الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"جحيم على الأرض".. روايات مُفزعة لشهود على مجزرة مخيم النازحين برفح الفلسطينية

  • مشاركة :
post-title
قصف جيش الاحتلال لمدينة رفح الفلسطينية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في ظلال الدمار والأسى المُخيّم على أرض غزة، تتكشف مأساة إنسانية جديدة تنزف جراحها على مرأى من العالم، وتتوالى الأخبار بتساقط الأرواح وتعالي صرخات الأمهات والأطفال، في مشهد يعيد تعريف الألم والمعاناة مجسدًا في غزة التي يعمّها دمار في جميع أرجائها وقصف لا يفرق بين مدني ومقاتل.

ووسط أحداث غزة المأساوية، جدّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، مجازره بقتل ما لا يقل عن 50 شخصًا وإصابة العشرات، بعد غارة جوية على خيام النازحين في رفح الفلسطينية، معظمهم من النساء والأطفال، حسبما ذكر إعلام فلسطيني.

وفي هذا الصدد، قالت تمارا الرفاعي، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة الفلسطينيين (الأونروا) لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، عن الوضع الراهن: "تقطعت السُّبل بفريقنا في غزة، ونادرًا ما نتمكن من الاتصال بهم.. القلق يساورنا بشأن أمان زملائنا في تل السلطان، حيث تُظهر الصور المروعة الواقع القاسي الذي يعيشونه، وتتوارد التقارير حول سقوط ضحايا بأعداد كبيرة، ومن بينهم نساء وأطفال".

ووصفت "الرفاعي" الوضع بأنه "جحيم على الأرض"، مؤكدة أن الأمان بات مفقودًا في كل زاوية من غزة.

وفي تعليقه على الهجوم الأخير في رفح الفلسطينية، وصف سامي أبو زهري، القيادي في حماس، الأحداث بأنها "مذبحة"، محملًا الولايات المتحدة جزءًا من المسؤولية لدعمها إسرائيل.

أحد الناجين من الهجوم وصف الغارات الجوية بأنها حوّلت الخيام إلى رماد، وتحدث عن مشاهد مروعة لجثث تذوب تحت النيران.

وأفاد متحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني بأن العدد النهائي للضحايا ما زال مجهولًا، حيث تستمر عمليات البحث والإنقاذ في حي تل السلطان.

وأشارت تقارير إلى أن الغارة استهدفت منطقة كانت تُعتبر "إنسانية" ولم تخضع لأوامر الإخلاء الإسرائيلية، ما يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية للهجوم.

وتحدث رجل فلسطيني، فضّل عدم الكشف عن هويته، عن فقدانه لأفراد من عائلته في الغارة، وأكد أن المنطقة كانت مصنّفة كآمنة من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأدانت "منظمة أكشن إيد الخيرية" الهجوم بشدة، ووصفته بأنه "عمل غير إنساني"، معربة عن غضبها وحزنها للهجمات التي استهدفت ملاجئ النازحين بجوار مستودعات الأونروا.

وأكدت المنظمة أن الملاجئ التي كان يُفترض أن تكون ملاذًا آمنًا للمدنيين، تحولت إلى مسرح للعنف الوحشي، حيث يُحرق الأطفال والنساء والرجال أحياء تحت خيامهم.

وذكر الدفاع المدني الفلسطيني، أنَّ المنطقة التي استهدفها جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال غربي رفح الفلسطينية يوجد بها 100 ألف نازح، وجرى رصد الكثير من حالات البتر والحروق الشديدة، بالإضافة إلى ضحايا من النساء والأطفال إثر مجزرة المخيم.

وأعلنت مسؤولة الإعلام بالهلال الأحمر الفلسطيني، نيبال فرسخ، اليوم الاثنين، أنّ عدد ضحايا عملية جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيمات النازحين بمنطقة البركسات غرب رفح الفلسطينية، ارتفع إلى نحو 40 شهيدًا وعشرات الجرحى.

وأفادت باستشهاد 40 فلسطينيًا على الأقل، وإصابة آخرين، جراء استهداف طائرات الاحتلال خيام النازحين في مخيم نزوح تم إنشاؤه حديثًا قرب مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إنّ جيش الاحتلال قصف أكثر من 10 مراكز نزوح تابعة للأونروا خلال الساعات الماضية، واستخدم 7 صواريخ في قصف مخيم النازحين، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتبر مناطق ومراكز النزوح المستهدفة "مناطق آمنة" في وقت سابق إلا أنه أقدم على استهدافها.