ضحية، والتي من شأنها أن تجعل هذا المستشفى مركزًا لفرز المرضى.
وذكر أن استعداداتهم تعكس أزمة ظلت تتراكم منذ فترة طويلة، مضيفًا: "لقد بدأنا الاستعداد لهذا منذ عامين ونصف العام، والتقينا قادة الجبهة الشمالية والداخلية حيث وصفوا لنا الصواريخ التي حصل عليها حزب الله".
وتصاعد التوتر بين جيش الاحتلال وحزب الله بشكل أكبر وسط تقارير تفيد بأن مسؤولين أمريكيين حذروا إسرائيل من شن هجوم ضد حزب الله.
مغادرة إسرائيل
وأدى سقوط طائرات حزب الله المسيرة وصواريخها إلى إشعال حرائق واسعة النطاق في جميع أنحاء المناطق الجبلية، ومع استمرار الحرب في الشمال، أصبح الوضع أكثر خطورة من الناحية السياسية بالنسبة لحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يتركز اهتمامه بشكل أكثر على الحرب على غزة.
وقال أندريه سويدان الذي يدير عمله منذ 30 عامًا في حيفا إن "بعض زبائنه القدامى يختارون مغادرة إسرائيل مع عائلاتهم"، مضيفًا أن "العديد من الأشخاص يختارون الفرار وهو قرار صعب ولكنه أمر طبيعي حين تشعر أن القصف يقترب".
وأشار "سويدان"، إلى أنه بقي في حيفا خلال الحرب الأخيرة مع حزب الله وهو الآن أقل تفاؤلًا، مضيفًا: "أشك في أنني سأتمكن من تجاهل ذلك هذه المرة، إذ أصبح الأمر أكثر عنفا عن أي وقت مضى".
وأكد أن ثمانية أشهر من الحرب أدت إلى إرهاق الناس، مشيرًا إلى أنهم لا يستطيعون التعامل مع المزيد من التوتر.