في الوقت الذي تسعى عدة أطراف دولية للضغط على حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعدم تنفيذ عملية اجتياح واسعة لمدينة رفح الفلسطينية، كشفت تحليلات صور الأقمار الصناعية مدى الدمار الذي حلَّ بالمدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.
طريق مسدود
وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، كشفت تحليلات صور القمر الصناعي "كوبرنيكوس سنتينل-1"، الذي تديره وكالة الفضاء الأوروبية، أن ما يقرب من 1400 مبنى تضررت أو دُمرت هذا الشهر في مدينة رفح الفلسطينية، منذ أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته شرق المدينة الجنوبية في قطاع غزة.
وأكد تقرير لقناة "ABC" التابعة لهيئة الإذاعة الأمريكية، صباح السبت، حجم التدمير الذي أظهرته صور القمر الصناعي، إذ أشارت إلى "أن نحو 1400 مبنى تم تدميرها في رفح خلال الفترة من 4 إلى 8 مايو، فيما يقدّر الباحثون أن 895 مبنى من المحتمل أن تكون قد تضررت أو دُمرت".
استنتج الباحثون لتحليلات صور الأقمار الصناعية، أنه منذ 5 أكتوبر من العام الماضي، تعرضت 18.176 من أصل 48.678 مبنى في رفح إلى درجة ما من الضرر.
تواصل القتال
وأبلغ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت أن القتال في جباليا ورفح ووسط قطاع غزة مستمر، وأنه تمت مهاجمة أكثر من 70 هدفًا في إحدى المواجهات في المنطقة، وفق "يديعوت أحرونوت".
وتُظهر صور الأقمار الصناعية للقطاع المحاصر أن البنية التحتية الحيوية في حالة خراب، والمدن سوّيت بالأرض، كما يعيش مئات الآلاف من النازحين في بيئة محفوفة بالمخاطر، وذلك بعد ستة أشهر من العدوان المتواصل، وفق صحيفة "الباييس" الإسبانية.
تضرر 57% من مباني القطاع
ودمرت قوات الاحتلال ما يصل إلى 57% من المباني في القطاع، لكن هذا الرقم يرتفع إلى 75% في مدينة غزة، إذ كانت عاصمة القطاع الهدف الأولي للضربات الإسرائيلية، كما تظهر صور الأقمار الصناعية الأحياء المدمرة خاصة القريبة من البحر، بحسب تحليل أجرته جامعة "أوريجون" الأمريكية.
وكشفت الصور التي التقطها "القمر الصناعي Sentinel-2" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، عن حجم المأساة في مستشفى الشفاء، الذي كان أكبر مجمع طبي في القطاع يومًا ما، بعد محاصرته من قِبل القوات الإسرائيلية لمدة أسبوعين، إذ يظهر وكأنه "أرض فارغة" من المباني المتفحمة والأنقاض والجثث، وفق بعثة منظمة الصحة العالمية.
35 ألف شهيد
وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حتى اليوم 35 ألفًا و386 فلسطينيًا منذ بداية الحرب، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، ووفقًا لليونيسيف، فقد استشهد ما لا يقل عن 13 ألف طفل.
ويعتبر وضع أكثر من نصف سكان غزة الذين ما زالوا على قيد الحياة "كارثيًا"، كما أشارت المنظمات الدولية قبل أسبوعين، حيث يعاني جميع سكان القطاع من سوء التغذية، وفقد مليون شخص منازلهم، ونزح اثنان من كل ثلاثة، بحسب تقرير للأمم المتحدة والبنك الدول، وتعيش نسبة كبيرة من اللاجئين في خيام على أطراف المدن.