الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أرواح شريرة وزومبي.. القضاء الأمريكي يسدل الستار على قضية "يوم القيامة" المرعبة

  • مشاركة :
post-title
المتهمة وأولادها ومكان دفنهما

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

أسدل القضاء الأمريكي الستار على إحدى أشهر القضايا التي هزت الرأي العام في الولايات المتحدة، والتي عرفت باسم قضية "يوم القيامة"، وذلك نظرًا لبشاعة الأحداث التي كُشف عنها خلال التحقيقات، والتي ارتبطت بالمعتقدات الدينية، وكانت نتيجتها قتل طفلين وسيدة، بحجة تخليصهم من الأرواح الشريرة، التي وفقًا للمتهمين حولتهم إلى " زومبي".

قرار هيئة المحلفين النهائي، كان الحكم بالإعدام على تشاد ديبل في ولاية أيداهو، بعد إدانته بقتل زوجته الأولى واثنين من أطفال زوجته الثانية لوري فالو ديبل، وهي المتهمة الثانية في القضية الشهيرة، حيث كان حُكم -وفقًا لصحيفة "يو إس تو داي" الأمريكية- عليها بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط، بتهمة القتل من الدرجة الأولى والتآمر في وفاة كلا الطفلين، والتآمر لارتكاب جريمة قتل طليقة زوجها المدان، و10 سنوات إضافية بتهمة السرقة الكبرى.

جي جي وشقيقته تايلي
الاختفاء المُريب

بدأت أحداث قضية يوم القيامة الشهيرة، والتي حوت تفاصيل مرعبة، في نوفمبر 2019 عندما أبلغ جد كلا الطفلين باختفاء الضحيتين تايلي رايان 16 عامًا، وجوشوا 7 سنوات والمعروف باسم "جي جي"، شرطة ريكسبورج في ولاية أيداهو، وهو الأمر الذي دفع الضباط لإجراء فحص الرعاية الاجتماعية لمعرفة من المسؤول عن رعاية الأطفال.

بعد ذلك، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، قامت الشرطة بتنفيذ أوامر تفتيش في المجمع السكني الذي تعيش فيه المتهمة فالو دابيل وزوجها المتهم، إلا أن السُلطات لم تعثر على شيء، ولكن الغريب في الأمر كما كشفت التحقيقات هو عدم اهتمام الزوجين بمعرفة مكان الأطفال أو حتى محاولة البحث عنهما.

المتهمة وزوجها المتهم
معتقدات غامضة

خلال عمليات البحث تحدثت الشرطة الأمريكية في الولاية مع أصدقاء المتهمة والدة الطفلين المختفيين، حيث كشفت التحريات عن أن فالو لديها معتقدات دينية غامضة ومرعبة، تتمثل في أنها تعتقد أن الأرواح الشريرة يُمكن أن تحول الناس إلى زومبي من خلال الاستيلاء على أجسادهم، وكانت المفاجأة أنها أطلقت على طفلها "جي جي" وشقيقته "تيلي" اسم "زومبي".

مرت شهور دون العثور على خيوط حول مكان اختفاء الطفلين، ولكن الشكوك حول والدتهما دفعت الشرطة لإصدار مذكرة اعتقال صادرة من السُلطات القضائية في ولاية أيداهو، ضد المتهمة فالو بزعم أنها لم تتعاون مع أي جهود مبذولة يُمكن أن تقود للعثور على الطفلين، سواءً أحياء أو متوفيين.

مكان العثور على بقايا الطفلين
عظام واختناق

ومع توجيه بوصلة البحث إلى الزوج المتهم دابيل، كثفت الشرطة البحث في ممتلكاته بصورة كبيرة، حتى كانت الصدمة، ووفقًا للصحيفة الأمريكية، في يونيو 2020، تم العثور على بقايا بشرية مدفونة في ممتلكاته في الولاية، وكانت العظام ملفوفة بأشرطة لاصقة، وهو الأمر الذي قاد الطب الشرعي لاكتشاف المجرمين.

