الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"خطة السلام" في غزة.. دعم دولي واسع لمقترح بايدن ونتنياهو يناور

  • مشاركة :
post-title
دعم واسع لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بينما تحشد الولايات المتحدة لمقترح السلام في غزة، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الجمعة الماضي، يناور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ لأجل مواصلة العدوان على القطاع الفلسطيني المُحاصر، وعدم إغضاب حلفائه المتطرفين في حكومة الاحتلال.

وأعلن بايدن مقترحًا إسرائيليًا من 3 مراحل لإنهاء الحرب في غزة، داعيًا جميع الأطراف إلى عدم تفويت فرصة التوصل لصفقة تُنهي العدوان المستمر منذ أكثر من 8 أشهر.

وقال الرئيس الأمريكي في خطاب أدلى به في البيت الأبيض، ليلة السبت، بشأن الوضع في الشرق الأوسط، إن إسرائيل قدمت مُقترحًا لوقف مستدام لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين من 3 مراحل.

ويتضمن المقترح الإسرائيلي الذي طرحه بايدن 3 مراحل، تشمل المرحلة الأولى هدنة تستمر 6 أسابيع، تنسحب قوات الاحتلال فيها من المراكز السكانية بغزة، ويجري تبادل المحتجزين بمن فيهم كبار السن والنساء بمئات من الأسرى الفلسطينيين، إذ أكد الرئيس الأمريكي أن المدنيين الفلسطينيين سيعودون إلى القطاع، بما في ذلك إلى شمال غزة، وسيتم إدخال 600 شاحنة مساعدات إنسانية إلى القطاع يوميًا.

وفي المرحلة الثانية، ستتفاوض حماس وإسرائيل على شروط وقف دائم للأعمال القتالية، مع توقف القتال طوال فترة التفاوض. أما المرحلة الثالثة فتتضمن خطة إعادة إعمار كبرى لغزة، وإعادة ما تبقى من رفات المحتجزين الذين قتلوا إلى عائلاتهم.

وفي حين أوضحت حماس خلال بيان، أنها تنظر بإيجابية إلى المقترح المعلن من جانب الرئيس الأمريكي، أصدر نتنياهو بيانًا أكد أن شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير، وعاد للحديث عن تدمير حركة حماس، وإطلاق سراح المحتجزين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا لإسرائيل.

وقال نتنياهو، في جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي، أمس الاثنين "إنه لم يوافق على إنهاء الحرب كجزء من الصفقة التي كشف عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن"، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.

وأضاف "نتنياهو"، "ستتوقف الحرب لغرض إعادة المحتجزين، ومن ثم سنواصل النقاش، وهناك تفاصيل أخرى لم يعرضها الرئيس الأمريكي للجمهور"، مضيفًا "ستدخل إسرائيل وحماس بعد 16 يومًا في مفاوضات لمناقشة استمرار شروط الصفقة".

وقال مسؤول سياسي إسرائيلي، "إنه في جلسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، أكد نتنياهو أن إسرائيل لا تلتزم بإنهاء الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها، وأن شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير، وهي تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وإطلاق سراح جميع المحتجزين؛ للتأكد من أن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدًا لإسرائيل"، وفق "يديعوت أحرنوت".

وأضاف المسؤول "كما قرر مجلس الحرب، فإن الخطوط العريضة تسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بالحق في استئناف القتال في أي وقت، طالما أن لدى إسرائيل انطباعًا بأن المفاوضات غير مجدية ولا تؤدي إلا إلى كسب الوقت".

وفي الولايات المتحدة، أعربوا في الأيام الأخيرة عن مخاوفهم من أنه حتى لو كان اقتراحًا إسرائيليًا، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيواجه صعوبة في قبول صفقة بايدن، بسبب تهديدات الوزيرين المتطرفين في حكومة الاحتلال، إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، بالانفصال عن التحالف، وفق الصحيفة الإسرائيلية.

وتأتى المراوغة الإسرائيلية في حين تحشد واشنطن لمقترح بايدن، إذ قالت الولايات المتحدة، أمس الاثنين، إنها تريد من مجلس الأمن الدولي أن يتبنى مشروع قرار يدعم اقتراح بايدن لإنهاء القتال بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، بحسب "رويترز".

ووُزعت مسودة نص من صفحة واحدة على المجلس المؤلف من 15 عضوًا. ويحتاج إقرار المشروع تأييد تسعة أصوات على الأقل، وعدم استخدام أي من الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو الصين أو روسيا حق النقض.

ويدعو مشروع القرار حماس إلى قبول الاتفاق و"التنفيذ الكامل لبنوده دون إبطاء أو شروط". كما "يشدد على أهمية التزام الأطراف بشروط الاتفاق بمجرد الاتفاق عليه بهدف التوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية".

وحظيت الخطة الأمريكية للسلام في غزة بدعم زعماء مجموعة السبع، الذين قالوا إنهم "يؤيدون تمامًا وسيدعمون" وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، داعين حركة حماس إلى قبوله.

وذكر بيان أصدرته مجموعة السبع، أمس الاثنين، أن الاتفاق "سيقود إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، وزيادة كبيرة ومُستدامة في المساعدات الإنسانية لجميع أنحاء غزة، ونهاية دائمة للأزمة، مع ضمان مصالح إسرائيل الأمنية وسلامة المدنيين في غزة"، وفقًا لما ذكرته "رويترز".

وعقد وزراء خارجية جمهورية مصر العربية، ودولة قطر، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، أمس الاثنين، اجتماعًا افتراضيًا، ناقشوا خلاله تطورات جهود الوساطة التي تقوم بها جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية؛ للتوصل لصفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وإدخال المساعدات بشكل كافٍ إلى قطاع غزة. وأكد وزراء خارجية الأردن والإمارات والسعودية دعمهم لهذه الجهود.

وقد بحث الوزراء، المقترح الذي قدمه الرئيس الأمريكي، جو بايدن؛ لتحقيق ذلك في الثاني من شهر يونيو الجاري. كما شدد وزراء خارجية مصر، وقطر، والأردن، والسعودية، والإمارات على أهمية التعامل بجدية وإيجابية مع مقترح الرئيس الأمريكي؛ بهدف الاتفاق على صفقة تضمن التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وإيصال المساعدات بشكل كافٍ إلى جميع أنحاء قطاع غزة، وبما ينهي معاناة أهل القطاع.

وأكد الوزراء ضرورة وقف العدوان على غزة، وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسببها، وعودة النازحين إلى مناطقهم، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل من القطاع، وإطلاق عملية إعادة إعمار في إطار خطة شاملة لتنفيذ حل الدولتين، وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وبتواقيت محددة وضمانات ملزمة.