يُواجه المهاجرون الذين يعملون مزارعين في الولايات المتحدة الأمريكية، ظروف عمل غير آمنة وممارسات وانتهاكات غير قانونية من أصحاب العمل، وهو الأمر الذي دفع وزارة العمل الأمريكية لإعلان قواعد جديدة؛ تهدف لحمايتهم بصورة قانونية ضد أصحاب العمل.
وخلال السنوات الثلاث الماضية، ارتفع عدد المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود الجنوبية للولايات المتحدة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغ المتوسط الشهري للمهاجرين من 2013 إلى 2019 39 ألف شخص، وبحسب "الجارديان" البريطانية كانت المكسيك الدولة الأكثر شيوعًا لتصدير المهاجرين عبر الحدود الأمريكية في عام 2023.
انتهاكات كبيرة
وفي كل عام، يعمل حوالي 300 ألف مهاجر، معظمهم من المكسيك، في وظائف موسمية في المزارع الأمريكية، خاصة ولاية كاليفورنيا، وذلك يعود بحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، إلى أنها تتمتع بصناعة زراعية واسعة النطاق، حيث تنتج أكثر من ثلث الخضروات في البلاد، وما يقرب من ثلاثة أرباع الفواكه والمكسرات وتجتذب عددًا كبيرًا من عمال المزارع.
وبحسب المسؤولين فقد أكدت التقارير أن المزارعين يواجهون انتهاكات كبيرة تؤدي في بعض الأحيان إلى الموت، حيث يتم شحنهم في المركبات الزراعية لمسافات طويلة بدون أي وسائل حماية، الأمر الذي تسبب في دفع إدارة بايدن لاقتراح قاعدة جديدة في نهاية العام الماضي، يتم من خلالها تعزيز متطلبات السلامة في المزارع وتزيد الشفافية حول كيفية توظيف هؤلاء العمال، من أجل مكافحة الاتجار بالبشر.
الاتجار بالبشر
وبموجب برنامج H-2A، الذي أعلنت عنه الحكومة الأمريكية، ويدخل حيز التنفيذ في 28 يونيو، سيحصل العمال المزارعون المهاجرون على المزيد من الحماية القانونية ضد انتقام أصحاب العمل، وظروف العمل غير الآمنة، وممارسات التوظيف غير القانونية، وغيرها من الانتهاكات التي تقوض معايير العمل العادلة لجميع عمال المزارع.
وفي خطوة تهدف إلى مكافحة الاتجار بالبشر، سيُطلب من أصحاب العمل تحديد هوية أي شخص يقوم بتوظيف العمال نيابة عنهم في الولايات المتحدة، أو الدول الأجنبية، وتقديم نسخ من أي اتفاقيات لديهم مع شركات التوظيف تلك، وقالت وزيرة العمل، جولي سو، بحسب الشبكة الأمريكية، إن القاعدة تهدف إلى "بث الحياة" في وسائل حماية العمال الحالية.
الأكثر ضعفًا
وتهدف القاعدة إلى منح العمال قدرة أكبر على الدفاع عن أنفسهم والتحدث عندما يتعرضون لانتهاكات قانون العمل، كما يتعين على أصحاب العمل توفير السكن والنقل لعمالهم المؤقتين، بجانب دفع الحد الأدنى للأجور في الولايات المتحدة أو أعلى، حسب المنطقة.
ومن جانبهم أيد تجمع العمال في الكونجرس الأمريكي الذي يتكون من حوالي 100 عضو مؤيد للنقابات، تلك الخطوة، مشيرين إلى أن العمال الزراعيين الضيوف، هم من بين العمال الأكثر ضعفًا في أمريكا، حيث ستمكنهم القاعدة الجديدة من الوقوف في وجه بعض أكبر التحديات التي يواجهونها من قبل أصحاب العمل.