الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد مقتل حارسين.. حادث "لا سانتيه" يكشف عوار منظومة السجون الفرنسية

  • مشاركة :
post-title
لافتة كتب عليها "السجن الميت" معلقة خارج سجن "لا سانتيه"

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت حادثة قتل حارسين برصاص المجرمين، في أثناء محاولة تهريب سجين من مافيا المخدرات، عن مدى تفشي ظاهرة العنف المرتبط بتجارة المخدرات في فرنسا، إذ أثارت هذه الحادثة البشعة موجة من الغضب والاستنكار الشعبي، مع تساؤلات حادة حول قدرة السلطات على احتواء هذه الظاهرة الخطيرة.

العنف المفرط

خارج سجن "لا سانتيه" في قلب باريس، كان الغضب يعتصر قلوب عشرات موظفي السجون المحتجين على مقتل زميليهم، إذ تعالت أصواتهم منددة بالعنف المفرط الذي صاحب عملية الخطف والفرار، وكُتب على إحدى اللافتات "السجون في حالة حداد"، بحسب صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.

وقال أحد الموظفين للصحيفة: "يمكنك إجراء عملية خطف دون قتل أحد، ببساطة توجه السلاح نحو الحارس وهدده بالقتل إذا لم يطلق سراح السجين، وبالتأكيد سيمتثل الحارس للأمر ولن يموت أحد".

ويضيف آخر: "تحدث عمليات خطف من حين لآخر، وكان من الممكن أن يكون أي منا في تلك الشاحنة، لكنهم لم يكن عليهم قتلهما بتلك الوحشية"، وكانت بشاعة الحادث وقسوتها هي ما أثارت استياء الرأي العام الفرنسي بشكل خاص.

لافتة كتب عليها "السجون في حداد"
فشل الإجراءات الأمنية

على الرغم من وعود الحكومة الفرنسية باستخدام كل الوسائل الممكنة لإلقاء القبض على المتهم الهارب وشركائه المتورطين في الحادثة، إلا أن موظفي السجون يبدون شكوكًا حول قدرة السلطات على مواجهة تصاعد مثل هذا العنف، وفق "لوفيجارو".

يقول أحد الحراس في "لا سانتيه": "كل شيء يميل لصالح المجرم، فعلى سبيل المثال، يجب إبلاغ السجين قبل 48 ساعة عن أي جلسة محاكمة، وبالتالي كان من السهل على المتهم الهارب إبلاغ شركائه خارج السجن بموعد نقله للمحاكمة في روان، فلم يكن عليهم سوى الانتظار".

ظاهرة "الدولة المخدرة"

أشارت الصحيفة إلى أن هذه الحادثة المأساوية تزامنت مع نشر تقرير من قبل مجلس الشيوخ الفرنسي حول انتشار جرائم المخدرات وتنامي ظاهرة العنف المصاحبة لها، وحذر التقرير من أن فرنسا "لم تصبح بعد دولة مخدرة بالكامل، لكن إشارات الخطر أصبحت بمثابة نواقيس إنذار".

ويقدر التقرير قيمة تجارة المخدرات في فرنسا بين 3 إلى6 مليارات يورو سنويًا.

الفساد داخل السجون

بالإضافة إلى ذلك، أشار أحد الحراس إلى انتشار الفساد داخل السجون، حيث يتم التغاضي عن تعاطي المخدرات من أجل الحفاظ على النظام، كما أعرب موظف عن نيته للتصويت لصالح اليمين المتطرف في الانتخابات القادمة بسبب خيبة أمله من السياسات الحالية.

تابع: "كل شيء موجه للحفاظ على النظام، جميع السجناء يدخنون الحشيش، ونحن نعلم ذلك، لكننا لا نفعل شيئًا لأنه إذا دخنوا، فسيظل الأمر هادئًا، وفي النهاية، فإن هذا يفسد النظام".

كما أشار أحد الموظفين ذوي الأصول الإفريقية والكاريبية إلى التحول السياسي الذي يشهدونه، قائلًا: "تربينا جميعًا في عالم اليسار السياسي، لكننا نتجه نحو اليمين الآن.. لا أستطيع التحدث نيابة عن الآخرين، لكنني سأصوت لصالح اليمين المتطرف (الرابطة القومية)".