الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بلا نمو.. الصين والحوثيين يُنهيان هيمنة "تسلا" على السيارات الكهربائية

  • مشاركة :
post-title
سيارات "تسلا" الكهربائية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

وصفت صحيفة "التليجراف" البريطانية الربع الأول من عام 2024 بأنه "كابوس" بالنسبة لشركة "تسلا" الأمريكية، عملاق صناعة وتطوير السيارات الكهربائية في العالم، بعد أن شهدت انخفاضًا في المبيعات لأول مرة منذ أربع سنوات.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي في اليمن على السفن المرتبطة بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر، في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كانت سببًا في إغلاق مصنع تسلا العملاق في العاصمة الألمانية برلين في يناير الماضي.

بعدها، قام "الإرهابيون البيئيون" -حسب تعبير الصحيفة البريطانية- بإغلاق المصنع مرة أخرى في شهر مارس الماضي، في أعقاب الحريق المتعمد الذي نشب فيه.

علاوة على ذلك، أجبرت المنافسة المتزايدة من المنافسين الصينيين شركة "تسلا" على إبطاء الإنتاج في شنغهاي، في مواجهة ضعف المبيعات.

وقد بلغ انخفاض مبيعات سيارت "تسلا" الكهربائية ذروته، فيما وصفه المحللون بـ"الربع الكابوس" الذي انخفضت فيه المبيعات للمرة الأولى منذ أربع سنوات.

بلا نمو

سوقيًا، تبلغ قيمة شركة "تسلا" الآن نحو 550 مليار دولار، ما يجعلها لا تزال متقدمة بفارق كبير عن شركة "تويوتا" اليابانية، التي تعد ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات قيمة، حيث تبلغ قيمتها ما يزيد قليلًا على 300 مليار دولار.

والثلاثاء الماضي، ذكرت الشركة أنها سلمت 386.810 سيارات في الأشهر الثلاثة المنتهية في مارس، بانخفاض كبير عن 422.875 سيارة سلمتها خلال الفترة نفسها من العام السابق.

كان الانخفاض، وهو الأول منذ عام 2020، أقل بكثير حتى من أكثر توقعات محللي الاستثمار كآبة.

كما انخفضت أسهم "تسلا" بنسبة 7% في التعاملات المبكرة في نيويورك، لتواصل الانخفاض الذي أدى إلى تقييمها بأكثر من النصف، من ذروة مذهلة بلغت 1.2 تريليون دولار في عام 2021.

هكذا، ينظر المستثمرون الآن إلى "تسلا" بدون رؤى وردية. حيث أصدر محللو "وول ستريت" الأمريكيون تخفيضات متتالية لسهم الشركة، وسط مخاوف بشأن تباطؤ المبيعات، والانخفاض الملحوظ في الابتكار.

ونقلت "التليجراف" عن كولين لانجان، المحلل في بنك "ويلز فارجو"، قوله في مارس الماضي، إن شركة تسلا يتم تقييمها الآن على أنها "شركة نامية بلا نمو".

التفوق الصيني

هذا العام، انخفضت أسهم شركة السيارات الكهربائية بنحو الثلث حتى الآن، على الرغم من الارتفاع الواسع النطاق في أسهم التكنولوجيا الأخرى.

ووصل مؤشر ناسداك للتكنولوجيا الثقيلة إلى مستويات قياسية، مرتفعًا بنحو 11٪ في عام 2024.

وفي حين أنه ليس هناك شك في أن مؤسس "تسلا"، ملياردير التكنولوجيا الأمريكي إيلون ماسك، قد نجح في تحويل صناعة السيارات وتسريع اعتماد السيارات الكهربائية في الأسواق؛ إلا أن نموها السريع اتجه في الاتجاه المعاكس منذ ذلك الحين.

ولفت خبراء إلى أن التضخم وارتفاع تكاليف الشحن أدى إلى إضعاف الطلب على السيارات الكهربائية، في حين أن المشترين يتوصلون بشكل متزايد إلى إدراك أنهم "فأر مختبر تجريبي".

وفي الواقع، هذا ينطبق على عملاء "تسلا" أكثر من باقي مستخدمي السيارات الكهربائية.

ففي حين أن مستخدمي السيارات الكهربائية الآخرين يجب أن يتعاملوا مع البنية التحتية للشحن القديمة، أو المطالبات المشكوك فيها حول نطاق تغطية الشحنات، فمن المتوقع أن يدفع عملاء "تسلا" مقابل ميزات أخرى، مثل تكنولوجيا القيادة الذاتية التي تأخر طرحها في السوق لسنوات.

كما تواجه "تسلا" منافسة ضخمة في الصين، وهي واحدة من أكبر أسواقها، على نطاق أوسع بكثير مما شهدته في الغرب على الإطلاق.

فقد أجبرت المنافسة الصينية "ماسك" على خفض الأسعار، بعد أن اكتشف الصينيون كيفية صنع سيارات كهربائية يمكنها المنافسة. هكذا، احتلت شركة BYD الصينية موضعها كأكبر شركة للسيارات الكهربائية من حيث المبيعات في العالم في نهاية عام 2023.

لهذا، اضطرت "تسلا" إلى خفض الأسعار على سياراتها القديمة من طراز Model 3 وModel Y للتنافس مع الشركة المحلية الناشئة.

وبينما اعترف ماسك بأن شركة "تسلا" تمر بمأزق، لكنه أصر على أن الشركة ببساطة "بين موجتين رئيسيتين للنمو"، وتواصل العمل على جيل جديد من السيارات، وتأمل في جذب المشترين بتكنولوجيا القيادة الذاتية.

أزمات تسلا

أدت مشكلات سلسلة التوريد الناجمة عن هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر إلى كبح خطوط إنتاج "تسلا" في أوروبا في يناير الماضي.

وبعد أسابيع، تعرض مصنعها الألماني في "جرونهايد" بولاية "براندنبورج"، لهجوم متعمد، ما أدى إلى إتلاف خط الكهرباء الذي يزوّد المصنع.

وأعلنت مجموعة بيئية محلية يسارية متطرفة تطلق على نفسها اسم Vulkangruppe (مجموعة البركان) مسؤوليتها.

وانتقد ماسك المجموعة، ووصفها بأنها "أغبى إرهابيين بيئيين على وجه الأرض".

وفي الوقت الحالي، بدأت "تسلا" هذا الأسبوع تحديثًا كبيرًا لبرنامجها "القيادة الذاتية الكاملة"، الذي سيجعل ميزات القيادة الذاتية، مثل التنقل التلقائي، متاحة على نطاق أوسع.

ويصر تحديث البرنامج على أن السائقين يجب أن يحافظوا على سيطرتهم على السيارة، واصفين إياها بالقيادة الذاتية "الخاضعة للإشراف".

ومع ذلك، على الرغم من أن "ماسك" روّج لهذه التقنية منذ فترة طويلة، إلا أن الترقية قد تؤدي في الواقع إلى تأخير المبيعات بشكل أكبر، على الأقل في البداية.

وبينما أمر الملياردير الأمريكي موظفي مبيعاته بإجراء اختبار قيادة كامل مع كل عميل جديد لإظهار جودة هذه التكنولوجيا، اعترف ماسك في رسالة داخلية بالشركة أن هذا المطلب "سيبطئ عملية التسليم".