الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تدمير غزة لن يمنحنا النصر.. دعوات إسرائيلية للعصيان ضد نتنياهو

  • مشاركة :
post-title
بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

النداءات الموجهة ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ لمحاولة وقف عمليات الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة، لم تكن من الخارج فقط بل تتزايد أصوات الداخل الداعية إلى ضرورة الإطاحة به وبحكومته من السلطة، وسط نظرة متشائمة من استحالة تحقيق النصر في القطاع.

لن تحصل إسرائيل على النصر

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق "دان حالوتس"، في مقابلة بـ"القناة 7" الإسرائيلية، "إن إسرائيل لن تحصل على صورة النصر حتى لو دمرت غزة، داعيًا لتجديد النضال الجماهيري للإطاحة بالحكومة من خلال الاضطرابات والعصيان".

وأضاف "حالوتس": "الجنود يتساقطون سدى في حرب غزة والشمال، لأنه لا يوجد أي هدف من هذه العملية، حتى لو دمرنا غزة عن بكرة أبيها، فلن نحصل على صورة النصر، حتى لو قتل زعيم حماس يحيى السنوار، فهذه ليست صورة النصر، لكن الصورة الوحيدة التي ستحفر في تاريخنا هي الخسارة في السابع من أكتوبر".

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس

وشدد على أنه "يجب أن نعمل على إطلاق سراح الـ132 أسيرًا مهما كان الثمن باهظًا، كما تطلب حماس منّا لأنه لا مفر"، متهمًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوضع السياسات وفقًا لمصالحه الشخصية.

وقال: "نتنياهو خدم دولة إسرائيل من أجل مصالحه الشخصية ومصالح أفراد عائلته، وهو غير مؤهل لمواصلة قيادة البلاد، فهو أسير لأوهامه، ومحتجز لدى المتطرفين الفاشيين والعنصريين من جهة، ولدى الأرثوذكس المتطرفين المراوغين وناهبي الخزانة العامة من جهة أخرى".

مظاهرات متواصلة في إسرائيل

وبين الحين والآخر تخرج مظاهرات في إسرائيل ضد سياسات رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقطع المحتجون طرقًا رئيسية، احتجاجًا على إصرار حكومة الاحتلال على مواصلة الحرب التي تدخل شهرها الثامن، والمطالبة بالتوصل لاتفاق يؤدي لإطلاق سراح المحتجزين الاسرائيليين بشكل فوري، وفق وسائل إعلام عبرية.

تراجع شعبية نتنياهو منذ اندلاع حرب 7 أكتوبر
تراجع شعبية نتنياهو

وتراجعت شعبية نتنياهو منذ اندلاع الحرب، حيث يحمله الكثيرون مسؤولية الإخفاقات الاستخباراتية والأمنية التي سمحت بوقوع هجوم 7 أكتوبر، ومع ذلك، فقد رفض الدعوات التي تطالبه بالاستقالة أو إجراء تحقيقات في الأخطاء التي حدثت، في وقت يواجه نتنياهو وشركاؤه المتطرفون في حكومة الحرب، خسائر محتملة في صناديق الاقتراع.

وقدم الجنرال الإسرائيلي، والخبير العسكري، إسحاق بريك، نظرة متشائمة لمستقبل "إسرائيل" في ظل إخفاقات الجيش الإسرائيلي، ورئيس الحكومة، في إدارة المعركة والحرب على غزة، مشيرًا إلى أن بنيامين نتنياهو وقادة الجيش يفعلون كل شيء من أجل بقائهم في السلطة.

وتحت عنوان "نتنياهو والجيش يقوداننا إلى الهاوية"، كتب بريك لصحيفة "هآرتس"، قائلًا، إن "إسرائيل تقف الآن على مفترق طرق حاسم، نتيجة إخفاق الجيش والحكومة في إدارة المرحلة الدقيقة، وإذا لم يقم الشعب الإسرائيلي بإجراء تغيير لاستبدال المستوى السياسي والأمني الفاسديْن، فإننا ببساطة لن نبقى على قيد الحياة هنا".

