اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، قرارًا بأحقية دولة فلسطين للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بعدما صوتت 143 دولة لصالح القرار، وهو الأمر الذي وصفه محللون سياسيون بالتاريخي.
قرار تاريخي
ويرى أشرف العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام المصرية، في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية"، أن القرار إيجابي للغاية ويلعب دورًا كبيرًا لنقل الكرة في المرحلة القادمة إلى مجلس الأمن.
ووصف "العشري" القرار بأنه انتصار كبير للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفوز بالغ الأهمية للقضية الفلسطينية.
ولتمرير القرار، كان ينبغي تصويت ثلثي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالحه، وهو ما تحقق اليوم، إذ صوت لصالحه 143، بينما رفضته 9 دول، وامتنعت عن التصويت 25.
ماذا يحدث بعد القرار؟
وأشار "العشري" إلى أن المفاجأة كانت موافقة 12 عاصمة أوروبية لصالح القرار لأول مرة، مثل فرنسا وإسبانيا وبلجيكا، ويرى أن هذا في حد ذاته يمثل إضافة قوية للموقف الدولي الذي من شأنه أن يصب في خانة الضغط على مجلس الأمن وعلى المجتمع الدولي في المرحلة المقبلة، ويتيح إمكانية أن يكون هناك بالفعل توجه جديد نحو الاقتراب للحصول على العضوية.
وقال العشري إن القرار سيعطى الفرصة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لنقل الكرة إلى ملعب مجلس الأمن من جديد، إذ سيقدم طلبًا بناء على نتيجة التصويت، لمناقشة الطلب مرة أخرى.
ويخول ميثاق الأمم المتحدة للأمين العام طلب اجتماع لمجلس الأمن خلال الفترة المقبلة لنقل وتقديم تقرير للمجلس عمّا جاء في تصويت اليوم لاجتماع الجمعية العامة.
وكان الولايات المتحدة عطلت الموافقة على قرار منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، في الاجتماع الأخير لمجلس الأمن بشأن الطلب، الذي عقد في 18 أبريل الماضي، باستخدام حق النقض "الفيتو".
وأضاف العشري: "وفي ضوء نتائج التصويت، ستجرى المناقشات والتنسيق بين الأمين العام وأعضاء مجلس الأمن لترتيب عقد جلسة يتحدد فيها الموعد والتوقيت وأيضًا دراسة ما سيقدمه في بيانه والتقرير الذي من خلاله سيتعاطى مجلس الأمن من جديد مع طلب العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية في المجلس بعد أن استخدمت أمريكا حق الفيتو من قبل في الجلسة الأخيرة خلال الأسابيع الماضية".
ووفق مشروع القرار فإن دولة فلسطين مؤهلة لعضوية الأمم المتحدة وفقًا للمادة 4 من الميثاق، ومن ثم ينبغي قبولها في عضوية الأمم المتحدة، وبناء على ذلك، يوصي القرار مجلس الأمن بإعادة النظر في هذه المسألة بشكل إيجابي، في ضوء هذا القرار وفي ضوء فتوى محكمة العدل الدولية الصادرة في 28 مايو 1948، وبما يتفق تمامًا مع المادة 4 من ميثاق الأمم المتحدة.
تأثيرات الحرب في غزة
وربما ما حدث في غزة خلال السبعة أشهر الماضية وحرب الإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال جعل كثير من دول المجتمع الدولي تعيد النظر في مواقفها التي كانت تمتنع أو ترفض التصويت الإيجابي لصالح الطلب الفلسطيني والعربي.
وربما تمثل هذا المرة، خطوة تتضمن الكثير من الزخم والحيوية لإمكانية أن يكون هناك بالفعل ترجمه للأقاويل التي تندد وتدين جرائم الاحتلال إلى أفعال وربما تكون المرحلة المقبلة لمناقشة إقامة الدولة الفلسطينية، طبقًا لما أكدته الكثير من دول العالم بعد المذبحة الإسرائيلية في قطاع غزة وتشديد الدول أن الحل الأمثل هو حل الدولتين وإقامة دولتين فلسطينية مستقلة، خاصة أن إسرائيل حصلت على العضوية منذ 75عامًا، ولتكن هذه هي الفرصة التي من خلالها يحتشد المجتمع الدولي لتعويض الشهداء في هذه الحرب.
وقال العشري: "أعتقد أنه في ضوء ما يحدث حاليًا من التوتر الأمريكي، والذي لا يمثل بالطبع مجمل العلاقات الإسرائيلية لكنه خطوة تكتيكية من قبل الجانب الأمريكي لإجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم المضي قدمًا في ارتكاب مجزرة بشرية في منطقة رفح الفلسطينية".
وقال إن تعليق تسليم الأسلحة والقذائف الصاروخية والقذائف الدقيقة الغبية للجانب الإسرائيلي يلعب دورًا كبيرًا في منع إسرائيل من عملية اجتياح شامل لرفح الفلسطينية كما يهدد نتنياهو وحكومة الحرب، وذلك إضافة إلى المواقف الإيجابية للدولة المصرية وتحذيرات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الآونة الأخيرة.