تفرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية خاصة على المنتجات الصينية التي تغمر السوق العالمية، وخاصة السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات ووحدات الطاقة الشمسية، بحسب مجلة "دير شبيجل".
وفي أعقاب إعلان الولايات المتحدة أنها تعتزم فرض تعريفات عقابية على عدد من المنتجات الصينية، تناقش أوروبا الآن ما إذا كان ينبغي اتخاذ تدابير مماثلة.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيزيد الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية وبطاريات الليثيوم أيون والخلايا الشمسية وأشباه الموصلات، بالإضافة إلى بعض المعادن والأجهزة الطبية.
وتتهم الولايات المتحدة الصين بإغراق الأسواق العالمية بالسلع الرخيصة، مما يشوه المنافسة الدولية ويجعل الشركات المحلية تكافح من أجل البقاء.
وفي أوروبا، تدرس مفوضية الاتحاد الأوروبي حاليًا رسوم مكافحة الإغراق على السيارات الكهربائية الصينية، وفي الوقت الحالي، يتم إنتاج حوالي 50 بالمئة من السيارات الكهربائية التي تستوردها أوروبا من الصين بواسطة علامات تجارية غربية تدير مصانع في جمهورية الصين الشعبية.
يمنع جو بايدن السيارات الكهربائية القادمة من الصين من دخول الولايات المتحدة برسوم جمركية خاصة تبلغ 100 بالمئة. ويفرض الرئيس الأمريكي أيضًا تعريفات جديدة أو زيادة كبيرة على الخلايا الشمسية وأشباه الموصلات ورافعات الموانئ والمواد الطبية مثل القنيات والأقنعة الواقية.
وقالت الحكومة الأمريكية في إعلانها، إن الصين تغمر الأسواق العالمية بصادرات رخيصة الثمن بشكل مصطنع، وفي المجمل، تأثرت الواردات من الصين بقيمة 18 مليار دولار بالإجراءات الجديدة.
وكانت السيارات الكهربائية الصينية تخضع بالفعل لرسوم جمركية بنسبة 25% في الولايات المتحدة، الأمر الذي أبعدها عن السوق، على عكس أوروبا.
وقالت الممثلة التجارية لبايدن، لايل برينارد، إن المصنعين الصينيين يتلقون إعانات غير عادلة، وبالتالي يمكن أن يشوهوا المنافسة مع السيارات الرخيصة، مع زيادة صادرات الصين من السيارات الكهربائية بنسبة 70 بالمئة في عام 2023، وهو ما يعرض الاستثمارات في بلدان أخرى للخطر.
وكان رئيس شركة تسلا إيلون ماسك، من بين آخرين، قد حذر بالفعل من هيمنة الشركات المصنعة الصينية في بداية العام: "إذا لم تكن هناك حواجز تجارية، فسوف تدمر معظم شركات السيارات الأخرى في العالم إلى حد كبير".
من ناحية أخرى حذر المستشار الألماني، إلى جانبه نظيره السويدي أولف كريسترسون. من اتخاذ أوروبا مثل تلك الإجراءات، بعد أن قال رئيس الوزراء الألماني إن مثل هذه التعريفات الجمركية تعاقب نفسها أيضًا، وفي الوقت الحالي، يتم إنتاج حوالي 50 بالمئة من السيارات الكهربائية التي تستوردها أوروبا من الصين بواسطة علامات تجارية غربية تدير مصانع في جمهورية الصين الشعبية.
وأضاف رئيس الوزراء السويدي أن المصنعين الأوروبيين باعوا أيضًا العديد من المركبات في السوق الصينية، وسيواجهون إجراءات انتقامية من الصين في حالة فرض تعريفات أوروبية عقابية.
كما حذر ديرك جاندورا، رئيس الرابطة الفيدرالية لتجارة الجملة والتجارة الخارجية الألمانية، من ارتفاع التكاليف على المستهلكين والشركات نتيجة للتعريفات العقابية الأوروبية، وتعمد صناعة السيارات الألمانية، على سبيل المثال، تعتمد أيضًا على قطع الغيار والنماذج الكهربائية من الصين.