الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الطريق إلى الدمار.. العالم يرفع فاتورة الإنفاق النووية لـ91 مليار دولار

  • مشاركة :
post-title
إطلاق رؤوس باليستية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في وقت يلوح فيه شبح الحرب النووية في الأفق، بسبب التهديدات المتبادلة بين موسكو والغرب على خلفية الصراع الروسي الأوكراني، كشفت أرقام صادمة عن ارتفاع حاد في الإنفاق العالمي على ترسانات الدمار الشامل، فبينما تخوض دول العالم معركة شرسة ضد تغير المناخ والفقر والأوبئة، تُنفق مليارات الدولارات على أسلحة يمكن أن تقضي على الحياة على كوكب الأرض.

91 مليار دولار حصيلة الإنفاق على الأسلحة النووية

كشفت الحملة الدولية لحظر الأسلحة النووية (إيكان) أن الإنفاق العالمي على الأسلحة النووية ارتفع بنسبة 13% ليصل إلى رقم قياسي بلغ 91.4 مليار دولار خلال عام 2023، بحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية.

وبلغت الزيادة في الإنفاق 10.7 مليار دولار مقارنة بالعام السابق، مدفوعة بشكل رئيسي بارتفاع حاد في ميزانيات الدفاع في الولايات المتحدة، في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي الأوسع نطاقًا الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية والصراعات والتوترات الأخرى في العالم.

أكبر إنفاق على الأسلحة النووية

أضافت الصحفية البريطانية أن جميع الدول التسع المسلحة نوويًا تنفق المزيد، مع اعتبار الصين ثاني أكبر حصيلة إنفاق بميزانية بلغت 11.9 مليار دولار، على الرغم من أن إجمالي ما تنفقه بكين يقل كثيرًا عن 51.5 مليار دولار التي تُنسب للولايات المتحدة.

وتأتي روسيا في المرتبة الثالثة من حيث الإنفاق بمبلغ 8.3 مليار دولار، تليها المملكة المتحدة (8.1 مليار دولار) وفرنسا (6.1 مليار دولار).

انتقادات لاذعة للإنفاق على الترسانات النووية

انتقدت سوزي سنايدر، إحدى مؤلفات البحث الذي أجرته "إيكان"، بشدة هذا التصعيد الخطير، محذرة من أن الدول النووية "في طريقها لإنفاق 100 مليار دولار سنويًا على الأسلحة النووية".

وأشارت "سنايدر" إلى أن هذه الأموال الضخمة يمكن استخدامها بشكل أفضل في برامج حماية البيئة والتنمية الاجتماعية، قائلة: "كان يمكن استخدام هذه المليارات لمكافحة تغير المناخ وإنقاذ الحيوانات والنباتات التي تدعم الحياة على كوكب الأرض من الانقراض، ناهيك عن تحسين خدمات الصحة والتعليم في جميع أنحاء العالم".

تصاعد كبير في الإنفاق على مدى 5 سنوات

أضافت الصحفية أنه على مدى السنوات الخمس الماضية، منذ أن بدأت "إيكان" أبحاثها تضاعف الإنفاق على الأسلحة النووية بنسبة 34%، أو 23.2 مليار دولار.

وارتفع إنفاق الولايات المتحدة بنسبة 45% خلال تلك الفترة، وبنسبة 43% في المملكة المتحدة، ومن المتوقع أن يتجاوز الإنفاق 100 مليار دولار في عام 2024 إذا استمرت الاتجاهات الحالية.

بوتين يُلوح بالترسانة النووية الروسية

لاحظت "الجارديان" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار مرارًا وتكرارًا إلى ترسانة بلاده النووية لتحذير الغرب من التدخل العسكري المباشر في أوكرانيا، منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، فبراير 2022.

وبدأت روسيا سلسلة من التدريبات العسكرية، مايو الماضي، لمحاكاة استخدام الأسلحة النووية التكتيكية بالقرب من الحدود الأوكرانية.

ارتفاع في عدد الرؤوس النووية

أشارت بيانات أخرى جمعها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إلى أن عدد الرؤوس النووية النشطة ارتفع أيضًا ليصل 9585، مدفوعًا بشكل رئيسي بزيادة الصين لترسانتها إلى 500 رأس نووي من 410.

وتظل الدولتان النوويتان الكبريان، كما كانا منذ الخمسينيات، هما الولايات المتحدة وروسيا اللتان تمتلكان نحو 90% من جميع الرؤوس النووية.

روسيا تزيد ترسانتها النووية رغم التصريحات المشتركة

أفادت الصحيفة بأن روسيا، التي تمتلك 4380 رأسًا نوويًا منتشرة أو مخزنة مقارنة بـ3708 للولايات المتحدة، زادت عدد الرؤوس التي نشرتها مع القوات العاملة بنحو 36 رأسًا مقارنة بيناير 2023، وفقًا لباحثي سيبري.

غير أنهم أضافوا أنه لا توجد أدلة قاطعة على أن موسكو نشرت أيًا من صواريخها النووية في بيلاروسيا على الرغم من التصريحات العلنية لبوتين والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

وفي المقابل، ذكرت الصحفية أن ترسانة بريطانيا النووية لم تتغير ولا تزال عند 225 رأسًا نوويًا (كما هو الحال بالنسبة لفرنسا عند 290)، لكن المملكة المتحدة قالت قبل ثلاث سنوات إنها ستزيد الحد الأقصى لعدد الرؤوس التي كانت على استعداد لتخزينها إلى 260 رأسًا لصواريخ ترايدنت، لمواجهة التهديدات المتصورة من روسيا والصين.

انتقادات لدور الترسانات النووية في العلاقات الدولية

واختتمت الصحفية تقريرها بتصريح لويلفريد وان، مدير برنامج أسلحة الدمار الشامل في سيبري، الذي قال "لم نشهد الأسلحة النووية تلعب دورًا بارزًا في العلاقات الدولية كهذا منذ الحرب الباردة".

وقارن "وان" أعداد الرؤوس النووية المنتشرة مع بيان مشترك وقعته الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين وروسيا، عام 2022، إذ أعلنت الدول الخمس أنه "لا يمكن الفوز بحرب نووية ولا ينبغي أن تندلع أبدًا".