الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لا مكان آمنًا.. مليون فلسطيني نزحوا من رفح خلال 3 أسابيع

  • مشاركة :
post-title
إحدى خيام النازحين الفلسطينيين – الأونروا

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن نحو مليون فلسطيني نزحوا من منطقة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بسبب ملاحقات الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت "الأونروا" في منشور على منصة "إكس": "لقد حدث هذا مع عدم وجود مكان أمن للذهاب إليه وسط القصف، ونقص الغذاء والماء، وأكوام النفايات، والظروف المعيشية غير المناسبة".

وأضافت: "يومًا بعد يوم، يصبح تقديم المساعدة والحماية شبه مستحيل".

ونزحت عشرات العائلات؛ بسبب قصف القوات الإسرائيلية مدارس الإيواء وعيادة تل السلطان والمستشفى الإندونيسي.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، أن أكثر من 36096 فلسطينيًا استشهدوا وأُصيب 81136 في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، بحسب "رويترز". وأضافت الوزارة في بيانٍ لها أن الاحتلال ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 46 شهيدًا و110 مصابين خلال الساعات الـ24 الماضية.

في الوقت نفسه، صعّد المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون، هجماتهم على شاحنات المساعدات التي تمر عبر الضفة الغربية المُحتلة؛ مما منع وصول الغذاء إلى غزة، بينما تحذر المنظمات الإنسانية من أن القطاع يغرق بشكل أعمق في المجاعة.

وجاء في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مجموعات من شباب المستوطنين تقوم بتتبع قوافل الإغاثة، وتقيم نقاط للتفتيش واستجواب السائقين. وفي بعض الحالات، قام بعضهم بنهب وإحراق الشاحنات وضرب السائقين الفلسطينيين؛ مما أدى إلى نقل اثنين على الأقل إلى المستشفى.

رعب يجب أن يتوقف

تأتي موجة النزوح فيما وسع جيش الاحتلال توغله في رفح الفلسطينية فجر الثلاثاء، ليصبح على بعد 3 كيلومترات من شاطئ البحر، ويقترب من عزل القطاع بشكل شبه كامل.

وتزامنًا مع توغله، استشهد 16 فلسطينيًا بقصف على رفح الفلسطينية، 7 منهم في استهداف جديد لخيام نازحين في حي تل السلطان شمال غرب المدينة، بعد استشهاد 45 آخرين مساء الأحد، بقصفه المنطقة ذاتها التي زعم الاحتلال أنها "آمنة" ويمكن النزوح إليها. وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

كما أعلنت مسؤولة الإعلام بالهلال الأحمر الفلسطيني، نيبال فرسخ، أمس الاثنين، أنّ عدد ضحايا عملية جيش الاحتلال في مخيمات النازحين بمنطقة البركسات غرب رفح الفلسطينية، ارتفع إلى نحو 40 شهيدًا وعشرات الجرحى.

وأضافت خلال حديثها لـ "القاهرة الإخبارية"، أنّ المشاهد مروعة مع عدم وجود مستشفيات والوضع صعب للغاية، مُشيرة إلى أنّ طواقم الهلال الأحمر تعاملت مع مجزرة رفح الفلسطينية في منطقة تؤوي آلاف النازحين.

وأفادت باستشهاد 40 فلسطينيًا على الأقل، وإصابة آخرين، جراء استهداف طائرات الاحتلال خيام النازحين في مخيم نزوح تم إنشاؤه حديثًا قرب مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وأدانت المنظمات الدولية الهجوم الإسرائيلي على مخيمات النازحين في رفح، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن الحادث يوضح أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، واصفًا الوضع في رفح بأنه "رعب يجب أن يتوقف".

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن الهجوم يشير إلى أنه "ليس هناك تغيير واضح في أساليب ووسائل الحرب التي تستخدمها إسرائيل، والتي أدت بالفعل إلى مقتل الكثير من المدنيين".

وطالب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، بإجراء تحقيق شامل وشفاف في هذه المجزرة، ومحاسبة المسؤولين عن أي مخالفات، واتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين بشكل أفضل. وقال: "أشعر بقلق بالغ إزاء مقتل العديد من النساء والأطفال في منطقة لجأ إليها الناس"، مجددًا الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأكد الاتحاد الأوروبي على ضرورة أن تمتثل إسرائيل للحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي، بوقف الغارات على رفح الفلسطينية.