يوافق، غدًا الأربعاء، الذكرى 76 للنكبة، التي شهدت تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم وديارهم، إبان الإعلان عن قيام دولة إسرائيل المزعومة.
و"النكبة" مصطلح يرمز إلى التهجير القسري الجماعي لأكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم عام 1948.
وقبل76 عامًا من الآن، نجحت الحركة الصهيونية -بدعم من بريطانيا– في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام إسرائيل.
أكبر عملية تطهير عرقي
ويصف مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، النكبة بأنها "شكلت أكبر عملية تطهير عرقي شهدها القرن العشرون"، ويوثق على موقعه الإلكتروني أبرز المعطيات المتعلقة بها.
وفق المركز فإن "النكبة شردت قسرًا وبالقوة" نحو 800 ألف فلسطيني، من أصل نحو مليون و400 ألف، إلى الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.
وفي "النكبة" أُقيمت إسرائيل على أكثر من 85 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية البالغة قرابة 27 ألف كيلومتر مربع، وجرى تدمير 531 من أصل 774 قرية ومدينة فلسطينية.
ونفذت العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، ليقدر عدد ضحاياها من الفلسطينيين بنحو 15 ألفًا، وقرابة 3500 ألف عربي، إضافة إلى تشريد قرابة 200 ألف فلسطيني. وفي حينه تعرض قرابة 4700 فلسطيني للاعتقال.
ورغم التدمير والقتل والتشريد، بقي نحو 150 ألف فلسطيني فقط في المدن والقرى العربية داخل إسرائيل، ارتفع عددهم ليصل نحو مليون و700 ألف حتى نهاية 2021، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
ويشكل الفلسطينيون اليوم نحو 49.9 بالمئة من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 50.1 بالمئة، لكنهم يستغلون أكثر من 85 بالمئة من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية، وفق جهاز الإحصاء الفلسطيني.
وبعد حرب 1948، رفضت إسرائيل السماح للفلسطينيين المهجرين بالعودة؛ لأن ذلك كان سيؤدي إلى أغلبية فلسطينية داخل حدودها، وتحول النازحون نتيجة لذلك إلى مجتمع دائم للاجئين يبلغ عددهم الآن حوالي 6 ملايين، يعيش معظمهم في مخيمات اللاجئين داخل أحياء فقيرة في لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
حق العودة
وفي غزة يشكل اللاجئون وأحفادهم حوالي ثلاثة أرباع السكان. ويعد رفض إسرائيل لحق الفلسطينيين في العودة أحد المطالب الرئيسية في الصراع العربي الإسرائيلي.
لكن نكبة الأمس تبدو ضئيلة اليوم أمام المأساة التي تدور فصولها الآن في غزة، التي تتعرض لحرب إبادة يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.
وتظهر الصور التي تم التقاطها لعدة جولات من عمليات الإجلاء الجماعي خلال الحرب التي تدور رحاها منذ سبعة أشهر تشابهًا لافتًا للصور التي التقطت للنازحين أثناء النكبة عام 1948.
غزة تكابد نكبة لا مثيل لها
ولفتت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية في تقرير لها، إلى مخاوف الفلسطينيين من تكرار تاريخهم المؤلم على مدى أكثر كارثية. وذكرت الوكالة أنه في مختلف أنحاء غزة، كان الفلسطينيون في الأيام الماضية يتكدسون في السيارات وعربات الكارو أو سيرًا على الأقدام نحو مخيمات مزدحمة بالفعل، مع توسيع جيش الاحتلال هجومه على القطاع المُحاصر.
وأسفرت الحرب على غزة، عن استشهاد وإصابة أكثر من 100 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأجبر جيش الاحتلال حوالي 1.7 مليون فلسطيني -حوالي ثلاثة أرباع سكان القطاع- على ترك منازلهم، وهذا يتجاوز ضعف عدد النازحين الذين تم تهجيرهم في نكبة 1948.
ويعارض المجتمع الدولي بشدة أي طرد جماعي للفلسطينيين من غزة، وهي الفكرة التي يتبناها أعضاء اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال، الذين يشيرون إليها باسم "الهجرة الطوعية".