الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انخفاض المناعة وانتشار الأوبئة.. الحر الشديد يفاقم أزمات غزة

  • مشاركة :
post-title
مخيمات النازحين في غزة

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

حذرت مارجريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، من أن الحرارة على المدى الطويل ستشكل مشكلة كبيرة في غزة، إذ يؤدي الطقس الحار إلى تفاقم جميع أنواع المشكلات الصحية في القطاع.

الحرارة العالية تفاقم الأزمة

وأدلت "هاريس" بتصريحات عبر الإنترنت لمراسل وكالة "الأناضول" التركية، حول الوضع الصحي والأوبئة في قطاع غزة، إثر هجمات الاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت أن الطقس الحار - خاصة في الآونة الأخيرة - له آثار سلبية خطيرة على الأمراض، مضيفة أن ما يقرب من مليوني شخص يعيشون في خيام بقطاع غزة.

وقالت هاريس: "تقع الخيام البلاستيكية المعدنية في غزة بمناطق مفتوحة ولا تتمتع بقدر كبير من الحماية ضد الحرارة، كما أن الوصول إلى المياه النظيفة والغذاء محدود للغاية، وكان الغرض من بناء الخيام البلاستيك حمايتها من الماء، لكن إذا كنت تسكنها وكان الجو حارًا في الخارج فسيكون حارًا للغاية بداخلها".

وأضافت أن درجة الحرارة في غزة ارتفعت إلى 30 درجة لعدة أيام، الأسبوع الماضي، وأنه على الرغم من انخفاض درجات الحرارة أكثر قليلًا إلا أن تأثيرها على المدى القصير كان تحذيرًا لما سيحدث.

وقالت هاريس: "ستكون الحرارة على المدى الطويل مشكلة كبيرة في غزة لأن الطقس الحار يؤدي إلى تفاقم جميع أنواع المشكلات الصحية. فإذا كنت تعاني من مرض القلب وارتفاع درجة الحرارة فأنت أكثر عُرضة للإصابة بنوبة قلبية. فضلًا عن خطر إصابتك بسكتة دماغية بسبب الحرارة، أي عندما تعاني من مشكلة مرضية بسبب ارتفاع درجة الحرارة. أي مرض مزمن يصبح أسوأ بكثير".

ولفتت هاريس إلى أن المدنيين بغزة يعيشون في ظروف مكتظة وشديدة الحرارة، موضحة أنهم لا يستطيعون الاغتسال ويعيشون في ظروف غير صحية للغاية.

مارجريت هاريس
انخفاض المناعة بسبب الحرارة

وحذرت "هاريس" من الظروف التي تنخفض فيها المناعة بسبب الطقس الحار، وفي هذه البيئة ستزداد حالات الإصابة بالأمراض المعدية وربما تكون أكثر خطورة.

وفي إشارة إلى نقص المياه النظيفة في غزة، قالت هاريس: "هناك أقل من 2 لتر من الماء للشخص الواحد يوميًا، وهذا ليس كافيًا. خاصة مع ارتفاع درجة حرارة الطقس، فأنت بحاجة إلى المزيد من المياه. حتى لو تمكن الناس من الوصول إلى الماء، ذات المصادر غير الآمنة، وهذا سيزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المعدية".

وصرحت هاريس: "تم تسجيل 712 ألف حالة إصابة التهاب في الجهاز التنفسي العلوي، و380 ألف إسهال، و87 ألفًا و800 الجرب، و47 ألفًا و800 حالة يرقان في غزة منذ 7 أكتوبر"، مشيرة إلى أن أمراض الجهاز التنفسي العلوي يمكن أن تُسبب وفاة الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.

وذكرت هاريس أنهم قلقون أيضًا بشأن الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي، مضيفة: "شهدنا أكثر من 300 ألف حالة إصابة هضمية في غزة. وهذا رقم مرتفع للغاية مقارنة بالأعداد التي تتوقع رؤيتها، ونحن نرى هذا بشكل خاص عند الأطفال الصغار، ولا يزال الإسهال السبب الأكبر لوفاة الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم، وعندما يكون في غزة أطفال صغار يعانون من الإسهال، فيمكن أن يموتوا بسرعة حيث يقول الأطباء إن المزيد والمزيد من الأطفال الصغار يموتون".

انهيار المستشفيات

وذكرت هاريس أن الناس قريبون جدًا من بعضهم البعض، ويشربون مياهًا غير آمنة ويتعرضون للنفايات، مضيفة أن هذا الوضع يعني أن هناك عددًا كبيرًا من حالات التهاب الكبد الوبائي في غزة.

وقالت هاريس، إن نظام الرعاية الصحية في غزة انهار بشكل كامل، وإن 11 مستشفى من أصل 36 تقدم خدمة جزئية، و25 لا تعمل على الإطلاق".

وأكدت هاريس أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تضمن إعادة وجود نظام صحي فعّال في غزة هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار.