الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صفقة التبادل أم بقاء الحكومة؟.. نتنياهو يواجه "السؤال الصعب"

  • مشاركة :
post-title
بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

وصف بعض منتقدي رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأنه "يحمل شخصيتين منه"، الأولى تتصرف بشكل عملي في حكومة الحرب المصغرة التي شكلها مع بعض منافسيه الوسطيين، والثانية "رهينة" لدى أعضاء الحكومة من اليمين المُتطرف في الائتلاف الحاكم، حسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية".

نسختان لنتنياهو

وأضافت الصحيفة أن "النسخة الأولى البراجماتية شكلت حكومة الحرب لكسب شرعية أمام العامة والنسخة الثانية، تواجه مشكلة من اليمين المُتطرف الذي يضمن بقاء نتنياهو السياسي ويُعارض أي تنازل أمام حماس".

ولعدة أشهر، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تقديم جدول زمني لإنهاء الحرب ضد حماس في غزة، وهو موقف يعتبره منتقدوه تكتيكًا سياسيًا، لكن تم وضعه في موقف محرج؛ بسبب إعلان الرئيس بايدن الذي حدد اقتراحًا لوقف إطلاق النار.

خيار صارخ

ولطالما نجح نتنياهو، في التوفيق بين المصالح الشخصية والسياسية والوطنية المتنافسة، ويبدو الآن أنه يواجه خيارًا صارخًا بين بقاء حكومته المتشددة وإعادة المحتجزين في غزة، بينما يضع نفسه وإسرائيل على مسارٍ جديدٍ بعيدًا عن العزلة الدولية المتنامية.

والجمعة، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن "مقترح إسرائيلي" من 3 مراحل لإنهاء الحرب في غزة، داعيًا جميع الأطراف إلى عدم تفويت فرصة التوصل لصفقة تنهي النزاع المستمر منذ أكثر من 8 أشهر.

وقال في خطاب أدلى به في البيت الأبيض، بشأن الوضع في الشرق الأوسط، إن إسرائيل "قدمت مقترحًا لوقف مُستدام لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين من 3 مراحل"، وقد تم إرساله إلى حماس.

وأكد المسؤولون الإسرائيليون أن الشروط تتطابق مع اقتراح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حكومة الحرب الإسرائيلية، ولكن لم يتم تقديمه بعد إلى الجمهور الإسرائيلي، وفق "نيويورك تايمز".

جو بايدن
وقت عصيب

ويقول المحللون: "إن الوقت الآن هو وقت عصيب بالنسبة لنتنياهو"، وكتب بن كاسبيت، في صحيفة "معاريف" العبرية اليومية، "أن بايدن أخرج نتنياهو من خزانة الغموض وقدم اقتراح نتنياهو بنفسه، ثم سأل سؤالًا بسيطًا: هل يؤيد بيبي اقتراح نتنياهو؟ نعم أو لا".

وتعهد زعيما حزبين يمينيين متطرفين في الائتلاف، هما بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، وإيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي، بإسقاط حكومة نتنياهو إذا وافق على الصفقة الموضحة بواسطة بايدن قبل تدمير حماس بالكامل، وقال بعض الأعضاء المتشددين في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، إنهم سينضمون إليهم.

اليمين المتطرف أولًا

وبناءً على تجارب سابقة، شكك محللون إسرائيليون في استعداد نتنياهو للتخلي عن شركائه في الائتلاف اليميني المتشدد، حيث قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس، رؤوفين حزان، إن هذه الخطوة تتطلب "نتنياهو جديدًا".

وتابع: "كلما كان عليه الاختيار بين ما هو جيد للبلاد أو متعصبيه المتطرفين أو حتى حزبه، كان يفضّل دائمًا المتعصبين المتطرفين"، مضيفًا لنيويورك تايمز، أن نتنياهو "يعرف جيدًا كيف يقول عبارة (نعم، ولكن..) للأمريكيين، ثم ينتظر أن تقول حماس لا، ويبدأ في المماطلة إلى أبعد وقت ممكن".

وأشار "حزان" إلى أنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر، وجدولها المزدحم، يحتاج نتنياهو فقط إلى اعتماد سياسات البقاء، قبل أن تبدأ الإدارة الحالية التركيز على الانتخابات.

وسأل: "هل نتنياهو مستعد للتحول 180 درجة والقيام بما هو جيد للبلاد؟"، وأضاف: "خطاب الرئيس بايدن لا يعني أن لدينا نتنياهو جديدًا".

3 مراحل للاتفاق

ويتضمن المقترح "الإسرائيلي" الذي طرحه بايدن 3 مراحل، ويختلف عن المقترحات السابقة إذ ينص على استمرار وقف إطلاق النار مع تقدم الأطراف في كل المراحل الثلاث، وفق "رويترز".

وبموجب الخطة، سيتم إطلاق سراح مجموعات من المحتجزين مقابل مئات السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وسيتحول وقف إطلاق النار المؤقت إلى وقف دائم، وسيتم إطلاق جهد مدعوم دوليًا لإعادة بناء غزة.

وتم إطلاق سراح أكثر من 100 محتجز بموجب اتفاق محدود في نوفمبر الماضي. ولا يزال ما يقدر بنحو 125 شخصًا محتجزين لدى حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية، رغم أنه يعتقد أن العشرات قد لقوا حتفهم.