الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لأول مرة.. حزب "الإصلاح" البريطاني يتفوق على "المحافظين" في استطلاع جديد

  • مشاركة :
post-title
نايجل فاراج زعيم حزب "الإصلاح" البريطاني ورئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

للمرة الأولى في استطلاع وطني للرأي، تفوق حزب "الإصلاح" البريطاني، بزعامة نايجل فاراج على حزب "المحافظين" الذي يقوده رئيس الوزراء ريشي سوناك، بينما حصد الأخير المركز الثالث في الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "يوجوف" للاستطلاعات، بفارق نقطة واحدة.

وحصل المحافظون على 18%، مقابل 19% حصل عليها حزب فاراج، حيث تأتي هذه النتائج "بمثابة ضربة قوية لريشي سوناك بعد حملة انتخابية كارثية، وتخاطر بإثارة الذعر بين العديد من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين"، كما ذكرت صحيفة "الإندبندنت".

وبينما تم نشر نتائج الاستطلاع قبل دقائق من الموعد المقرر لمشاركة فاراج في مناظرة على قناة ITV، مع الوزيرة في حكومة المحافظين بيني موردونت، من بين آخرين. خرج السياسي الذي أسهم بدور قيادي في الدفاع عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع بدء المواجهة التلفزيونية، ليقول لملايين المشاهدين: "نحن الآن نعارض حزب العمال".

ومع استمرار المناظرة التي استمرت 90 دقيقة، لاحق فاراج الوزيرة المحافظة في حكومة سوناك بلا رحمة بشأن الهجرة، وأشار إلى أن حزبها فشل في الوفاء بكلمته بشأن خفض أرقام المهاجرين منذ عام 2010؛ وسألها بشكل مباشر: "لماذا يجب على الناخبين أن يصدقوا وعودك الآن؟"

وفي نهاية المناظرة، قال فاراج للوزيرة موردونت: "التصويت لك هو في الواقع تصويت لحزب العمال".

إذلال المحافظين

تلفت "الإندبندنت" إلى أن تقدم التيار الذي يقوده فاراج بين الناخبين يثير الفزع بين أعضاء البرلمان من حزب المحافظين "الذين يرون أغلبيتهم تختفي، بينما يدير ناخبوهم ظهورهم لريشي سوناك، ويتحولون إلى الإصلاح".

وتشير الصحيفة إلى أنه "إذا تمكن حزب الإصلاح من تحقيق تقدم بخمس نقاط أو أكثر، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار أقدم حزب سياسي في العالم ومواجهته الهزيمة".

وحتى الآن، لا يزال حزب "العمال" في المقدمة بحصوله على 37 مقعدًا وفقًا لـ "يوجوف"، في حين تراجع حزب الديمقراطيين الليبراليين بنقطة واحدة إلى 14%، وفقا للمسح الذي أجرته صحيفة "التايمز".

وفي وقت سابق، أشار فاراج إلى أن حزب المحافظين "ربما يكون ميتًا، وقد تكون هذه نهاية رحلتهم"؛ موضحًا أن قدوته السياسية هو الكندي ستيفن هاربر، الذي نظم عملية اندماج بين قادة الإصلاح ومنافسيهم المحافظين لتوحيد اليمين.

مع هذا، وبسبب نظام الأغلبية، لا يزال من غير المرجح أن يحصل حزب فاراج على أكثر من حفنة من المقاعد في وستمنستر. لكن التفوق على حزب المحافظين في استطلاع للرأي سيُنظر إليه على أنه ضربة رمزية كبيرة لحزب ريشي سوناك.

ويخشى العديد من أعضاء البرلمان من المحافظين أن يدق الإصلاح المسمار الأخير في نعشهم، ليس عن طريق الفوز بمقاعدهم، بل عن طريق الحصول على ما يكفي من الأصوات لتسليمها إلى حزب العمال أو الديمقراطيين الليبراليين.

أخطاء سوناك

في الوقت الحالي، يثير رئيس الوزراء البريطاني سوناك غضب نوابه لأنه ترأس ما اعتبروه "حملة انتخابية كارثية".

وفي عطلة نهاية الأسبوع الماضي في المملكة المتحدة، اتُهم رئيس الوزراء المحافظ بـ "الاختباء"، بعد أن أُجبر على تقديم اعتذار، لتركه احتفالات ذكرى إنزال قوات الحلفاء الـ 80 في نورماندي، والسفر في وقت مبكر للمشاركة في مقابلة تلفزيونية.

ويخشى مسؤولو حملة حزب المحافظين من أن يصب هذا "الخطأ السياسي والدبلوماسي" في مصلحة فاراج، والذي بنى مسيرته على الدعوة إلى تبني القومية التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية.

وفي المقابل، حضر زعيم حزب العمال، السير كير ستارمر، مراسم إحياء ذكرى الإنزال، واستغل لقاءه مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لطمأنته بأن حزب العمال "لن يغير الدعم البريطاني لأوكرانيا حال وصوله إلى الحكومة".

ولم يتلق خطأ سوناك تعاطفًا حتى من قبل وزراء حكومته، والذي قال بعضهم إن قرار رئيس الوزراء "أدى إلى تفاقم قلقهم بشأن كفاءته"، كما ذكرت "بلومبرج".

وقال أحد الوزراء، الذي كان موالياً سابقاً لسوناك، إنهم نادمون الآن على عدم اختيار زعيم بديل له.

كما تعرض سوناك للسخرية أيضًا من قبل فاراج، بعد أن استخدمت مرشحة من حزب المحافظين صورا له على منشوراتها، ثم لصق شعار "بريكست" على منشورات السيدة المحافظة اليمينية أندريا جينكينز.

تقول الإندبندنت: "في هذه الأثناء، لا يمكن رؤية سوناك في أي مكان، ولا توجد إشارة إلى حزب المحافظين".