أكد أستاذ العلاقات الدولية الدكتور أسامة شعث، أهمية اعتراف دول إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدولة فلسطين، ما يعكس زيادة الاصطفاف الدولي إلى جانب الحقوق الفلسطينية، بتقرير المصير والاستقلال السياسي وإقامة الدولة الفلسطينية على حدودها المقررة في الأمم المتحدة.
قال "شعث" في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، إن اعتراف دول إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدولة فلسطين، جاء في توقيت مهم ودقيق، حيث يتعاظم التأييد الدولي للحقوق الفلسطينية المشروعة وهو الحق الطبيعي بتقرير المصير والاستقلال السياسي وإقامة الدولة الفلسطينية على حدودها المقررة في الامم المتحدة..
وأضاف، أن اعتراف هذه الدول، تحديدًا إسبانيا والنرويج وأيرلندا، له دلالات عديدة تساهم وتدعم الاعتراف بدولة فلسطين، من حيث مكانة تلك الدول وأهميتها، باعتبارها دول وازنة ومؤثرة في أوروبا الغربية.
كما أكد، أن الاعتراف الدولى على المستوى الثنائي بدولة فلسطين والمتزايد تباعًا يؤكد لنا حجم التطور الدولي العميق وفهمه للصراع في فلسطين، مشيرًا إلى أن الدول الغربية لم يعد بمقدورها أن تستمر في دفع ثمن الصراعات والحروب في المنطقة العربية، التي تعد قضية فلسطين هي المسبب الرئيسى فيها، ولهذا تبرز حاجة الدول الغربية لتحقيق السلام في المنطقة، وذلك لن يأتى إلا بتحقيق حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين وإقامتها على أراضيها المحتلة 1967م.
ولفت أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن هناك أمرين في مسألة اعتراف الحكومات بدولة فلسطين، الأمر الأول يتمثل في زيادة الاصطفاف الدولي إلى جانب الحقوق الفلسطينية بكل ما تعنيه الكلمة، والثاني هو انكشاف الأكاذيب الإسرائيلية وادعاءاتها المكذوبة، ما يؤدي لتراجع مكانتها وعلاقاتها الدبلوماسية لصالح دولة فلسطين، وخاصة كلما كان هناك رد فعل إسرائيلي ضد تلك الدول، سيؤدي تدريجيًا إلى تراجع وانهيار العلاقات الثنائية بين الاحتلال الإسرائيلي وتلك الدول، وصولا إلى عزلتها الدولية، وهو ما لن تستطيع حكومة الاحتلال تحمّله، خاصة أن أكثر من 70% من اقتصادها وقوتها يقوم على العلاقات الدولية الغربية، سواء بالدعم السياسي واللوجستي أو حتى الاقتصادي.
وتوقع "شعث" أن يلى اعتراف دول إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدولة فلسطين، مزيد من الاعترافات، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 11 دولة أوروبية أصدرت برلماناتها في 2013 و2014 قرارات بضرورة الاعتراف بدولة فلسطين، لكن حكومات تلك الدول لم تنفذ حينها.
وقال أستاذ العلاقات الدولية: "لهذا أعتقد أن هناك المزيد من دول أوروبا ستعترف بدولة فلسطين ثنائيًا، وكذلك في المؤسسات الدولية ما سيكون له أثر كبير في تعزيز مكانة دولة فلسطين التفاوضية مع الاحتلال، وكذلك في صراعنا الميداني وعلى الأرض مع الاحتلال، من حيث الصراع على الهوية والحقوق الإنسانية والسياسية كافة".