"سنموت واقفين ولن نركع".. هذه كانت آخر كلمات أشهر جراحي غزة، الطبيب الفلسطيني عدنان أحمد البرش، التي كتبها على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قبل أن يكشف مسؤولون فلسطينيون وجماعات حقوقية للمحتجزين وفاة الطبيب الفلسطيني في أثناء اعتقاله من قِبل القوات الإسرائيلية لمدة أربعة أشهر.
اعتقل الدكتور عدنان أحمد البرش، 50 عامًا، رئيس قسم جراحة العظام في مستشفى الشفاء، أكبر مركز طبي في قطاع غزة، مع أطباء آخرين في ديسمبر الماضي من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عندما داهمت قوات الاحتلال أحد المستشفيات، وفقًا لهيئة المعتقلين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، الذي يدافع عن حقوق المعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن جيش الاحتلال تأكيده أن خدمة السجون الإسرائيلية أعلنت وفاة الدكتور البرش في 19 أبريل، ولم تقدم أي تفسير لوفاته، زاعمة أنه تم اعتقاله لأسباب تتعلق بالأمن القومي. ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب للتعليق.
واتهمت جماعات حقوق الأسرى دولة الاحتلال بإساءة معاملة الدكتور البرش والتسبب في استشهاده، وأضافوا أن الدكتور البرش اعتقل أثناء وجوده في مستشفى "العودة"، حيث فرَّ بعد مغادرته "الشفاء".
وقال ابن أخيه خالد البرش: "كان لديه إصرار على مواصلة علاج المصابين. كان بإمكانه المغادرة لكنه صمم على مواصلة علاج الجرحى في المستشفيات وحتى في المنازل"، وفقًا لصحيفة "ذا نيو يورك تايمز" الأمريكية.
واعتقلت قوات الاحتلال آلاف الفلسطينيين من غزة، بينهم نساء وأطفال. وقال معتقلون سابقون إنهم تعرضوا للضرب وغيره من أشكال الانتهاكات الجسدية في السجون الإسرائيلية، وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن معاملة إسرائيل للمعتقلين قد ترقى إلى مستوى التعذيب، وهو ما تنفيه دولة الاحتلال.
واستشهد عشرات الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر الماضي، بحسب الجيش الإسرائيلي وجماعات حقوق الإنسان. وقال الجيش الاحتلال إنه على علم باستشهاد 27 فلسطينيًا في سجونه.
وزعمت قوات الجيش الإسرائيلي أن حماس بنت مركز قيادة في الأنفاق تحت المجمع الطبي الشفاء، الأمر الذي نفته حماس ومديرو المستشفى.
يتعرض النظام الطبي في غزة لهجوم متواصل منذ أن بدأت قوات الاحتلال القصف المتواصل اعلى قطاع غزة، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنه استشهد ما يقرب من 500 عامل طبي إثر هجماتها المستمرة، بينما قالت منظمة الصحة العالمية إنها وثّقت منذ السابع من أكتوبر الماضي 443 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية أدت إلى استشهاد 723 شخصًا.