الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مكافحة المخدرات.. تحالف لا يخفي خلافات بين بكين وواشنطن

  • مشاركة :
post-title
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الأمن العام الصيني وانج شياو

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الصين في وقت حرج للعلاقات بين القوتين العظميين، إذ تُجرى محاولات لتهدئة التوترات المتصاعدة مع السعي في الوقت نفسه لإيجاد أرضية مشتركة للتعاون حول القضايا الدولية الملحة.

مكافحة المخدرات

برزت قضية مكافحة المخدرات كأحد المجالات الواعدة للتعاون الثنائي، إذ أشار بلينكن إلى أن الصين بدأت في اتخاذ بعض الخطوات لكبح تدفق المواد الكيميائية والمعدات المستخدمة في تصنيع المخدرات الأفيونية الاصطناعية مثل الفنتانيل، الذي يعد السبب الرئيسي لوفيات الشباب الأمريكيين.

وصرح بلينكن قائلًا: "قدرتنا على التعاون في هذا المجال، وإظهار النتائج، سيكون له تأثير إيجابي جدًا على العلاقات بين بلدينا"، مشيرًا إلى أن المزيد من العمل لا يزال مطلوبًا من بكين لملاحقة من يبيعون المواد الكيميائية والمعدات لتجار المخدرات قضائيًا، وتنظيم جميع المواد الكيميائية السابقة المستخدمة في تصنيع الفنتانيل.

دعم الصين الصناعات الروسية

على الرغم من الجهود المبذولة لتحسين العلاقات، لا تزال هناك تحديات كبيرة في إدارة الخلافات بين الولايات المتحدة والصين. فبينما تمثل مكافحة المخدرات مجالًا واعدًا للتعاون، تظل قضية دعم الصين المزعوم للصناعات الدفاعية الروسية نقطة خلاف رئيسية.

وحذر بلينكن بشكل صريح من أن واشنطن وحلفاءها مستعدون لفرض عقوبات على الشركات الصينية إذا لم تتوقف عن تزويد روسيا بالمعدات والمواد اللازمة لقطاعها العسكري.

وأكد أن "بكين لن تتمكن من تحقيق علاقات أفضل مع أوروبا بينما تدعم أكبر تهديد للأمن الأوروبي منذ نهاية الحرب الباردة".

وأوضح بلينكن: "الصين هي المورد الرئيسي لآلات التشغيل، والإلكترونيات الدقيقة، والمواد الحيوية لصناعة الذخائر والصواريخ التي تستخدمها روسيا لتعزيز قاعدتها الصناعية الدفاعية، لن تتمكن روسيا من الحفاظ على هجومها على أوكرانيا بدون دعم الصين".

الانتخابات الأمريكية.. تهديد آخر

إلى جانب الخلاف حول أوكرانيا، تصاعدت التوترات أيضًا بسبب اتهامات واشنطن للصين بمحاولات "للتأثير وربما التدخل" في الانتخابات الأمريكية المقبلة، إذ صرح بلينكن بأن الولايات المتحدة رصدت "أدلة" على ذلك، معتبرًا أي تدخل صيني "غير مقبول تمامًا".

وفي ردٍ على هذه الاتهامات، لم يعلق المسؤولون الصينيون بشكل مباشر، لكن وزير الخارجية وانج يي حذر من أن "الاضطرابات" قد تعكس التحسن الأخير في العلاقات الثنائية وتؤدي إلى "دوامة هبوط" من التنافس والمواجهة وحتى الصراع بين البلدين.

تعقيدات إقليمية ودولية

إلى جانب الخلافات الثنائية، تواجه العلاقات الأمريكية الصينية تعقيدات إقليمية ودولية أخرى، فعلى الصعيد الإقليمي، تزايدت الاحتكاكات في بحر الصين الجنوبي بين الصين والدول المجاورة، خاصة الفلبين حليفة الولايات المتحدة.

كما تعتزم واشنطن تقديم مليارات الدولارات كمساعدات لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، في خطوة من المتوقع أن تغضب بكين، إذ ستستفيد تايوان بشكل كبير من هذه المساعدات.

علاوة على ذلك، تطرح الخلافات التجارية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تحديات إضافية، إذ تدرس الإدارة الأمريكية فرض رسوم جمركية على الصادرات الصينية المدعومة التي تفيض إلى الأسواق العالمية على حساب العمال الأمريكيين، كما شددت واشنطن القيود على صادرات الرقائق الإلكترونية الحيوية لتطوير الذكاء الاصطناعي.

دعوات للاستقرار والتعاون

في ظل هذه التعقيدات، يبدو أن كلا الجانبين يدرك الحاجة للحفاظ على قنوات الحوار مفتوحة والتعامل بشكل مسؤول مع الخلافات لتجنب أي تصعيد خطير قد يهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي.

ودعا الرئيس الصيني شي جين بينج للنظر إلى تنمية الصين بشكل إيجابي، معتبرًا ذلك "مسألة أساسية" لاستقرار وتحسين العلاقات مع واشنطن.

بينما شدد بلينكن على أن إدارة ما وصفها بـ "أكثر العلاقات تبعات" بشكل مسؤول هي "مسؤولية مشتركة" نظرًا لتأثيرها العالمي.

وقال: "هذه مسؤولية مشتركة لدينا، ليس فقط تجاه شعبينا، ولكن تجاه شعوب العالم أجمع، نظرًا للتأثير الذي تحدثه العلاقة بين بلدينا حول العالم."

ومع استمرار التفاوض وتبادل وجهات النظر، سيظل على الجانبين إيجاد التوازن الصعب بين التعاون والمنافسة في محاولة لاحتواء التوترات وتعزيز الاستقرار في علاقاتهما المعقدة ذات الأهمية العالمية.