وكسرت حرب الإبادة الجماعية، التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة، العلاقة الحميمة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، التي تمتد لأكثر من 40 عامًا، على خلفية القتل الممنهج الذي يتعرض له الفلسطينيون، سواءً في الضفة الغربية على يد المستوطنين أو في قطاع غزة على يد الجنود، وحاليًا التهديد باقتحام رفح الفلسطينية.

جو بايدن
عقاب أمريكي

وقرر الرئيس الأمريكي جو بايدن، تعليق إمداد إسرائيل بشحنات من الأسلحة تتعدى قيمتها 200 مليون دولار، على خلفية إصرار إسرائيل على اقتحام رفح، فيما يعد تأديبًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يبدو أنه تجاهل تحذيرات حليفه الرئيسي.

ومنذ أسابيع، اشتكى بايدن من أن نتنياهو "يمنحه الجحيم" ومن المستحيل التعامل معه؛ بسبب فشله في إقناع إسرائيل تغيير تكتيكاتها العسكرية، وأكدت شبكة "إن بي سي نيوز" أن بايدن نفّس عن إحباطه ووجه إشارات ازدراء لنتنياهو حتى إنه وصفه بالأحمق، وأنه يريد أن تستمر الحرب حتى يتمكن من البقاء في السلطة.

محاولات للضغط

ومن الجانب الأوروبي، قال أندرو ميتشل، نائب وزير الخارجية البريطاني، الثلاثاء الماضي، "إن الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة رفح من شأنه أن ينتهك القانون الإنساني الدولي، ولن يؤدي إلى القضاء على حركة حماس"، لكنه أحجم عن توضيح أي عواقب مخطط لها من قبل بريطانيا في حالة الاجتياح الكامل للمدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، وفق "الجارديان" البريطانية.

ويهدف الخط الأوروبي الذي تم الاتفاق عليه مع الولايات المتحدة إلى الضغط على حكومة الاحتلال، حتى تقبل نسخة من اتفاق السلام المكون من ثلاث مراحل الذي تبنته حماس، وقالت المملكة المتحدة "إن هدفها هو تأمين وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، وإزاحة حماس عن الحكم المستقبلي في غزة".

احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية
احتجاجات عالمية

واشتعلت احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية منذ الأسبوعين الماضيين، وتواصلت حملات القمع والاعتقالات من جانب الشرطة، فيما تعهد الطلاب بمواصلة اعتصامهم في الخيام لحين تلبية مطالبهم، وامتدت المظاهرات الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين في أنحاء العالم، لتصل إلى الجامعات في المكسيك وفرنسا وسويسرا وأستراليا وحتى الهند وغيرها من بلدان العالم.

عزلة دولية

وسجل عدد من دول أمريكا الجنوبية احتجاجات دبلوماسية ضد إسرائيل، ردًا على حرب الإبادة في غزة، أبرزها هندوراس وتشيلي وكذلك حكومة بوليفيا اليسارية التي قطعت علاقاتها بالكامل، كما أعلن الرئيس الكولومبي، جوستافو بيترو، أن بلاده ستقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب تصرفاتها في غزة.

وفي نوفمبر الماضي، أعلنت جنوب إفريقيا استدعاء جميع دبلوماسييها من تل أبيب "للتشاور"، وكذلك فعلت تشاد، وتركيا والأردن والبحرين.

وبلغت العزلة الإسرائيلية ذروتها في 25 مارس، عندما أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، رغم الاعتراضات الإسرائيلية، قرارًا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وأثارت الولايات المتحدة غضب إسرائيل بالسماح بتمرير القرار، كما أمرت المحكمة الدولية التابعة للأمم المتحدة، التي تنظر في مزاعم الإبادة الجماعية في غزة، إسرائيل ببذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في غزة.