هنا تم القبض على المتهم الثاني، زوجها، ووجهت إليه تهمة إخفاء الأدلة، وبدأت المحكمة في إجراء جلسات للمتهمين ولكن بشكل منفصل، ولكن الشرطة عادت لإجراء التحريات حول أمر آخر، وهو زوجة المتهم، التي تدعى تامي ديبل، والتي عثر عليها ميتة في منزلها في الولاية في أكتوبر 2019.

تم استخراج الجثة مرة أخرى من أجل تشريحها، بعد أن اعتقدوا في البداية أنها ماتت بصورة طبيعية، وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية، بدأت السُلطات في التشكيك في ظروف وفاتها وارتباطها المحتمل بوفاة أطفال فالو ديبل، خاصة أن المتهم قام قبل وفاتها بشهر بزيادة مبلغ التغطية في بوليصة التأمين على الحياة في سبتمبر 2019.

المتهمان والضحايا
جرائم بشعة

كما أن المتهمين تزوجا بعد وفاة زوجته الأولى تامي بوقت قصير جدًا، وخلص تشريح الجثة إلى أنها توفيت بسبب الاختناق، وخلال المحاكمات قام المحققون باستعراض كل الأدلة التي تثبت إدانة المتهمين وارتباطهما بـ الجريمتين، وشهد الطبيب الشرعي أن تحليل الحمض النووي للشعرة التي تم العثور عليها ملتصقة بالشريط اللاصق الذي يلف جسد جي جي تطابق والدته.

وأكد المحققون أيضًا أن بقايا الطفلة تايلي قد تم حرقها وتعبئتها في دلو تم دفنه في مكان آخر بممتلكات السيد دايبل، بعيدًا عن مكان العثور على شقيقها "جي جي"، ولذلك وجهت لهما تهمة القتل العمد، وطلب المدعي العام في الولاية بحسب الصحيفة عقوبة الإعدام؛ بسبب العوامل "البشعة والشنيعة والقاسية بشكل خاص" في مقتل جوشوا وتيلي وتامي.

الأرواح الشريرة

وأرجع المحققون السبب وراء ارتكاب تلك الجرائم لما شهده الشهود والمقربون من الأسرة حول الاعتقادات الدينية لدى الزوجين بأن الأطفال أصبحوا زومبي، وكانا في مهمة دينية لتخليص العالم من الزومبي، حيث كانوا يعتقدون أن هناك أرواحًا شريرة تسكنهم، ولابد من التخلص منهم.

حُكم على والدة الأطفال، لوري فالو ديبل، بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط في الصيف الماضي، بتهمة القتل من الدرجة الأولى والتآمر في وفاة كلا الطفلين، والتآمر لارتكاب جريمة قتل تامي، بجانب 10 سنوات إضافية بتهمة السرقة الكبرى، وبحسب وسائل الإعلام لم تكن عقوبة الإعدام مطروحة على والدة الأطفال.

لقطة من الفيلم " يوم القيامة.. أمي"
الإعدام والأفلام

وفي جلسة المحاكمة الأخيرة أكدت هيئة المحلفين، أنها وافقت على الإعدام للمتهم تشاد ديبل، مشيرين إلى أنه أظهر تجاهلًا تامًا للحياة البشرية، وإطلاق سراحه أو سجنه سيشكل تهديدًا للمجتمع، كما حكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا بتهمة الاحتيال في التأمين، والغريب أن المتهم لم يبد أي انفعال خلال إلقاء الحكم عليه.

علق المدعي العام في المقاطعة ليندسي بليك، بحسب صحيفة "يو إس تو داي" بأنهم سعداء بالنتيجة، وأن العدالة قد تحققت للضحايا في هذه القضية الشهيرة التي هزت الرأي العام الأمريكي، حتى إن تلك الجرائم كانت موضوعًا لفيلم أمريكي بعنوان "أمي.. يوم القيامة: قصة لوري فالو"، وأيضًا تم عرض سلسلة وثائقية على منصة شهيرة بعنوان "خطايا أمنا".