واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي توغله في مدينة رفح الفلسطينية، في اليوم الـ218 للعدوان الوحشي على غزة، ما يمثل تحديًا واضحًا لتحذيرات الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتجاوزًا للخط الأحمر الذي رسمه.
وأفادت تقارير بأن جيش الاحتلال يوسع عملياته في رفح الفلسطينية، ويطالب السكان بإخلاء وسط وشرق المدينة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن جيش الاحتلال طالب المدنيين النازحين بإخلاء مخيمات رفح والشابورة والجنينة في رفح الفلسطينية، وأصدر جيش الاحتلال مزيدًا من أوامر التهجير لسكان المدينة، عبر إلقاء منشورات تطالبهم بالنزوح خارجها والتوجه إلى منطقة المواصي.
وأكد جيش الاحتلال أن نحو 300 ألف شخص نزحوا من شرق مدينة رفح الفلسطينية. بينما ذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن التقديرات تشير إلى فرار 150 ألف شخص حتى الآن منذ يوم الاثنين الماضي، بعد أن أصدر جيش الاحتلال أمرًا بالإخلاء.
وقالت الوكالة في منشور عبر منصة "إكس"، اليوم السبت: "مع تكثيف قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي على رفح الفلسطينية، يتواصل التهجير القسري للمدنيين".
وحذرت الأونروا من أنه "رغم فرار الناس بحثًا عن الأمان، إلا أنه ليس لديهم مكان أمن يذهبون إليه". وقالت الوكالة: "لا يوجد مكان أمن في قطاع غزة والظروف المعيشية فظيعة"، وخلصت في منشورها إلى أن الأمل الوحيد هو الوقف الفوري لإطلاق النار.
وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن العملية في رفح الفلسطينية ستستمر نحو شهرين، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، إن عملية رفح الفلسطينية ستتم على مراحل، ليمكن إيقافها بأي لحظة، حال التوصل لاتفاق بشأن المحتجزين والأسرى.
وبعد أشهر من مقاومة الجهود التي بذلها الحلفاء الديمقراطيون لحمله على اتخاذ موقف أكثر صرامة مع إسرائيل بشأن سلوكها في الحرب على غزة، أدلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، بما قد يكون أهم بيان له حتى الآن.
ولأول مرة، هدد بايدن بقطع تدفق أنواع معينة من الأسلحة إذا لم تستجب إسرائيل للتحذيرات الأمريكية، وذلك في حال قيام القوات الإسرائيلية بعملية "برية واسعة النطاق" في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهو ما تخشى إدارة بايدن من أنه قد يؤدي إلى خسائر أكبر في صفوف المدنيين.
وفى وقت سابق، نقل موقع "أكسيوس" عن مصدر أمريكي، إن توسيع العملية في رفح الفلسطينية، وهو ما يحدث الآن، يمكن اعتباره تجاوزًا للخط الذي حدده بايدن في وقت علق فيه إرسال بعض المساعدات العسكرية الأمريكية مؤقتا.
وهدد بايدن للمرة الأولى بوقف إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل التي تعد الولايات المتحدة أبرز داعم عسكري لها، في حال نفذ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديده بشن هجوم على رفح. لكن نتنياهو ردّ بقوله مساء الخميس: "إذا اضطررنا للوقوف وحدنا سنقف وحدنا".
وكثف جيش الاحتلال القصف على قطاع غزة، أمس الجمعة، خصوصًا على مدينة رفح المكتظة بالسكان والنازحين، وقالت الأمم المتحدة إن نحو 30 ألف شخص يفرون "كل يوم" من رفح الفلسطينية إلى أماكن أخرى يسودها الدمار.
ومن جهته، قال هاميش يونج، كبير منسقي الطوارئ في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بقطاع غزة، خلال مؤتمر صحفي أمس الجمعة، إن الأشخاص الذين تحدث إليهم "مرهقون ومرعوبون للغاية"، موضحًا أن "النازحين معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بالأمراض والعدوى وسوء التغذية، والجفاف، وخاصة الأطفال".
وأوضح يونج أن "العائلات تفتقر إلى مرافق الصرف الصحي المناسبة، وتفتقر إلى مياه الشرب، وتفتقر إلى المأوى"، وأن "الناس يعملون مراحيض بدائية عن طريق حفر ثقوب في الأرض حول الخيام.. كما أن أداء الحاجة بالعراء في ازدياد".
ولليوم الـ218 على التوالي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى استشهاد 34 ألفا و971، وإصابة 78 ألفًا و641 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.